على مرتفعات سورية، وتحديداً في جبل العرب ولد اركان فؤاد، نشأته في لبنان بدأت خطواته الدراسية، وانتهت في معهد الموسيقى، ثم عاد الى سورية ليؤدي واجبه القومي في خدمة الجيش، وليعود الى لبنان.. هنا بدأ يراوده حلمه الذي عاشه منذ صباه، وقت كان مقلداً لفريد الاطرش متمنيا ان يصبح مطرباً. وبدأ خطوات تحقيق حلمه، فراح يبحث عن المصريين المقيمين في لبنان يتعرف اليهم، ويحدثهم إذ كان يحب العامية المصرية ويشعر بطيبة المصريين وسعة صدورهم. وأكد له هذا التعارف ضرورة الانتقال الى القاهرة، وكانت النصيحة بألا يبدأ مشواره في القاهرة العاصمة وسط المحترفين، فذهب الى الاسكندرية، وعاش حياة ذاق فيها المر والحلو الى ان التقى الشاعر محمد زكي الملاح الذي كتب له معظم اغانيه، واصطحبه الى القاهرة ليلتقي الشيخ سيد مكاوي وليصدح صوته بأغنيته الاولى: "اموره من المعموره / شغلتني وشغلت بالي / يا مصور صور صوره / دي منايا وحبي الغالي" وكانت هذه الانطلاقة الفنية الاولى له في عام 1974.. ومع صاحب هذا المشوار كان ل"الحياة" الحوار التالي معه. من ساعدك فنيا في بداية مشوارك؟ - والدي فقد كانت له علاقة بالفن والفنانين، كما كان عازفاً لآلة العود، وفي اذاعة سورية كان يقدم مؤلفاته الشعرية، وبدأت أعزف على العود معه، وعرفت المقامات وكان ذلك مشجعاً لي لاختيار معهد الموسيقى لألتحق به فيما بعد. ألم تغن في لبنان او تعرف قدماك طريق الاذاعة؟ - كانت لي بدايات استمرت الى عام 1969، فقدمت اغنيتين في اذاعة لبنان من كلمات كمال عطار وألحان صبحي النحاس، وتم اعتمادي في اذاعة لبنان بهاتين الاغنيتين. كم اغنية لحنها لك الشيخ سيد مكاوي بعد اغنية "اموره من المعمورة"؟ - الشيخ سيد رحمه الله لحن لي تسع اغنيات، وصدرت في ألبومي الاول وهذه الاغنيات هي "دقوا الدفوف"، "يا حلوه يام التوب لخضر"، "يا حبي تعالي انا وانت يا حبيبي"، "لسه الدنيا بخير"، والاغنية الاولى "اموره من المعمورة" والتي حملت اسم الألبوم، وبقية الاغنيات لا اذكرها، كما لحن لي ثلاث اغنيات اخرى منفردة. منذ عام 1974 اي منذ مجيئك الى مصر، ما عدد البوماتك؟ - ثمانية ألبومات، "اموره من المعمورة"، والثاني: كان من كلمات الشاعرة علية الجعار ألحان فتحي حجازي عندما دخلت الاذاعة، وتوالت البوماتي بعد ذلك. كيف اعتمدت مطرباً في الاذاعة المصرية؟ - تقدمت للجنة الاستماع المكونة في عام 1978 من الاساتذة محمد الموجي وعبدالحليم نويره ومدحت عاصم، وفي البداية انطلقت أغنى موالاً قال مدحت عاصم "ايه يا بني انت هتتعلم فينا" وخرجت، وقالوا لي: "يجب أن تقدم اغنية" وتعرفت الى علية الجعار، فقدمت لي اغنية كلها تفاؤل تقول كلماتها: "عيش عيش / كل دقيقة وثانية عيش/ عيش واتمتع بالدنيا / ابعد واهرب من الاحزان / اوعى تغضب كون فرحان / زي الحب مفيش / عيش عيش". وكان الاستاذ فتحي حجازي موجوداً، فسألته رأيه في الاذاعة المصرية وتقدمت بها وحصلت على امتياز وتم اعتمادي عام 1978. ما سبب حبك لمصر وشعبها وفنها منذ صباك؟ - نحن في لبنان وسورية والمنطقة العربية تربينا على الفن المصري، الاغنية والفيلم والتمثيلية المصرية، وهذه حقيقة وليست نفاقاً او تملقاً، عايشنا هذا الفن في داخلنا وصار جزءاً من كينونتنا يجري مجرى الدم في العروق تربينا على الحان وغناء الاساتذة وعمالقة الفن أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ وفريد الاطرش وفايزة احمد ونجاة، فمصر هي منطقة الفن العربي. الى اي لون من الاغنيات تميل: العاطفي ام الشعبي؟ - لا يوجد تصنيف للاغنية طالما ان هناك صوتاً يستطيع ان يغني فهو يقول اي اغنية طويلة او قصيرة. غنيت الموال، فمن يعجبك من مطربي الموال في مصر؟ - محمد رشدي، محمد العزبي، وشفيق جلال، والمرحوم صاحب الموال الاصيل محمد طه. والاغنية الشبابية؟ - مطربو الاغنية الشبابية لهم جيلهم ويعرفون كيف يخاطبونه. كيف وهناك تشابه في الكلمات والموسيقى والرقص؟ - كان لكل فنان موسيقاه وكلماته، نعرفه بمجرد عزف الموسيقى، لكن حالياً هذا غير موجود وهل يستطيع احد ان يتذكر مطرباً من مطربي الاغنية الشبابية غنى قبل عشر سنوات، طبعاً لا، لانه لا توجد اصالة او عراقة لاغانيهم، أنا مثلاً غنيت قبل 15 سنة أغنية لحنها لي الراحل محمد الموجي، تقول كلماتها: غايب بعيد عني والبعد طال وصل.. في كل حفلة تطلب مني هذه الأغنية، وكذلك أغنية "بدنا نتجوز ع العيد"، وأغنية "أحلى ما في الليلة"، فالأغاني التي لها جذور وقيمة فنية تعيش مع الناس. لكل فنان مدرسة، ما مدرستك؟ - أنا من مدرسة فريد الأطرش وأحب اغنيات وديع الصافي وصباح فخري وكل اساتذة الموسيقى والغناء الذين تربينا على أعمالهم، فأولئك جميعاً مدارس أضاءت لنا الطريق. علمنا أنك هربت من مسرحية "ايزيس وأوزوريس" وسواها؟ ما سبب هروبك؟ - جبن وخوف من طريق جديد أشعر أنه مجهول بالنسبة لي وغير واضح المعالم، كيف أضع عليه قدمي وليست لديّ خبرة بخلفيات المسرح؟ وخوفي من انطباعات الناس عني وأنا أخوض التمثيل لأول مرة، الى أن طلبني الاستاذ محمد صبحي وهو أخ وصديق، وإن لم تكن هناك تعاملات فنية سابقة، وفوجئت باختياره لي لأشاركه في مسرحية "لعبة الست" وأنا أحب صبحي كقيمة فنية، ولأنه صاحب مسرح محترم يبحث عن الجديد دائماً، وسمعته طيبة في العالم العربي، وهذا الفنان الكبير صعب أن يرفض له أي إنسان عملاً. وإذا رفضت اختياره سأكون أنا الخاسر، ووجدتها فرصة، فأعطاني النص وقرأته وكلما مر يوم تعلقت به أكثر واستفدت منه، فهو يعمل 22 ساعة يومياً، إنه يريد أن يجعل من كل من يعمل معه نجماً، وفعلاً تعب معي كثيراً لأني بعيد عن الحركة المسرحية، فخشبة المسرح لا تحد من حريتي، اتحرك عليها يميناً وشمالاً، لكن حركتي عليها مع صبحي محسوبة بدقة. تعاملت مع غير شاعر في مصر.. فمن أقرب شاعر إليك؟ - عبدالرحمن الابنودي. من المتربع على عرش الأغنية حالياً؟ - لا يوجد عرش للأغنية حالياً، لكن لدينا أصواتاً قادرة، ومصر ولادة، من هذه الأصوات هاني شاكر ومحمد الحلو ومحمد ثروت، مع الأسف هناك مطربون يغنون من أنوفهم، ويبيعون ثلاثة ملايين شريط. الزواج الفني وكيف كان ارتباطك بالمطربة نادية مصطفى؟ - مثل أي زواج، عرفت زوجتي نادية مصطفى من خلال لقائنا في شركة مصر للإنتاج الفني في الثمانينات، كنت أجهز لشريط جديد، وكانت هي قد انتهت لتوها من حفلة غنت فيها أولى أغنياتها "مسافات" لفتت نظري فهي من عائلة محترمة، أخلاقها عالية وحطيت عيني عليها وانتهى الأمر. الغناء في الفنادق ما رأيك فيه؟ - ضروري لفتح بيت ولعمل شريط مصور وصلت تكلفته لنحو مئة ألف جنيه مصري، فلا بد من مورد رزق كهذا، فالاعتماد على حفلات الإذاعة والتلفزيون فقط صعب.