تلقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس رسالة من الرئيس العراقي صدام حسين سلمها وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف، فيما حطت طائرة رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب في مطار صدام الدولي في اول زيارة يقوم بها مسؤول عربي على هذا المستوى منذ 1990. وصرح سفير العراق في عمان صباح ياسين بأن الرسالة التي سلمها الصحاف، الذي اجرى لاحقاً محادثات منفصلة مع وزيرالخارجية الاردني عبدالإله الخطيب، تناولت العلاقات الثنائية وسبل دعم الانتفاضة الفلسطينية. وافادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية "بترا" ان رسالة صدام عن "تقدير الشعب العراقي الشقيق للجهود التي يبذلها الاردن بقيادة لرفع المعاناة عن العراق وانهاء معاناة شعبه". وتزامنت زيارة الصحاف الى عمان مع الزيارة التي بدأها ابو الراغب الى العراق على رأس وفد رفيع المستوى ضم سبعة وزراء ووفداً اعلامياً كبيراً لإجراء محادثات تتركز على تجديد اتفاق لتزويد الاردن ما قيمته نحو 600 مليون دولار من النفط، ويقدم العراق نصفه مجاناً، والنصف الثاني بأسعار تفضيلية. كما سيجري البحث في تمويل مشروع لمد انبوب نفطي من العراق الى الاردن بكلفة تقدر ب 350 مليون دولار. راجع ص 3 ومن المقرر ايضاً البدء بتسيير رحلات جوية اسبوعية منتظمة بين عمانوبغداد اعتباراً من الاسبوع المقبل، بعدما كان الاردن ارسل اول طائرة عربية تخرق الحظر الجوي على العراق في اواخر ايلول سبتمبر الماضي. وجاءت زيارة رئيس الوزراء الاردني الى العراق بعد مرور اسبوع على توقيع اتفاق التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة، ليصبح الاردن بذلك رابع دولة توقع مثل هذا الاتفاق مع واشنطن بعد المكسيك وكندا واسرائيل. وقالت مصادر مطلعة إنه لا يمكن التقليل من البعد السياسي للزيارة الاردنية الى جانب اهمية البعد الاقتصادي المتمثل بحاجة الاردن الى التوصل الى اتفاق مع بغداد لتزويده ما يحتاجه من النفط بأسعار تفضيلية. واوضحت ان الاردن كان اول دولة عربية ترسل طائرة مدنية الى مطار بغداد، ما فتح الباب امام تسيير رحلات مماثلة من جانب عدد من الدول العربية والاجنبية. ويتوقع مراقبون ان تمهد زيارة ابو الراغب الى بغداد لمزيد من الزيارات المماثلة من مسؤولين آخرين. ويرى هؤلاء ان الاردن نجح حتى الآن في خلق توازن بين علاقاته المتينة مع دول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدة من جهة، من دون تهديد مصالحه الاستراتيجية في العراق، والتي يعتبر النفط من اهمها، الى جانب استمرار العراق بفتح اسواقه امام البضائع الاردنية. ونقلت وكالة الانباء العراقية رويترز عن ابو الراغب قوله، بعد وصوله الى بغداد، ان هذه زيارته تهدف الى "توسيع العلاقة بين القطرين الشقيقين وتمتينها لتصبح تكاملاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً". واضاف ان زيارته تشكل "تجسيداً لجهود الاردن من اجل رفع الحصار المفروض على العراق والعمل على بناء علاقات اخوية متكاملة تكون لبنة في سبيل التضامن العربي والعمل العربي المشترك". أما نائب رئيس الجمهورية العراقي طه ياسين رمضان، الذي كان في استقبال ابو الراغب، فاعتبر الزيارة "خطوة مهمة واساسية على الطريق الصحيح لبناء علاقات متينة بين القطرين الشقيقين".