أنجز المجلس الاعلى المصري للآثار اخيراً عملية ترميم مسجد الغوري، احد أشهر المساجد الاثرية في القاهرة. استغرقت العملية سبع سنوات وبلغت التكلفة سبعة ملايين دولار تقريباً. واقيم في المناسبة احتفال حضره رئيس الوزراء عاطف عبيد، ووزير الثقافة فاروق حسني. وينسب المسجد الى السلطان المملوكي الاشرف ابو النصر قانصوه الغوري وتزخر القاهرة بالكثير من العمائر التي أنشأها خلال فترة حكمه لمصر بين 1501 و1516. إنشاء المسجد ويرجع تاريخ إنشاء مسجد الغوري، الذي يقع في شارع المعز لدين الله، إلى عام 1503. ويحتوي المسجد، الذي كان يستخدم أيضاً كمدرسة اسلامية، على صحن مكشوف مربع الشكل، تتعامد عليه الايوانات من جهاته الاربع، ويحيط بدائر الصحن، من أعلى، شريط كتابي ثم اربعة صفوف من الدلايات الخشب المموهة بالذهب، ويغشى الجدران رخام ملون بارتفاع مترين. ويشغل الضلع الشرقي من الصحن ايوان القبلة يتقدمه عقد مدبب على شكل حدوة الفرس، ويتصدر هذا الايوان محراب مجوف من الرخام الدقيق تعلوه طاقية بعقد مدبب يرتكز على عمودين من الرخام الابيض. وعلى يمين المحراب يوجد المنبر الخشب بحشواته المجمعة وهو مطعم بالعاج والصدف الزرنشان وتقع الواجهة الرئيسية للمسجد في الضلع الشرقي وفيها المدخل الرئيسي الذي يتوسط القسم الشمالي ويصعد إليه بسلم مزدوج ينتهي ببسطة من الرخام الملون يحدها سور من الرخام، وتقع المئذنة في الطرف الجنوبي الشرقي للمسجد، وهي مربعة ضخمة اقيمت قاعدتها مع اساس الواجهة، وتحتوي جلسات دورتيها الاولى والثانية على مقرنصات دقيقة. زلزال 1992 وساءت حال مسجد الغوري عقب الزلزال الذي ضرب القاهرة في 12 تشرين الاول اكتوبر 1992، ولذلك ركزت عملية الترميم، كما يقول أيمن عبدالمنعم المشرف على تنفيذ مشروع تطوير القاهرة التاريخية التي تدخل تلك العملية في بطانه، على تدعيم الاساسات باستخدام تقنية "الخوازيق الدبرية" التي نفذها خبراء ايطاليون. وإضافة الى زلزال 1992، فإن تسريبات شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب ألحقت ضرراً مباشراً بأحجار المسجد، ما ادى الى خلخلة الهيكل الانشائي، وتفكك العقود المطلة على الصحن. وبدت مظاهر التدهور كذلك، كما يؤكد رئيس قطاع الآثار الاسلامية عبدالله العطار، في وجود شروخ رأسية مائلة في معظم حوائط المسجد، وفي تلف ارضيات الصحن الرخام والايوانات والاسقف والعناصر الزخرفية الخشب. ومرت عملية الترميم بثلاث مراحل تمثلت في مشروع تدعيم الاساسات ثم الترميم المعماري، وأخيراً مرحلة الترميم الدقيق، كما تم انشاء شبكة كهرباء جديدة متكاملة الانظمة من حيث التحكم والقدرة على استيعاب الاحمال المختلفة. وازيلت تعديات الاهالي على حيطان المسجد واحيطت بحواجز لمنع تكرار التعدي عليها.