بعد سبع سنوات على غربة في لندن عادت، عملت خلالها مذيعة في هيئة الاذاعة البريطانية B.B.C ومراسلة للتلفزيون المصري هناك، فقدمت برامج عدة وغطت احداثاً مهمة واكتسبت خبرة كبيرة، عادت رولا الخرسا الى القاهرة وانضمت إلى "كتيبة" مذيعات التلفزيون. وهي تقدم الآن برنامج "أخبار الناس" الذي كان أول إطلالة لها على الجمهور المصري. "الحياة" التقتها وسألتها عن مسيرتها في لندن وانطباعاتها عن العمل الاذاعي والتلفزيون هناك. كيف كانت بدايتك في المجال الاعلامي؟ - بعد تخرجي في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، التحقت بالعمل في البرنامج الاوروبي في الاذاعة المصرية وظللت فيه ثلاثة اعوام، ثم سافرت إلى لندن عام 1992. واثناء اقامتي فيها اتيحت لي فرصة العمل في هيئة الاذاعة البريطانية B.B.C في القسم العربي، وكلفت بعدها بعامين، العمل مراسلة للتلفزيون المصري من لندن. وبعد سبع سنوات من الغربة قررت العودة إلى مصر حيث استهواني العمل مقدمة برامج في التلفزيون. وبالفعل قدمت بعض الافكار الى المسؤولين في قطاع الاخبار وتمت الموافقة على إحداها... فكان برنامج "أخبار الناس" الذي أعده وأقدمه في آن. اعتزاز كيف ترين مدة عملك في لندن؟ - اعتز جداً بالسنوات التي أمضيتها في لندن، سواء في عملي في هيئة الاذاعة البريطانية B.B.C أو مراسلة للتلفزيون المصري، اذ اكتسبت خبرة لا بأس بها. واعتبر أن "بي بي سي" مدرسة عريقة تعلمت منها فنون العمل الاعلامي المسموع، في حين أفادني عملي كمراسلة تلفزيونية كثيراً في متابعة الاحداث وكتابة التقارير واخراجها والجري وراء الخبر إينما كان، في ظروف صعبة وضغوط متعددة. وعلى رغم ذلك كانت تجربة ممتعة أسهمت كثيراً في تشكيل شخصيتي الاعلامية. هل ترين اختلافاً بين العمل الإذاعي والعمل التلفزيوني؟ - الإذاعة تعتبر محطة مهمة لكل من يريد العمل في التلفزيون، ومعظم مذيعي التلفزيون، مارسوا قبلاً العمل الإذاعي، لذلك نجدهم ينجحون في عملهم أكثر من الذين يلتحقون بالتلفزيون مباشرة. فالاذاعة تعتمد صوت المذيع والمادة التي يقدمها كي يحوز اهتمام المستمع. أما التلفزيون فيعتمد في شكل كبير الصورة، والمذيعة فيه هي البطلة والعنصر الرئيسي. كيف يتم تناول القضايا والاحداث المتعلقة بالشرق الاوسط في "بي بي سي" من واقع تجربتك فيها؟ - بحسب اهميتها. والحدث الذي يفرض نفسه على الساحة يأتي في صدارة نشرات الاخبار، ومن خلال هذه القضايا أو الأحداث تُعرض اكثر من وجهة نظر أو "الرأي والرأي الآخر". لكن الرأي الخاص بالمعارضة قد لا يحظى بالدرجة نفسها التي تتاح أمام الرأي المؤيد، وإن كانت ثمة وسائل إعلام غربية عدة، بدأت تعي دور المعارضة وأهميتها للوقوف على سلم الحيادية. ما سر تفوق "بي بي سي" خصوصاً في التغطية الاخبارية؟ - قد يُعزى هذا التفوق على الاذاعات الاخرى في المنطقة العربية، الى امتلاكها شبكة كبيرة من المراسلين المنتشرين في معظم انحاء العالم، من الذين ينقلون تغطيات اخبارية وتحليلات واسعة لحظةً لحظةً من قلب الاحداث، أضافة إلى أنها توفر للمراسلين والمذيعين العاملين فيها كل الامكانات الحديثة من تكنولوجيا الاتصال والاعلام المسموع، وهذا يجعلها تستقطب أعلى نسبة من المستمعين في كل انحاء العالم. ما اشهر التغطيات التي قدمتها الى التلفزيون المصري خلال عملك مراسلة في لندن؟ - اعدّ تغطية جنازة الأميرة ديانا من أهم الاحداث التي تابعتها ووافيت التلفزيون المصري بتفاصيلها كاملة، ثلاث ساعات متواصلة على الهواء مباشرة، وقد تأثر الكثيرون في مصر اثناء نقل الجنازة لأن ديانا كانت تحظى بمحبة معجبين كثر في معظم انحاء العالم. وقد اكتسب هذا الحدث أهمية قصوى في مصر لأنه كان مرتبطاً بعنصر مصري، هو دودي الفايد الذي قتل مع ديانا في الحادث الشهير. ما اشهر برامجك في "بي بي سي"؟ - قدمت الكثير من البرامج التي اعتز بها ومنها "البرنامج المفتوح"، وهو سنوي قدمته على مدى 6 سنوات، وكان عبارة عن عرض لأهم الاحداث التي كان يشهدها العام المنقضي في السياسة والاقتصاد والفن والثقافة والرياضة وغيرها، إضافة الى برنامج "حصاد العام" وهو عبارة عن استفتاء بين المستمعين في العالم العربي لاختيار شخصيات العام في كل المجالات. ومن البرامج الاخرى التي قدمتها "فيلم عربي" و"سينما" الذي حقق أعلى نسبة استماع في الوطن العربي وكان يتناول اخبار السينما العربية وأشهر الافلام التي انتجت وقد اعددته وقدمته عامين، ثم تبادلت تقديمه مع مجموعة من المذيعين الآخرين. اين موقع التلفزيون المصري بين المحطات والقنوات العربية؟ - يحتل موقعاً جيداً بعدما شهد طفرات هائلة في السنوات الاخيرة التي واكبت التطورات المتلاحقة في تكنولوجيا الاتصال والاعلام. وكيف ترين برنامج "أخبار الناس" الذي يعد أول محطة لك في التلفزيون المصري في الاطلالة على الجمهور؟ - استطاع البرنامج ان يحقق نجاحاً كبيراً بعد مدة قصيرة من وضعه على خريطة برامج التلفزيون. وأرى أن هذا النجاح نبع من تناوله تحقيقات وقضايا جريئة تحمل الجانب الانساني الذي يمس قطاعاً عريضاً من الناس. واتمنى ان يجد صدى طيباً دائماً لدى الجمهور، خصوصاً انني ما زال لدي الكثير لتحقيقه عبره. من تفضلين من المذيعات؟ - زينب سويدان وشافكي المنيري وحنان منصور في التلفزيون المصري، وليلى الشيخلي في محطة ابو ظبي. وما امنياتك؟ - أتمنى ان أكون دائماً عند حسن ظن الجمهور بي وان احقق كل ما اطمح الى تقديمه في تلفزيون بلدي.