اختار حزب الوفد المصري قبطياً رئيساً لكتلته النيابية في البرلمان لمدة الخمس سنوات المقبلة، وذلك في سابقة من نوعها في البلاد. وعقدت الهيئة العليا للحزب اجتماعاً مساء أول من امس ناقش نتائج الانتخابات التي انتهت الاسبوع الماضي و"التدخلات الأمنية والإدارية"، وحصل "الوفد" على سبعة مقاعد بعد ما كان يطمح الاستحواذ على مئة مقعد، فضلاً عن انتخاب رئيس الهيئة الوفدية في البرلمان. وقالت مصادر الحزب ل"الحياة" إن السيد منير فخري عبدالنور حصل في الانتخابات الداخلية للحزب على 23 صوتاً مقابل 19 حصل عليها منافسه السكرتير العام المساعد للحزب السيد فؤاد بدراوي، وستة أصوات لمصلحة النائب الدكتور أيمن نور. واعتبرت مصادر الحزب أن انتخاب عبدالنور "ذو دلالة" ويهدف إلى "تأكيد موقف شعبي برفض دعاوى الفتنة والتفريق بين المسلمين والأقباط في مصر". وكان نائب الوفد واجه "حملة دعائية طائفية" في دائرة الوايلي من بعض منافسيه طالبت الناخبين عدم انتخاب قبطي لكنه حصل على أعلى الاصوات في مواجهة رئيس لجنة التعليم في البرلمان السيد أحمد فؤاد عبدالعزيز. وفي إشارة إلى اعتراف الحزب بوجود سلبيات داخلية تركت آثارها على ادائه في البرلمان توافق الاجتماع الذي لم يصدر قرارات محددة على "ضرورة إعادة تقويم الأوضاع الداخلية وإعادة تشكيل بعض اللجان القيادية التي كانت دون المستوى في المعركة الانتخابية وتطوير أداء الحزب في المرحلة المقبلة". وعُلم أن أصواتاً من قادة الحزب دانت ما اسمته "بعض الممارسات والتدخلات الحكومية في العملية الانتخابية ضد بعض أحزاب المعارضة وتلاعبها في قوائم الناخبين وعدم احترامها أحكام القضاء التي صدرت ضد مرشحي الحزب الحاكم". لكن مصادر الحزب لفتت إلى أن "عدم إصدار قرارات يرجع إلى الرغبة في ترك مساحة كافية لخطوات تنفيذية سيتم بحقها في اجتماع هيئة المكتب". يذكر أن رئيس الحزب الدكتور نعمان جمعة صعد من حملة ضد الحكومة وطالب الرئيس حسني مبارك التدخل لإلزامه تنفيذ أحكام القضاء محذراً من أن "الأمر خطير ويتعلق بشرعية الدولة والتي دونها لا يمكن مطالبة أحد باحترام الشرعية في المجتمع كله"