} يعتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة البرلمان الكويتي النائب محمد جاسم الصقر ان نفوذ الكويت الحقيقي في الخارج هو في علاقاتها الاقتصادية التي لم تستغل بالشكل الأمثل، وان انهماك الحكومة في تفاصيل السياسة الداخلية نتج عنه "إهمال فادح" للسياسة الخارجية، وان الوضع تفاقم بعد تولي وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد ادارة الشؤون اليومية للدولة. ودافع الصقر في حديث الى "الحياة" عن دور وموقف اللجنة التي يرأسها وطبيعة علاقتها بوزارة الخارجية، قائلاً انها طورت اهتمام البرلمان بمراقبة السياسية الخارجية التي تنتهجها الحكومة "وأصبحت من اللجان الرئيسية بعدما كانت ثانوية". وقال ان العراق "حقق اختراقات محدودة"، خلال القمة الاسلامية في قطر، وقلل من اهمية استبدال مصطلح "حالة" بمصطلح "عدوان" لوصف ما حصل بين العراقوالكويت، مؤيداً موقف الشيخ صباح الذي يرى ان الصيغة التي خرجت بها القمة كانت مناسبة، فلا يمكن تجاهل ان النظام العراقي حقق عدداً من المكاسب على الصعيد الخارجي في المدة الأخيرة، على رغم ان سلطته في الداخل "تتآكل تدريجاً"، واعتبر الشائعات عن تفاقم مرض الرئيس صدام حسين مبالغاً فيها. وقال الصقر ان تقارب عواصم خليجية مع العراق لا يزعجه لأن دافعه "غير عراقي"، وأيد تصفية ملف "دول الضد" لأن سياسة الضد هددت بعزل الكويت، كما أيد الاتصال بالسلطة الفلسطينية "لأن القضية الفلسطينية أكبر من السلطة". وفي ما يأتي نص الحديث: فسرت مصادر عدة البيان الختامي للقمة الاسلامية في قطر بأنه انتصار للعراق، هل ترون ان الكويت خسرت في القمة؟ - لم نحصل، حتى الآن، على معلومات كافية عما دار في كواليس مؤتمر الدوحة، ولكن في اعتقادي ان العراق حاول الاستفادة الى أقصى حد من الحرص العربي والاسلامي على تأمين الدعم للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة، على حساب تحييد الخلافات الأخرى ليحقق بعض الاختراقات المحدودة. ان استبدال عبارة العدوان العراقي على الكويت ب"الحالة بين العراقوالكويت" كعنوان للفقرة الخاصة بنا في البيان الختامي لم تبدل شيئاً من مضمون هذه الفقرة الذي دعا العراق الى تنفيذ الالتزامات الواردة في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وعبارة "الحالة" واردة في صياغة القرارات الدولية. المكسب الآخر الذي حققه العراق هو دعوة البيان الى التعاون في ما قدمه في شأن قضية المفقودين العراقيين برعاية اللجنة الدولية للصليب الاحمر. ولا مشكلة لدينا لأن سجون الكويت مفتوحة للهيئات الدولية فيما سجون العراق جحيم لا يعرف احد مداه. ولم تكن الكويت بعيدة عن هذه الصيغة بعدما أفشلت صيغة اخرى تدعو الى الحوار مع الاممالمتحدة لإنهاء العقوبات بما يوحي بأنها لم تنفذ واعتبر الشيخ صباح الاحمد الصيغة المعتمدة "مناسبة". سرت اشاعات عن اتفاق غير معلن بين الجانب الكويتيوالعراقي خلال القمة على موضوع الأسرى الكويتيين بتنسيق قطري، وقيل ان ذلك كان بسبب تساهل الجانب الكويتي تجاه بيان القمة... - ظروف القمة الاسلامية تختلف عن ظروف القمة العربية، بمعنى ان قرارتها لا تكون بالقوة ولا بالالتزام نفسه. علينا ان نلاحظ ان العراق وافق على الدخول في مفاوضات مع مجلس الأمن من دون شروط مسبقة، وهذه المفاوضات لن تكون من دون ضوابط بل ستكون لتنفيذ القرار 1284 الذي طالما تهرب العراق منه ونحن نؤيد هذا القرار الذي يدعو الى رفع الحصار الاقتصادي. 1ان الكلام الذي نسمعه سياسي له استهدافات محددة واحياناً لا علاقة مباشرة له بالعراق، وهذا مؤسف لأن هذه المواقف تزيد من تسلط صدام على شعبه وقد تعودنا، أو ان التجربة علمتنا ان صدام يرتكب اخطاءه عندما يشعر دائماً انه مرتاح. هل ترى ان حداً أدنى من الحوار بين الكويتوالعراق ممكن، اذا سويت قضية الأسرى، وطبق النظام العراقي الحالي باقي القرارات الدولية؟ - ان شروط الكويت لإعادة العلاقات مع العراق معروفة وهي ثلاثة: تطبيق القرارات الدولية، واطلاق الأسرى، والاعتذار للشعب الكويتي، والصين وكوريا تطالبان اليابان حتى يومنا هذا بالاعتذار. لكن هذا السؤال افتراضي وسابق لأوانه. أخطاؤنا في السياسة الخارجية تتهم لجنة الشؤون الخارجية بأنها تدور عادة في فلك وزارة الخارجية ولا تمارس أية رقابة عليها، هل تغير هذا في عهد محمد الصقر؟ - لم تكن المشكلة ان اللجنة تدور في فلك الوزارة، بل كانت في التعاطي مع اللجنة كلجنة ثانوية. وأزعم - وهذا يحكم عليه الزملاء النواب - انني استطعت تفعيل عمل اللجنة وتحويلها الى لجنة رئيسية من لجان المجلس، وهذا عامل ساعد ويساعد على مراقبة افضل من مجلس الأمة للسياسة الخارجية. وبالمناسبة فإننا نشهد تعاوناً كبيراً من الخارجية وهي تضعنا في الاجواء المتوافرة لديها وتأخذ بملاحظاتنا. هل السياسة الخارجية الكويتية خالية من الاخطاء أم هي محصنة من النقد البرلماني؟ - من يعمل يخطئ، ويفترض ان اخطاء سياستنا الخارجية كثيرة لأن وزارة الخارجية من الوزارات الناشطة في مجالها مع انها الوزارة الوحيدة التي تتمتع باستقرار في الحكومات الكويتية المتتالية بسبب وجود الشيخ صباح الأحمد على رأسها منذ فترة طويلة. وطول المدة له ايجابيات، مثلما له سلبيات، ولكن مشكلتنا ان كل اهتمامات مجلس الأمة داخلية ونحاول اثارة اهتمام المجلس بالسياسة الخارجية ايضاً. يرى بعضهم ان الكويت لا تستخدم كل امكاناتها في السياسة الخارجية خصوصاً الأدوات الاقتصادية، فهل هذا صحيح؟ - أقول أكثر من ذلك: هناك اهمال فادح للسياسة الخارجية بسبب قلة تحرك مسؤولينا في الخارج، وتفاقم هذا الوضع مع تولي الشيخ صباح ادارة شؤون الكويت اليومية. فالمسؤولون يغرقون ايضاً في تفاصيل السياسة الداخلية مع ان الضمانة الرئيسية لحماية سيادة واستقلال الكويت هي في تحالفاتها الخارجية. دور المعارضة العراقية بعد استضافتكم رموزاً عراقية في الكويت في أيار مايو الماضي، هل ترون مكاناً للمعارضة في عراق السنوات المقبلة؟ - سيكون للمعارضة دور في أي تغيير في العراق حتى لو كان عن طريق انقلاب عسكري مفاجئ لأنها، على تفككها الكبير، تمثل قوى رئيسية في الشارع العراقي، ونجحت في افشال كل محاولات اعادة تأهيل النظام، ولن يستطيع أي نظام مقبل الاقلاع من دونها. ولن يكون للمعارضة دور حقيقي في المرحلة الحالية الا بعد توافق دولي واقليمي على دعم التغيير في العراق. كيف تفسرون المواقف الخليجية المتقاربة مع العراق؟ - هذه المواقف لا تزعجني لسببين: الأول كونها تعبر عن مصالح مختلفة وهذا شيء طبيعي، والثاني ان الدافع الحقيقي اليها غير عراقي في كثير من الاحيان.