دعا رئيس مجلس الدوما البرلمان الروسي غينادي سليزنيوف العراق إلى التزام تطبيق الاتفاق الذي وقعه مع الأممالمتحدة، مؤكداً أن بغداد "تعرف جيداً عواقب مخالفة هذا الاتفاق". وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في الكويت أن العلاقات الاقتصادية بين روسياوالعراق ستظل مجمدة حتى التزام بغداد تطبيق كل القرارات الدولية، لافتاً إلى دور روسيا في التوصل إلى الإتفاق. واعتبر أن الحوار ممكن بين بغدادوالكويت "لو ذهب وفد كويتي إلى العراق ليتسلم الأسرى". ولم يرفض سليزنيوف، الذي أنهى أمس زيارة رسمية للكويت، مبدأ استخدام القوة ضد العراق في حال خرق الاتفاق المتعلق بعمل فرق التفتيش، لكنه قال أن اللجوء إلى القوة "يجب أن يكون آخر الخيارات". وذكر أن روسيا معنية بالعمل لرفع العقوبات الاقتصادية عن العراق بعد استكمال تنفيذ القرارات الدولية "فصدام حسين ليس متضرراً من العقوبات بل الشعب العراقي خصوصاً الأطفال والنساء". وكان سليزنيوف وصل إلى العاصمة الكويتية ليل الخميس والتقى أمس أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح ووزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد، وأجرى أيضاً محادثات مع رئيس مجلس الأمة البرلمان أحمد السعدون ولجنة الصداقة البرلمانية الروسية الكويتية، وذكر أن هذه الجلسة ركزت على التطورات الأخيرة بين العراقوالأممالمتحدة، مشيراً إلى أن التعاون البرلماني الكويتي الروسي سيتعزز بزيارة قريبة للكويت يعدّ لها رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الدوما. وتابع سليزنيوف: "وجدنا هنا أصدقاء حقيقيين لروسيا يودون أن تكون شريكاً لبلادهم". وسئل عن مدى استعداد بلاده لمعاودة تعاونها العسكري مع بغداد بعد رفع العقوبات فأجاب أن العلاقات في هذا المجال مجمدة الآن بين روسياوالعراق، وأن بغداد ستسدد بعد رفع الحظر ديونها المستحقة لموسكو وستوقع الاتفاقات في "كل المجالات". وأشار إلى أن موضوع الأسرى الكويتيين لدى العراق احتل حيزاً كبيراً في محادثاته في الكويت، وقال: "روسيا هي الدولة الأكثر إلحاحاً على بغداد في مسألة إعادة الأسرى وشَكَرنا وزير الخارجية الكويتي لأننا نطرح هذه المسألة باستمرار أمام صدام حسين". وتابع: "أنتم لا تودون التحدث إلى العراق في هذه المسألة، إذاً من سيتحدث إليه ويسعى إلى تسوية الأمور؟ هل هي الدول التي أرسلت جيوشها إلى المنطقة؟ لا يمكن إنجاز الأمور بهذه الطريقة في العالم المعاصر. أنا أعرف أن فكرة الحوار بين الكويتوالعراق مسألة معقدة ولا أتبنى الدعوة إلى ذلك، وأفهم أن الطرف الكويتي لن يكون البادئ بالدعوة إلى هذا الحوار، لكن الحوار ممكن لو أن وفداً كويتياً ذهب إلى بغداد ليتسلم الأسرى". ورفض سليزنيوف خطط إطاحة الرئيس صدام حسين وقال أن "الشعب العراقي هو من يقرر في هذا الموضوع" وأكد تحفظه عن العمل العسكري ضد العراق، منتقداً ضمناً الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. وقال: "سمعت أن حاملة الطائرات الأميركية يكلف وجودها في الخليج أكثر من مليون دولار يومياً، هل تلتزم الموازنة الأميركية هذه التكاليف"؟ وانتقد أيضاً "المعايير المزدوجة بأن تطبق القوانين على دولة ولا تطبق على دولة أخرى في المنطقة".