واشنطن - ا ب، رويترز، ا ف ب - بعد اسبوعين تقريباً على الانتخابات الرئاسية الاميركية، ارتفعت وتيرة الاتهامات بين معسكري المرشحين الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش. وجاء ذلك عشية التئام المحكمة العليا في ولاية فلوريدا اليوم، للنظر في مشروعية اعادة فرز بطاقات الاقتراع يدوياً، لتحديد المرشح الفائز في الولاية، وبالتالي، في المعركة الرئاسية. وفي مواجهة هذا الانقسام، دعا الرئيس بيل كلينتون الاميركيين في كلمته الاذاعية الاسبوعية مساء اول من امس، الى البقاء موحدين في الازمة القائمة، لكنه تجنب التطرق مباشرة الى الازمة. وقال المسؤولون عن الحملة الانتخابية لبوش إن الاخير حقق تقدماً كبيراً على منافسه نتيجة فرز اصوات المقترعين في الخارج كما في الداخل، وشكوا من ان عمليات اعادة الفرز الجارية حالياً بضغط من الديموقراطيين، تهدف الى "تلفيق" نتيجة الانتخابات. وفي المقابل، اصرَّ معسكر غور على ان الفرز اليدوي المتأني الذي قد يستمر حتى الشهر المقبل، وحده كفيل بتحديد المرشح الذي ستؤول اليه اصوات الولاية. وكان الديموقراطيون نجحوا يوم الجمعة الماضي في اقناع المحكمة العليا بمنع مسؤولي الولاية من اعلان بوش فائزاً على رغم تقدمه على منافسه بفارق 930 صوتاً. وأضافة الى الطعون والطعون المضادة في فلوريدا، يستعد المعسكران لمواجهات في محاكم فيديرالية، في محاولة لنيل احكام تؤثر على نتائج الانتخابات، مثل المضي في الفرز اليدوي او اعتماد الفرز الآلي. لكن الفرز اليدوي في مقاطعتي برووارد وبالم بيتش الديموقراطيتين، لم يعطِ غور بحلول مساء اول من امس، سوى 67 صوتاً زيادة عما حصل عليه في الفرز الآلي، ما يعنى ان بوش ظلَّ متقدماً بفارق 863 صوتاً على الاقل في الحالتين. حجج الديموقراطيين غير ان الديموقراطيين يأملون في ان يؤدي الاستمرار في اعادة الفرز يدوياً في ثلاث مقاطعات الى نجاح غور في ازالة هذا الفارق والتقدم للفوز باصوات الولاية، علماً ان صحيفة "ميامي هيرالد" نقلت عن جامعيين قاموا بدراسة في هذا الخصوص بطلب من الحزب الديموقراطي ان الفرز اليدوي في مناطق بالم بيتش وبرووارد وميامي دايد، يحقق لغور تقدماً بفارق 500 الى 600 صوت في فلوريدا، ما يعني ان هذا التقدم لن يكون كافياً للانتصار على بوش. وقدم غور لائحة حججه خطياً الى المحكمة العليا في فلوريدا كي يتم احتساب نتائج الفرز اليدوي في هذه الولاية. وطلب غور في هذه اللائحة من المحكمة العليا ارغام المسؤولين الانتخابيين "عدم اعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية طالما لم يحصلوا على نتائج الفرز اليدوي الجاري حالياً واحتساب هذه النتائج ضمن النتائج الرسمية". ... وشكوى الجمهوريين وفي المقابل تعهد الجمهوريون بعدم الاعتراف بالفرز اليدوي وشكوا من تلاعب خلاله. وقالت كارين هيوز مسؤولة الاتصالات في حملة بوش في مؤتمر صحافي مساء اول من امس: "لدينا الآن أدلة واضحة ودامغة من شهود عيان على ان عملية اعادة الفرز يدوياً، تشوبها اخطاء اساسية ولم تعد عملية اعادة فرز، بل هي تشويه وتلفيق وخطأ في احصاء الرغبات الحقيقية للناخبين في فلوريدا". واضافت هيوز: "كل ذلك الوقت وكل عمليات الفرز تلك تظهر فوز الحاكم بوش والوزير تشيني باصوات ولاية فلوريدا. نأمل في ان يتم تطبيق قوانين فلوريدا وان يتم اعلان نتيجة الانتخابات بعد نظر المحكمة العليا في القضية يوم الاثنين". واتهمت هيوز مؤيدي غور بتعمّد استبعاد ما يصل الى ثلث اصوات الناخبين الموجودين خارج البلاد. وكان الجمهوريون اتهموا المسؤولين عن حملة غور باتخاذ موقف غير وطني لاعتراضهم على اصوات الناخبين الذين ادلوا باصواتهم خارج البلاد ومعظمهم من افراد القوات المسلحة. خطاب كلينتون وفي غضون ذلك، دعا كلينتون الاميركيين في كلمته الاذاعية الاسبوعية التي بثت مساء السبت، الى البقاء موحدين، متجنباً الكلام عن الازمة السياسية القائمة. وشدد كلينتون الموجود في هانوي على ضرورة ضمان الوحدة الوطنية والاهتمام خصوصاً بالاشخاص الاكثر حرماناً. واضافة الى الرسالة الاسبوعية، وزع البيت الابيض ايضاً كلمتين للرئيس موجهتين الى الشعب الاميركي بمناسبة عيد الشكر الخميس المقبل، والاحتفال بالاسبوع الوطني للعائلة. وقال كلينتون ان "أكبر نجاحاتنا هي تلك التي نقوم بها معاً"، داعياً مواطنيه الى "التذكر ان جميع الاميركيين على رغم الخلافات بينهم في السن او في الانتماء السياسي او العرقي، ينتمون جميعاً الى العائلة الاميركية الكبيرة". وتابع: "في حال فشلنا في العمل معاً فإن شيئاً لن نستطيع انجازه في هذا القرن الجديد الواعد".