في آخر قمة يحضرها لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، حاول الرئيس بيل كلينتون طمأنة قادة العالم المشاركين وفي مقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ان ازمة الانتخابات الرئاسية الاميركية "لا تدعوهم الى القلق". وجاء كلامه في بروناي على بعد آلاف الاميال عن مسرح المعركة الحامية بين انصار المرشحين آل غور وجورج بوش الذي احتفظ بعد سلسلة من عمليات الفرز المتكرر، بتقدم ضئيل على منافسه، في انتظار فرز اصوات المقترعين في الخارج بحلول نهاية الاسبوع. بندر سيري بيغاوان، واشنطن - أ ب، أ ف ب، رويترز - حاول الرئيس بيل كلينتون طمأنة القادة العشرين المشاركين في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ ابيك في بروناي امس، الى ان "لا شيء يدعو الى القلق" في الازمة الانتخابية في بلاده. ورأى ان هناك متسعاً من الوقت يتيح للنظام الانتخابي الاميركي العمل لتحديد الفائز بالرئاسة. وقال: "اعتقد ان رد فعل القادة الآخرين في العالم يجب ان تكون مماثلة لتلك الموجودة لدى الشعب الاميركي"، مؤكداً ان مواطنيه "هادئون الى درجة كبيرة" في ظل ما يجري. وفي مواجهة سيل من الاسئلة من الصحافيين، رفض كلينتون التكهن من سيخلفه في الرئاسة، وقال: "يجدر بنا ان نتوخى الحذر عندما نتحدث عن توقعات، ان الامر الوحيد الذي يمكنني توقعه بكل ثقة هو اني لن اشارك في قمة ابيك المقبلة بعد عام واني عاجز في الوقت الحاضر عن تحديد من سيكون ممثل الولاياتالمتحدة" في القمة. واضاف: "سنترك العملية تأخذ مجراها. والطرفان الجمهوري والديموقراطي ممثلان بشكل جيد وسيدافعان عن وجهة نظرهما وسننتظر لنرى ما سيحصل". كلينتون- بوتين واجرى كلينتون على هامش القمة امس، محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعرب عن "قلقه" حيال الغموض الذي يلف نتيجة الانتخابات الرئاسية الاميركية. ورداً على اسئلة الصحافيين، قال الرئيس الروسي: "نحن قلقون لكننا نحترم مشاعر الشعب الاميركي وننتظر نتائج" الانتخابات. وهذا اللقاء الرابع بين الرئيسين هذه السنة، والاخير مبدئياً، اذ يغادر كلينتون البيت الابيض في 20 كانون الثاني يناير المقبل. واشاد بوتين ب"الاختراق" الذي حققه كلينتون على صعيد العلاقات الروسية- الاميركية، معرباً عن امله في "ان يحمل المشعل نفسه خلف الرئيس الاميركي اياً كان". واستمر لقاء كلينتون بوتين 75 دقيقة تخللها الغداء، وذلك في مقر اقامة الرئيس الروسي في قصر اسارا للضيافة. وافاد مصدر اميركي مرافق لكلينتون ان الزعيمين ناقشا كل القضايا المطروحة بما في ذلك ملفات خفض التسلح وايران والشرق الاوسط وكوريا الشمالية والوضع في روسيا. وقال المصدر نفسه ان اقتراح بوتين بشأن خفض التسلح النووي في البلدين "لا يتضمن عموماً عناصر جديدة، لكن ثمة تعديلات جديدة ستعمد الولاياتالمتحدة الى دراستها". وتجاذب كلينتون اطراف الحديث مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين الذي يلتقيه مطولاً اليوم، كما التقى الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ وتناولت محادثاتهما اسباب تأجيل زيارة الرئيس الاميركي لكوريا الشمالية، الناجمة عن ثغرات في المحادثات حول الصواريخ بين واشنطن وبيونغيانغ. ومعلوم ان كلينتون سيغادر بروناي متوجهاً الى بنوم بنه اليوم، في الزيارة الاولى لرئيس اميركي منذ انتهاء الحرب الفيتنامية قبل 25 عاماً. الانتخابات الاميركية وفي وقت اكد كلينتون على استمرار الدور القيادي لاميركا في العالم، ظلت الصورة قاتمة في الولاياتالمتحدة وتحديداً في فلوريدا التي يتوقف عليها مصير المرشحين للرئاسة. وفي بداية اسبوع ثان من الغموض الذي يترافق مع مجموعة دعاوى قضائية وعمليات فرز متكررة، احتفظ المرشح الجمهوري جورج بوش بتقدم ضئيل بفارق 300 صوت على منافسه الديموقراطي آل غور. لكن النتيجة النهائية للمعركة لا تزال تنتظر اعادة فرز اصوات في مناطق عدة من الولايات ان لم يكن في ولايات اخرى ايضاً. كما ينتظر مسؤولو الولاية وصول اصوات المقيمين في الخارج، لفرزها بحلول نهاية الاسبوع. وفي ظل مهلة حددتها الوزيرة الاولى في الولاية كاثرين هاريس، قدمت مقاطعة فالوسيا مساء اول من امس، نتائج فرز يدوي اجرته، فيما قررت مقاطعة ميامي-دايد الاكثر كثافة سكانية عدم اعادة فرز اصوات ناخبيها يدوياً، وهو قرار اعتبر بمثابة ضربة للديموقراطيين. واتخذ المسؤولون المحليون هذا القرار بعد اجراء اعادة فرز لعينة من الاصوات في ثلاثة مكاتب اقتراع ادت الى اعطاء ستة اصوات زيادة لا غير ، للمرشح الديموقراطي. واكد معسكر غور انه سيلجأ للقضاء لاجبار المسؤولين في ميامي-دايد وفي مقاطعة بروارد على اعادة الفرز يدوياً، فيما استأنف المسؤولون في مقاطعة بالم بيتش الفرز اليدوي الذي اوقفوه اول من امس. ... ولايات اخرى؟ وخيمت شكوك في احتمال اعادة الفرز في ولايات اخرى غير فلوريدا مثل نيو مكسيكو وويسكونسن واوريغون ونيوهامبشير حيث فاز كل من المرشحين بعدد ضئيل من الاصوات، ما يفتح الباب لعملية معقدة قد تطول. ويدرس الجمهوريون امكان طلب اعادة فرز الاصوات في ولاية في ايوا حيث تضاءل تقدم غور على بوش بشكل كبير بعد اكتشاف خطأ في الكتابة في مقاطعة سو. وفي واشنطن، انضم محامون سود الى اكبر جماعة مدنية للحقوق في البلاد لمطالبة وزيرة العدل جانيت رينو بالتحقيق في مزاعم بأن الناخبين السود واجهوا تمييزاً في بعض اقلام الاقتراع في فلوريدا. وكان بوش رحب مساء اول من امس بالنتائج التمهيدية في فلوريدا التي اظهرت تقدمه على غور ب300 صوت. وقالت كارين هيوز المسؤولة الاعلامية في حملة المرشح الجمهوري: "في فلوريدا، تم فرز الاصوات وإعادة فرزها وصادقت المناطق على نتائجها ونقلتها الى السلطات. وفي المراث الثلاث تظهر النتائج ان الحاكم بوش فاز" في الانتخابات. وشككت هيوز مجدداً بامكان الوثوق بالفرز اليدوي للأصوات الذي يحصل في بعض الدوائر الديموقراطية في فلوريدا، معتبرة انه يعجز عن توفير "نتيجة صحيحة ودقيقة". وأوضحت ان بوش الموجود في مزرعته في تكساس "هادئ ومزاجه جيد".