سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منعت الصحافيين الفلسطينيين من العمل لدى وسائل الاعلام الاجنبية وواصلت حملات الأكاذيب والتخويف . اسرائيل تصعد حربها النفسية والإعلامية على الانتفاضة الفلسطينية
صعدت اسرائيل حربها الاعلامية والنفسية على الانتفاضة الفلسطينية بعدما اشارت تقديرات اجهزة استخباراتها الى أن عمرها الزمني لن يكون قصيرا. وأوقف المكتب الصحافي الحكومي الاسرائيلي اصدار أو تجديد بطاقات الصحافة الاسرائيلية للصحافيين الفلسطينيين الذين يعملون لدى وسائل الاعلام الاجنبية المكتوبة والمسموعة والمرئية منذ اندلاع الانتفاضة. وأكد مسؤول كبير في المكتب الصحفي الحكومي رفض لاذاعة الجيش ان "هذه الخطوة اصبحت سياسة طويلة الامد لمكافحة الانحياز الفلسطيني في تغطية الاحداث". وأعربت مصادر فلسطينية عن قلقها البالغ من هذا الاجراء الذي يهدف الى قصر التغطية الاعلامية الاجنبية على صحافيين اسرائيليين يعملون لدى محطات التلفزة ووسائل الاعلام الاجنبية. وكانت المؤسسات المختلفة للدولة العبرية ركزت في الاسابيع الخمسة الماضية على اغراق وسائل الاعلام الاجنبية بمواد تساند الموقف الاسرائيلي في تغطية الاحداث في الاراضي الفلسطينية، من دون اعلان "خطة اعلامية" محددة، ورفضت تجديد بطاقات الصحافة لمجموعة من الفلسطينيين. وتعرض عدد من الصحافيين الفلسطينيين والاجانب في الاسابيع الاخيرة لنيران الجيش الاسرائيلي خلال تغطيتهم للمواجهات، كان من بينهم رئيس مكتب وكالة "وفا" الفلسطينية في مدينة بيت لحم الذي توفي متأثراً بجروحه، ومصور فرنسي يعمل ل"باري ماتش" أصيب برصاصة في الرئة، وآخرهم مراسل شبكة "سي ان ان" الاميركية رئيس مكتبها في القاهرة الذي حضر الى غزة لتغطية الاحداث وأُصيب بطلق في خاصرته. وكجزء من الحملة الاعلامية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، قالت صحيفة "معاريف" امس ان رئيس الوزراء ايهود باراك اعلن في جلسة طويلة مع كبار المسؤولين الامنيين والاعلاميين وموظفي وزارة الخارجية، انه قرر نشر "مواد استخبارية سرية جداً وأدلة تثبت علاقة السلطة الفلسطينية عموماً وياسر عرفات خصوصاً بأعمال العنف والقتل والتحريض التي وقعت في الاسابيع الاخيرة". وأضافت الصحيفة ان باراك اتخذ قراره في اعقاب "تقديرات استراتيجية في مكتب رئيس الحكومة واهمية الكفاح الاعلامي في العالم امام الدعاية الفلسطينية". وفي الاطار ذاته، نشرت الصحف الاسرائيلية انباء متضاربة تزعم وجود "قنوات تفاوض سرية" يجريها الرئيس الفلسطيني مع مسؤولين اسرائيليين، وان الاخير قال لباراك خلال محادثة هاتفية جرت في نهاية الاسبوع الماضي انه "يجد صعوبة في السيطرة على الميدان". ورأى مسؤولون اعلاميون في السلطة الفلسطينية ان هذه الانباء جزء من الحرب النفسية التي تشنها اسرائيل لخلق حالة من الاحباط في الشارع الفلسطيني. وكانت معظم محطات شبكات الاعلام الاجنبية قبل الانتفاضة الفلسطينية الاولى توظف مصورين ومنتجين اسرائيليين فقط، الا ان الصحافيين الاجانب شرعوا، بسبب زخم التغطية العالمية لاحداث هذه الانتفاضة التي استمرت سبع سنوات، بتوظيف صحافيين فلسطينيين لإحداث توازن في تغطياتهم الصحفية الامر الذي لاقى رفضاً اسرائيلياً شديداً في البداية. وفي اطار حربها الاعلامية النفسية، أطلقت الصحف العبرية العنان لتصريحات قادة الجيش الاسرائيلي "المتذمرين من القيود المبالغ فيها" على ادائهم. ونسبت الى مصادر كبيرة في الجيش ان الفلسطينيين "الذين لديهم الارادة لاستيعاب المزيد من القتلى والجرحى لا يعبأون بالغارات التي لا توقع ضحايا "لانهم يدركون الاهمية التي توليها اسرائيل للرأي العام العالمي".