شكّل العام 92 مفترقاً للطرق في تاريخ الكرة السعودية، فهو شهد اعتزال مجموعة من نجوم المنتخب امثال النعيمة وخليفة والمصيبيح والدعيع الكبير. وتوقع السعوديون ان اللعبة ستحتاج الى وقت طويل لتعاد صياغتها من جديد، وسرعان ما تعاقد الاتحاد السعودي مع المدرب البرازيلي نيلسينيو الذي اختار 40 لاعباً لانتقاء افضلهم للاستحقاقات الدولية المقبلة... وكان جل هؤلاء المختارين من لاعبي منتخب الناشئين الذي حقق الفوز في كأس العالم 9198، وفي مقدمهم دينامو خط الوسط فؤاد انور الذي خطف الاضواء فيما بعد وصار احد ابرز العلامات المضيئة في تاريخ الكرة السعودية. بداية المسيرة ابصر فؤاد انور النور في مدينة الرياض قبل 30 سنة، وكغيره من اللاعبين كانت البداية في حواري العاصمة وتحديداً مع الاحمدي احد ابرز الفرق. وكان يشرف على الفريق ناصر الأحمد احد اداري الهلال، فيما كان جميع اللاعبين من الهلال والنصر. وعلى رغم الغلبة الهلالية النصراوية، فان انور لم يُسجل في كشوفات اي من الناديين لأنه توجه الى نادي الشباب - شيخ الاندية السعودية - وانضم الى براعمه عام 1982. وتدرج في الدرجات السنية المختلفة الى ان وصل الى فئة الشباب، وسرعان ما لفت انظار المدرب البرازيلي واندرلي لوكسمبورغو الذي صنع الجيل الذهبي لهذا النادي. واختاره المدرب ليكون ضمن مجموعة من اللاعبين الذين صعدهم الى الفريق الاول. وبهذه المجموعة، قاد البرازيلي الآخر باولو كامبوس - مدرب الشباب الحالي - الفريق الى الفوز بلقب بطل كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بمسماه الجديد. ولم يكتف انور وزملاؤه المهلل والداود والرومي والكلثم وسرور والعويران من تسجيل اسمائهم بأحرف من ذهب في هذه البطولة المرموقة، بل وواصلوا سيطرتهم عليها واحتفظوا بلقبها مرتين متتاليتين ولم يتوقفوا عند هذا الحد وانطلقوا الى المنافسات الخليجية والعربية. المنتخب موهبة انور وقدراته الفنية كانت بداية مشواره مع المنتخبات انطلاقاً من فئة الناشئين، اذ ضمه مكتشف المواهب المدرب الوطني محمد الخراشي. ثم شارك مع المنتخب الاول في مسابقة كأس العرب ضمن الدورة العربية عام 1992 في سورية محققاً المركز الثاني اثر خسارته امام مصر 2-3. وتوجه السعوديون الى هيروشيما للدفاع عن لقبهم الآسيوي بقيادة القائد الجديد فؤاد انور الذي تم ترشيحه لهذا المنصب على رغم وجود من هم اقدم منه في المنتخب الذي اكتفى بالميدالية الفضية بعد الخسارة امام اليابان صفر-1... وحققت المجموعة ذاتها المركز الثالث في كأس الخليج الحادية عشرة في الدوحة. ونضجت المجموعة اكثر واكثر، وخاضت تحت اشراف البرازيلي كنديدو تصفيات كأس العالم خلال عام 1993 ببراعة توجتها بالتأهل للمرة الاولى الى النهائىات التي اقيمت عام 1994 في الولاياتالمتحدة. وهناك، شهد العالم بأثره تفوق الكرة السعودية، وبلغ انور تحديداً قمة العطاء في هذه المناسبة وسجل اسمه كأول سعودي يسجل هدفاً في المونديال عندما أحرز هدف السبق في مرمى هولندا، ثم عزز مكانته بتسجيله هدف الفوز في مرمى المغرب. وجاء انور في المرتبة ال21 بين افضل اللاعبين في العالم. الاستحقاق الكبير بعد المونديال كان دورة الخليج الثانية عشرة في الامارات، وهو لقب استعصى على السعوديين طويلاً. لكن انور ورفاقه ومعهم المدرب الوطني محمد الخراشي نجحوا في انهاء 26 عاماً من الصيام وحصدوا اللقب الاول لبلادهم. وتوالت الانجازات، وفازت المملكة بكأس آسيا للمرة الثالثة عام 1996 في الامارات وتأهلت لكأس العالم 1998 في فرنسا بفضل جهود انور وزملائه. ويعشق انور ان يكون اول في كل شيء، فهو اول سعودي يحترف في الخارج اذ تعاقد مع فريق شوانغ هو الصيني ولمدة 10 اشهر ثم عاد ليختار بارادته - وموافقة ادارة نادي الشباب، فريقه الاصلي - النصر ليواصل مسيرته معه. وفي بادرة تكريمية، اختاره النصراويون قائداً لهم، وشارك معهم في بطولة العالم الاولى للاندية عام 1999 في البرازيل. ولعب فؤاد 95 مباراة دولية، سجل فيها 19 هدفاً. واحرز مع الشباب والنصر 17 هدفاً. وهنا ابرز انجازاته: - حصل مع المنتخب على لقب بطل كأس آسيا 1996، وكأس الخليج 1996، والمركز الثاني في بطولة القارات الاولى1993، وشارك في نهائيات كأس العالم عامي 1994و1998. - حصل مع الشباب على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين 3 مرات، وكأس ولي العهد مرتين، وكأس الاتحاد مرة واحدة، وكأس الاندية الخليجية والبطولة العربية للاندية ابطال الدوري وكأس النخبة العربية مرة واحدة لكل منها.