حمّلت السلطات السودانية رئيس التجمع الوطني الديموقراطي محمد عثمان الميرغني مسؤولية هجوم قوات المعارضة على مدينة كسلا المتاخمة للحدود مع اريتريا. ووصف الميرغني العملية بأنها "كذّبت اوهام امكان الحاق هزيمة ماحقة بقوات التجمع". ودعا الرئيس عمر البشير الى "استعجال جهود السلام والابتعاد عن مسالك التهديد بالقوة". واتهم قوى داخل النظام بانها "تريد انتكاسة للحل السلمي". فيما اعتبر حزب الأمة ان الهجوم محاولة يائسة من "التجمع" لاثبات الوجود. لندن، الخرطوم، اسمرا - "الحياة" - اعتبر حاكم ولاية كسلا ابراهيم محمود زعيم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض السيد محمد عثمان الميرغني مسؤولاً عن الهجوم على كسلا، مما ادى الى مقتل واصابة العشرات من المدنيين. وقال ان المدارس والمرافق العامة باشرت عملها وان الحياة عادت الى طبيعتها في المدينة. واكد ان القصف العشوائي الذي تعرضت له الاحياء السكنية ومرافق خدمات المياه والاتصالات لم يؤثر على الخدمات العامة. واوفدت الحكومة امس وفداً سياسياً رفيع المستوى قاده نائب الرئيس علي عثمان محمد طه والامين العام للحزب الحاكم ابراهيم احمد عمر الى كسلا لتأكيد عودة الحياة الى طبيعتها. ودعا نائب الرئيس في لقاء مع قادة الجيش والميليشيا الشعبية المسلحة وحكومة الولاية الى "الحذر واليقظة والرباط". وحذّر المعارضة من "القيام بهجوم انتحاري مماثل". وقال: "نحن مستعدون للدفاع بأرواحنا عن الوطن والمشروع الحضاري" واصدر مكتب رئيس "التجمع" بياناً امس قال فيه الميرغني "آلينا على انفسنا منذ اللقاء مع الرئيس عمر البشير ومن دون اتفاق مسبق ان نهدئ الخواطر. ونصحنا قيادة قوات التجمع بوجوب النأي عن الصدام. لكن هذا الموقف لم يقابل في الجانب الآخر بما يماثله او يرتقي الى مصافه، بل عمدت قوات الحكومة الى افتعال المعارك ... ما اثار ردود فعل أبعد من ان تكون عن تهيئة اجواء مسالك السلام". واتهم "بعض قوى الشر" في الحكومة بأنها "كانت ولم تزل تريد لهذه الجهود ان تنتكس وتجهض. وكان لزاماً على القوى الخيرة هنا وهناك ان تتضافر بجهودها للجم هذه القوى لا مسايرتها في اوهامها بإلحاق هزيمة بقوات التجمع، وهذا امر غير وارد، كذّبته المعارك الاخيرة". وناشد "الفريق عمر البشير ان يبادلونا هذا التطلع لايقاف مسلسل النزال واستعجال جهود السلام". وناشد اريتريا ومصر وليبيا "مواصلة الجهود لمنع الصدام". ودان حزب الأمة المعارض هجوم المعارضة المسلحة على كسلا، ووصفه بأنه "محاولة يائسة من التجمع لاثبات وجوده"، ودعا الى "نبذ العنف واللجوء الى خيار الحل السلمي".