حذّر وزير السياحة الفلسطيني من انهيار صناعة السياحة في اسرائيل إذا واصلت قواتها قصف مناطق السياحة الفلسطينية. وأكد ل"الحياة" أن الجانب الفلسطيني يبذل جهوداً لاقناع وكالات السفر الدولية بعدم جدوى الترويج للسوق الاسرائيلية في كتيباتها للسنة المقبلة، لأن المنتج السياحي الفلسطيني لن يكون حاضراً فيها. وقال الوزير متري أبو عيطة، الذي يرأس الوفد الفلسطيني المشارك في معرض "سوق السفر العالمية 2000" السنوي الضخم الذي افتتح أعماله في لندن اول من أمس، إن السياحة الاسرائيلية تضررت بنسبة 90 في المئة منذ اندلاع الانتفاضة في 29 أيلول سبتمبر. وأضاف: "السياحة باتت تساوي صفراً لدينا بينما ألغيت غالبية الحجوزات في اسرائيل. وما تبقى من حجوزات لديهم لا يتجاوز عشرة في المئة". واتهم الاسرائيليين ب"شن حرب مقصودة ضد السياحة الفلسطينية التي تشكل القطاع الأهم في الاقتصاد الفلسطيني". وقال: "الاسرائيليون يشعرون بخطرنا على سياحتهم وبأننا سنأخذ منهم سوق فلسطين لكوننا منافسين نملك خبرات متقدمة ونشاطاً وافراً". وكانت اسرائيل، التي قامت صناعة السياحة فيها على استخدام المقاصد الفلسطينية كأساس لاستقطاب السياح الأجانب، حاولت منذ مؤتمر مدريد أن توسع استخدام هذا المبدأ لتكون السياحة جسراً تنفذ منه الى السوق العربية. وتركزت حملاتها في هذا الخصوص، سنة بعد سنة، على الترويج لفكرة الوجهات السياحية المشتركة اعتماداً على علاقتها الوثيقة بالسياحة الفلسطينية وأملاً في أن يكرس الأمر قبول اسرائيل في السوق الاقليمية في نهاية المطاف. وقال الوزير أبو عيطة: "يجب أن يكون لفلسطين معبر مستقل إما عبر مصر أو على النهر مع الأردن لأن السائح يأتي ليزور المدن الفلسطينية وليس المدن الاسرائيلية". وسجلت اسرائيل العام الماضي أكثر من أربعة بلايين دولار عوائد سياحية بعدما زارها نحو 8،3 مليون سائح قام على خدمتهم أكثر من 300 ألف عامل. إلا أن هذه الأرقام ستتراجع في شكل ساحق العام المقبل في ظل ما ذكره أمس مشاركون في معرض سوق السفر في لندن، الذي يعتبر أحد أكبر ثلاثة معارض في العالم، عن نية وكالات السياحة العالمية تقليص المساحة المعطاة لاسرائيل في الكتيبات السياحية وبرامج الرحلات الجماعية التي تخص سنة 2001. وقال أبو عيطة: "نريد أن نؤكد من خلال هذا المعرض لكل وكالة سفر عالمية أن عليهم ألا يرسلوا سياحاً إلى اسرائيل إلا إذا كانوا قادرين على زيارة القدس وبيت لحم". وأضاف: "لا بد لمنظمي الرحلات الجماعية أن يدركوا أن ليس هناك سياحة في الاراضي المقدسة إذا لم يتمكنوا من زيارة القدس وبيت لحم والخليل وهذه الأراضي لدينا وهي عرضة لهجمات لا تتوقف والانتفاضة متواصلة". وقال الوزير الفلسطيني الذي يقيم في بيت لحم: "أغلق الاسرائيليون مطار غزة وألغيت كل الرحلات والحجوزات. وهم يطلقون النار على فنادقنا كل يوم من دون سبب. لدينا أكثر من سبعة آلاف شخص يعملون في السياحة وهم جميعاً عاطلون عن العمل. هناك 3500 غرفة فندقية قيد الانشاء تضررت، أما الفنادق التي كانت قائمة فقصفها الاسرائيليون وتضررت". وأشار إلى أن الاسرائيليين منعوا السياح تماماً من دخول المناطق الفلسطينية بينما "لعبت وزارة السياحة الاسرائيلية بصراحة دوراً قذراً وأوعزت الى كل مكاتب السياحة لنقل السياح الى خارج مناطق السلطة الفلسطينية". وقال إن الاسرائيليين خرّبوا فندق "انتركونتيننتال بيت لحم" الجديد بعدما قارب افتتاحه، وفندق "اتركونتيننتال أريحا"، بينما يقصفون يومياً فندق "بارادايس" الذي يبعد 300 متراً عن قبر راحيل. كما أنهم احتلوا فندق "سيتي إن" في رام الله وحولوه الى موقع عسكري واحتلوا فندق "بيت لحم إن" الواقع عند مدخل بيت لحم.