وعد وزير السياحة الاسرائيلية ليبكينغ شاحاك بأن تطبق قوات الأمن والجيش في شكل اكثر لياقة اجراءات التدقيق المتعلقة بالمغادرين عبر المرافئ الحدودية الاسرائيلية. وتحاول اسرائيل تحسين صورتها في نظر الرأي العام الغربي للتنصل من الآثار السلبية التي يتركها الهاجس الأمني، بسبب نزاعها الدائم مع جيرانها في منطقة الشرق الاوسط وخوضها حروباً ومعارك عسكرية مستمرة. ويشكل معرض "سوق السفر العالمية" الذي يعقد كل عام في لندن منبراً اعلامياً يستغله اصدقاء اسرائيل لمساعدتها في جهودها هذه. وتحت شعار "سلام" نظم الجناح الاسرائيلي في المعرض الذي يعتبر احد اكبر ثلاثة معارض من نوعها في العالم والذي يستمر حتى يوم غد. وبالاضافة الى عروض مايوهات الاستحمام التي قدمتها عارضات اسرائيليات في الجناح الذي ضم عشرات وكالات السفر والشركات السياحية حرص الوزير شاحاك على استغلال مؤتمر صحافي عقد بعد ظهر امس وخصص للحديث عن التعاون الاقليمي للترويج للمزاعم والأفكار البراقة التي تسعى وزارته الى تعميمها. وكان المعرض شهد العام الماضي اعلان تنظيم احتفالات نهاية الألفية الثانية والتي تتركز أساساً على زيارة بيت لحم والأماكن التي عاش فيها السيد المسيح. وتمتد هذه الاحتفالات من مطلع العام 2000 وحتى نيسان ابريل، وسط توقعات تشير الى ان اكثر من خمسة ملايين سائح سيتدفقون الى بلدان المنطقة للاحتفال بالألفية. وأبرز السعي الى تنظيم حركة الوفود السياحية التي ستتدفق في هذه المناسبة صعوبات كامنة تعيق تنقل الزوار الآتين من مختلف انحاء العالم والراغبين في زيارة الأماكن التي شملتها حياة السيد المسيح في كل من فلسطينوالأردن وسورية ولبنان ومصر في جولة واحدة. وتعتبر الحلقة الفلسطينية الأضعف في هذا المجال اذ ان صناعة السياحة فيها لا تزال في مراحلها الأولية، كما ان محدودية السعة الايوائية حملت المسؤولين الفلسطينيين على اعادة النظر في توقعاتهم السابقة التي راهنت على قدوم اكثر من خمسة ملايين سائح خلال فترة احتفالات الألفية التي تستمر 16 شهراً. وكشف وزير السياحة الفلسطيني متري ابو عيطة خلال المؤتمر الصحافي الثلاثي الذي شارك فيه مع الوزير الاسرائيلي ووزير السياحة المصري ممدوح البلتاجي عن توقعه "قدوم مليون زائر" الى الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية العام الجاري "للمرة الاولى منذ اكثر من 30 عاماً"، وتوقع ايضاً ان يصل عدد الزوار السنة المقبلة الى مليونين. ويتناول المؤتمر مسألة التعاون الاقليمي. وأبدى الوزير البلتاجي اهتمام بلاده بالترويج الجماعي للمنطقة كوجهة موحدة وعدم اهدار هذه الفرصة المتاحة للسلاح التي تكفل تعزيز حصة بلدان المنطقة من حركة الاقبال السياحي الدولي وقال: "حان الوقت عشية الألفية الثانية ان نحاول عبر السياحة تعزيز فرص السلام والإزدهار" مشيراً الى ان "مصر استعدت بقوة لهذه المناسبة من خلال برنامج ضخم تتعاون فيه القطاعات المعنية جميعاً والمسلمون والمسيحيون معاً". ونوه البلتاجي الذي لم يورد ذكراً لكلمة اسرائيل في كلمته وردوده، الى اهمية التعاون الاقليمي، الا انه اكتفى بالاشارة الى ان "مصر التي كانت لديها الشجاعة لبدء السلام والشجاعة للمحافظة عليه 22 عاماً"، لا تمارس اي ضغط للقيام او عدم القيام بأي شيء يخص زيارة اسرائيل. وأضاف "المشكلة في ان الصناعة في بلدنا في ايدي القطاع الخاص وهم الذين يعدون الرحلات المنظمة التي تشمل اكثر من بلد ونحن هنا في لندن لتوجيه دعوة الى التعاون". وتهتم اسرائيل باحتفالات الألفية الثانية على اساس انها تستطيع قطف ثمار الاقبال على زيارة المنطقة التي "بدأ فيها تاريخ العالم" على حد قول الوزير الاسرائيلي. وتعهد شاحاك بأن يتم "التسهيل قدر الامكان" على الراغبين في الانتقال بين القدس وبيت لحم. وأضاف: "آمل ان يكون الموضعان مزدحمين لأن هذا يعني ان هناك اقبالاً كبيراً". وتثير رغبة اسرائيل في الترويج لنفسها كوجهة شرق اوسطية تساؤلات عدة نظراً الى حرص اسرائيل في العقود الماضية على تقديم نفسها للرأي العام الغربي على انها بلد اوروبي في الشرق الاوسط. وتجنب شاحاك الرد على هذا الموضوع واكتفى بالقول: "لدينا تراثنا ونحن دولة يهودية وليس هناك دولة يهودية في اوروبا". وبين ابرز المصاعب التي تواجهها اسرائيل لزيادة عدد الزوار لديها الاجراءات الأمنية المعقدة والصعبة التي يصطدم بها المغادرون والتي تزيل من ذهنهم الانطباع الطيب الذي قد تكون زيارتهم السياحية قد تركته. وقال شاحاك: "استطيع ان اقول انه منذ تسلمت مهام منصبي قبل ثلاثة اشهر كانت مسألة الخروج والدخول امراً صعباً في اسرائيل. واعتقد ان مطار بن غوريون الدولي في تل ابيب سيخضع لتغيرات جذرية تطاول اجراءات التدقيق الأمني فيه". وتضاف الى مسألة الصورة السيئة لاسرائيل في اعين السياح صورتها السيئة في أعين وكالات السفر العربية في مصر والأردنوفلسطين والتي لا يخفي مسؤولوها انزعاجهم من اقدام الوكالات السياحية والفنادق الاسرائيلية على اغراق الأسعار وتقديم حسومات وليالٍ اضافية للسياح لتحويلهم عن زيارة مصر او الأردن او فلسطين.