} طالب وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ب"تسوية عادلة للوضع فى العراق ومنطقة الخليج" على اساس قرارات الاممالمتحدة، ودعا الى تخفيف الضغط العالمي عن العراق والبحث عن سبل جديدة للتعامل معه. وطالب بإلغاء منطقتي الحظر الجوي في العراق. وفيما أعربت كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا عن الأمل بإقناع ايفانوف المسؤولين العراقيين التزام القرار 1284، شدد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز على استعداد بلاده لحوار شامل مع الاممالمتحدة من دون شروط مسبقة. بغداد، عمان، باريس، موسكو - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - شدد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف على ضرورة الاستماع الى وجهة النظر العراقية في شأن الافكار التي تتبناها روسيا "لتحقيق تسوية عادلة للوضع في العراق ومنطقة الخليج على اساس قرارات مجلس الامن". وقال في مؤتمر صحافي عقده مع نائب رئيس الوزراء طارق عزيز بعد ظهر أمس: "يجب على الجميع التزام القرارات، وليس طرفاً واحداً فقط" ودعا الى "عدم تحميل طرف المسؤولية بينما يقوم الطرف الآخر بأعمال تتعارض مع قرارات الاممالمتحدة"، وأضاف "ان اهم نتيجة للمحادثات هي خطواتنا العملية التي سنقوم بها سوية لتحقيق التسوية في شأن القضية العراقية والتطور الشامل للعلاقات الثنائية". واعلن ايفانوف، وهو أرفع مسؤول اجنبي يزور بغداد منذ سنوات، انه سلم الرئيس صدام حسين رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين، تتضمن "رغبة روسيا الحقيقية والجادة في التوصل الى تسوية سريعة للازمة العراقية والوضع في منطقة الخليج". واضاف يجب ان تشمل هذه التسوية مسألة تحويل المنطقة الى منطقة "أمن وسلام دائم" مشيراً الى ان هذا الطريق "ليس سهلاً ولكننا مستعدون للعمل مع شركائنا بهذا الاتجاه". واوضح الوزير الروسي ان محادثاته مع الرئيس العراقي تناولت "ضرورة وقف الغارات الجوية التي تقوم بها الطائرات الاميركية والبريطانية التي تستهدف العراق واراضيه". وقال ان روسيا تطالب "بمنع التدخل في الشؤون الداخلية للعراق"، واتهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا بانتهاك قرارات الاممالمتحدة والقانون الدولي بفرضهما منطقتي الحظر الجوي فوق جنوبالعراق وشماله ودعا الى الغائهما. ونقلت وكالة الانباء الروسية عن ايفانوف ان السياسات العالمية الحالية للعقوبات والضغوط العسكرية على العراق اثبتت عدم جدواها وأسفرت عن معاناة انسانية. وقال: "ينبغي الا نطالب العراق بالاستجابة لقرارات المجتمع الدولي فحسب ولكن ان نوفر ايضا الظروف المواتية لتحقيق ذلك". واضاف "ينبغي ان نتخلى عن كل السبل النمطية ونبدأ في البحث عن سبل لحل المشكلة على نحو بناء مع الاخذ في الاعتبار مصلحة كل دول الخليج". وقال ايفانوف انه يتعين اللجوء الى الجهود الديبلوماسية بدلا من الضغط العسكري لتحقيق سلام دائم في منطقة الخليج. ومن جانبه اكد طارق عزيز رفض العراق القرار 1284، وقال ان العراق كان وما زال "مستعداً للحوار غير المشروط مسبقاً مع المنظمة الدولية" مؤكداً ان العراق ما زال "لا يوافق على القرار 1284 ولا تغيير في الموقف العراقي". وفي معرض تعقيبه على الانباء التي تحدثت عن الاتفاق بين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم والامين العام للامم المتحدة لمباشرة "حوار شامل ومن دون شروط مسبقة" اكتفى عزيز بالقول "اذا كان الامين العام للامم المتحدة مستعداً للحوار المفتوح ومن دون شروط مسبقة فإننا مستعدون لذلك ايضاً". ومن المقرر ان يتوجه ايفانوف بعد بغداد الى القاهرة. وسيشارك اليوم فى تشييع ليا رابين ارملة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق. وفى برنامجه زيارة الاردن الخميس والكويت السبت ثم المملكة العربية السعودية فى اليوم نفسه على ان يغادر الرياض الاحد عائداً الى موسكو. واعربت وزارة الخارجية الاميركية الاثنين عن املها في ان تكون زيارة ايفانوف فرصة تمارس خلالها موسكو ضغطاً على بغداد لحملها على الامتثال لقرارات الاممالمتحدة، وكررت ان وحده الالتزام بالقرار 1284 يتيح رفع العقوبات عن العراق. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو ان الهدف من زيارة ايفانوف بغداد اقناع العراق بأن تعاونه مع لجنة مراقبة التسلح العراقي يفسح المجال أمام تعليق العقوبات المفروضة عليه. وأضاف ان مجلس الأمن وخصوصاً الأعضاء الدائمين، ملتزم بوضوح لضرورة تطبيق القرار 1284 الذي ينص على تعليق العقوبات ثم رفعها في حال تعاون العراق مع فرق التفتيش الجديدة. واعتبر ان بدء الحوار في هذا الشأن بين العراق والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان يشكل خطوة في هذا الاتجاه.