حض "ملتقى سورية الدولي للاستثمار"، الذي اختتم اعماله مساء اول من امس في دمشق، على ضرورة استكمال التشريعات المتعلقة بتأسيس مؤسسات السوق المالية السورية بما فيها تأسيس المصارف الخاصة والمشتركة وسوق الاسهم باعتبارها اهم شروط اجتذاب الاستثمارات. واكدت التوصيات، التي تلاها وزير الاقتصاد السوري محمد العمادي على اهمية ادخال المؤسسات المصرفية ذات السمعة والكفاءة كفريق استراتيجي في ملكية المصارف الخاصة المزمع تأسيسها بما يساعد على معالجة مشكلتي الرقابة وتكوين الكوادر مشددة على ضرورة اعتماد السرية المصرفية وتطبيق ضرائب معتدلة على ارباح المصارف والودائع. واعتبرت ان التعديلات التي اجريت على قانون الاستثمار وقانون تداول العملات اضافة الى انشاء المصارف في المناطق الحرة وتخفيف القيود على التجارة الخارجية تشكل خطوة اولى في مسيرة تطوير وتحديث الاقتصاد السوري ليماثل تطور الاقتصادات المتقدمة. واشار رئيس جمعية مصارف لبنان فريد روفايل خلال الجلسة السادسة، التي ناقشت "افاق تطوير النظام المصرفي في سورية" الى ان انصاف الحلول لاتفيد اثناء السعي لتوفير مناخ استثماري جيد بل هي تؤسس لمشاكل اكبر في المستقبل لذلك "لابد من مجموعة متماسكة ومتكاملة من النظم والتشريعات خصوصاً في القطاع المصرفي". وكان الملتقى ناقش على مدى يومين عدداً من المحاور اهمها "الاقتصاد السوري ومناخ الاستثمار" و"الاقتصاد السوري والتمويل الخارجي" و"افاق الاستثمار في الصناعة والزراعة" و"الاستثمار في القطاع السياحي" و"احتياجات الاستثمار في البنى التحتية" و"افاق الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات وسواها". وركز وزير الاعلام السوري عدنان عمران في كلمة القاها خلال ترؤسه الجلسة الاخيرة التي تناولت موضوع "الاستثمار في صناعة الاعلام" على "ضرورة وضع البرامج الطموحة لتطوير هذه الصناعة والاستفادة من الامكانات المتاحة" كما اقترح المدير العام لتلفزيون المستقبل نديم الملا "تأسيس شركة انتاج تلفزيوني مشتركة سورية - لبنانية خاصة برأس مال محدود بين 25 -50 مليون دولار لانتاج نحو 1000 ساعة تلفزيونية سنوية". وشارك في الجلسات اكثر من 40 محاضراً كان من بينهم وزراء الاقتصاد والتخطيط والسياحة والزراعة والصناعة والمالية والكهرباء والنقل والاعلام في سورية، ورئيس صندوق النقد العربي جاسم المناعي والمدير العام ل"المؤسسة العربية لضمان الاستثمار" مأمون ابراهيم حسن ومدير الشرق الاوسط وشمالي افريقيا في "مؤسسة التمويل الدولية" سامي حداد والمدير العام ل"المؤسسة الاسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات" عبدالرحمن طه ورئيس "الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي" عبدالكريم العامري والمدير العام ل"الشركة العربية للاستثمار" صالح حميدان كما يتحدث في الملتقى عدد من المختصين المصرفيين وكبار العاملين في قطاعات الصناعة والسياحة والزراعة والمعلوماتية. وحضر المؤتمر الذي نظمته "مجموعة الاقتصاد والاعمال" بالتعاون مع وزارة الاقتصاد واتحاد غرف التجارة اكثر من 400 مشارك من 15 بلداً عربياً واجنبياً منهم عدد من وزراء المال والاقتصاد من دول الخليج ولبنان ورؤساء الصناديق والمؤسسات المالية العربية والاسلامية ومؤسسة التمويل الدولية IFC التابعة للبنك الدولي. اضافة الى عدد من قادة كبرى المؤسسات المالية والمصرفية العربية ونخبة من الشركات العاملة في قطاعات الصناعة والسياحة والزراعة والتأمين والتكنولوجيا. واشار المؤتمرون الى ان عقد الملتقى في هذا الوقت فرصة لسماع شكاوى المستثمرين وطلباتهم خصوصاً وان الفترة القادمة ستشهد اصلاحات كبيرة في المجال الاقتصادي اضافة الى اهمية اللقاءات بين المستثمرين المحليين والعرب والاجانب التي تمت على هامش المؤتمر.