أكدت مصادر باكستانية مطلعة ل"الحياة" أن سلاحي البحرية والجو الأميركيين كثّفا نشاطاتهما على طول منطقة مكران في بحر العرب قرب كراتشي. وأوضحت المصادر أن هذه النشاطات لا تزال تجري في المياه الدولية وخارج الأجواء الباكستانية. وكانت مصادر إعلامية باكستانية تحدثت أول من أمس عن اقتراب سفن أميركية مسافة أربعين ميلاً من المياه الباكستانية في كراتشي. وتتخوف المصادر الباكستانية من أن يكون لهذا الاقتراب علاقة بالاستعدادات الجارية لضرب مواقع أسامة بن لادن في أفغانستان، خصوصاً أن هذه التحركات العسكرية الأميركية جاءت بعد فشل لقاءات أجراها السفير الأفغاني في إسلام آباد عبدالسلام ظريف مع السفير الأميركي ويليام ميلام، كذلك مع ديبلوماسيين بريطانيين في السفارة البريطانية في إسلام آباد. وكانت واشنطن عرضت في اجتماعها مع السفير الأفغاني تقديم مساعدات ل"طالبان" مقابل حل مشكلة أسامة بن لادن. وأكد الناطق الرسمي باسم "طالبان" الملا محمد طيب أغا ل"الحياة" في قندهار أن الحركة جددت رفضها المساومة على قضية ابن لادن "فهو ضيفها ولا يمكن أن تفكر في تسليمه". ويرى مراقبون أن التشدد في الموقف الأميركي ظهر بعد انهيار محادثات الطرفين في إسلام آباد، ولا يستبعدون أن يتم الهجوم الأميركي من دول وسط آسيا ومن الأجواء الباكستانية في الوقت نفسه، خصوصاً أن قطع الحاكم التنفيذي الباكستاني الجنرال برويز مشرف زيارته إلى كازاخستان ضاعف توقعات حصول الضربة. وكان وزير الخارجية الباكستانية عبدالستار أعلن رفض بلاده السماح باستخدام أجوائها في أي ضربة لأفغانستان، وهدد الوزير باللجوء إلى المجتمع الدولي ورفع القضية إلى المؤسسات الدولية في حال استخدمت واشنطن الأجواء الباكستانية. ومعلوم ان واشنطن لمحت أكثر من مرة إلى تورط ابن لادن في الهجوم على المدمرة "كول" في ميناء عدن الشهر الماضي. وربط بعض المحللين بين هذه التطورات وبين ارسال الملك الأفغاني المخلوع ظاهر شاه وفوداً له إلى دول وسط آسيا لإقناعها بعقد مؤتمر "لويا جركا" وهو مجلس وطني عام يدعى إلى الانعقاد في الأزمات، خصوصاً أن الملك يعد من الخيارات الأميركية في أفغانستان. وتقول أوساط المحللين ان تزامن الأمرين يشير إلى وجود مخطط لزعزعة الوضع الأفغاني، ودفع قوات المعارضة الأفغانية إلى شن هجمات على الأراضي الطالبانية بغية استغلال الوضع الذي قد ينجم عن الهجمات الأميركية على "طالبان". معتقلو الكويت وابن لادن الى ذلك رويترز، أ ف ب أفادت مصادر دفاعية أمس ان الكويت والولايات المتحدة تحققان في احتمال وجود علاقة بين مؤامرة مزعومة ضد اهداف اميركية في الكويت وبين تفجير المدمرة الاميركية "كول" في عدن الشهر الماضي. وقال مصدر دفاعي غربي "الامر الواضح الواجب تنفيذه الآن هو البحث في وجود علاقة بين القضيتين". ويعتقد ان الاميركيين يحاولون معرفة ما إذا كانت المتفجرات التي عثر عليها في الكويت تشبه تلك المستخدمة في تفجير المدمرة "كول" الذي تسبب في مقتل 17 من مشاة البحرية الاميركيين في 12 من الشهر الماضي. وأفاد مصدر أمني بأن من الطبيعي ان يفحص الاميركيون المتفجرات بعدما اطلعوا على التحقيقات، موضحاً "ان الامر يهمهم إذ ان الهجمات كانت موجهة الي اهداف اميركية هنا وفي الخارج ولم تكن موجهة الى اهداف كويتية". وكانت وزارة الداخلية الكويتية أعلنت في بيان الخميس الماضي انها اعتقلت مجموعة كانت تخطط للقيام بعمليات ضد اهداف اميركية وبحوزتها خمس قنابل يدوية و133 كيلوغراما من مواد شديدة الانفجار. وذكرت صحيفة "الوطن" الكويتية أمس ان هناك نوعاً من العلاقة بين الاعتقالات التي تمت في اليمن والمجموعة التي القي القبض عليها في الكويت خصوصاً ان بعض المعلومات التي حصل عليها المحققون الاميركيون من اليمن ساعدت في الكشف عن بعض اعضاء مجموعة الكويت. واضافت انه يتوقع القبض على مزيد من الاشخاص في الكويت في هذه القضية. ولم تؤكد وزارة الداخلية صحة ذلك. وأضافت الصحيفة انه من المقرر ان يقوم خبراء اميركيون بدراسة العلاقة المحتملة بين مجموعة الكويت ومنفذي الاعتداء على المدمرة "كول". وأضافت ان "خبراء عسكريين اميركيين سيأخذون عينة من كل انواع المتفجرات التي تم العثور عليها مع المجموعة الكويتية لفحصها ومطابقتها بالمتفجرات التي استخدمت في تفجير المدمرة "كول" وفي هجوم الخبر" في السعودية عام 1996. وكان مسؤول امني كويتي ذكر انه من بين الذين يتم التحقيق معهم يتوقع ان يقدم ثلاثة كويتيين وواحد من شمال افريقيا فقط الى المحاكمة بعدما ارشدوا عن مكان اخفاء المتفجرات اضافة الى معلومات اخرى، علماً انه تم اعتقال 11 مشتبهاً افرج عن بعضهم ورحل آخرون. الى ذلك، ذكرت صحيفة "الاسبوع" اليمنية ان مسؤولين في السفارة الاميركية في صنعاء اكدوا ان خبراء اميركيين يعملون في برنامج لازالة الالغام في اليمن غادروها بعد تلقيهم تهديدات من مجهولين.