اتخذت قضية الهجوم على المدمرة الاميركية "يو اس اس كول"، في ميناء عدن في 12 تشرين الأول اكتوبر الجاري بعداً اميركياً داخلياً، فيما اعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ان التحقيق الاولي يرجح تورط شخص مصري في الهجوم. واكد الجيش الاميركي انه "لن يتخلى عن مهمته حماية مصالح الولاياتالمتحدة في الخليج"، وانه لم يتلق تهديدات محددة قبل الهجوم، أعلنت امس في واشنطن استقالة المسؤول الأول في استخبارات وزارة الدفاع البنتاغون المكلف مكافحة الارهاب في المنطقة. وواصلت القوات الاميركية احتياطات امنية، خصوصاً في تركيا وقطر والبحرين، خوفاً من عمليات. فيما علمت "الحياة" ان مئات من الافغان العرب في افغانستان غيروا مواقعهم، بعيداً عن الاماكن التي يحتمل ان تتعرض لضربة اميركية، رداً على تفجير المدمرة. في واشنطن أكد قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية في الخليج والشرق الأوسط، أمام الكونغرس أنه لم يتلق تهديدات واضحة محددة قبل الهجوم على المدمرة "كول". وتابع الجنرال تومي فرانكس أن الجيش الأميركي يواصل التحقيق في الحادث، وهو مصمم على "الوصول إلى الحقيقة". واعترف فرانكس، الذي ذكر ان سفناً حربية أميركية زارت عدن أكثر من ثلاثين مرة منذ العام 1999، بأن الجيش ووكالات الاستخبارات "تعلم ان اليمن ملجأ للجماعات المتشددة المعادية لواشنطن". لكنه كرر أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس أنه لم يتلق أي معلومات عن "تهديد محدد في ميناء عدن"، وزاد: "لو تلقينا تحذيراً لاتخذت قواتنا اجراءات للرد" آنذاك. وسئل عن سبب تكرار زيارات السفن الأميركية لميناء عدن، على رغم التحذيرات السابقة من وزارة الخارجية والبنتاغون، فأجاب ان هذا الميناء "مناسب تماماً للتزود بالوقود". لكن أجوبة فرانكس تتناقض تماماً مع استقالة المسؤول الأول في البنتاغون عن التصدي للارهاب في المنطقة، احتجاجاً على تقصير المسؤولين في الوزارة في الاطلاع على تقارير قدمها اليهم، تتضمن تحذيراً من تهديدات "واضحة ومحددة" بشن هجمات على مصالح اميركية. ولم يكشف الكونغرس الذي أعلن استقالة المسؤول، اسمه أو اسماء المسؤولين في الوزارة الذين تلقوا تقاريره. واكتفى بتوضيح ان الاستقالة حصلت بعد يوم على تفجير المدمرة "كول". وتحسباً لرد انتقامي اميركي، بدأ مئات من "الافغان العرب" وأنصار اسامة بن لادن بتغيير مواقعهم وأماكن سكنهم في افغانستان، كما اكدت ل"الحياة" مصادر افغانية مطلعة، اشارت الى انهم انتقلوا الى المدن المكثفة، بعيداً عن المواقع التي قد تطاولها الضربة العسكرية. ووصل وزير خارجية "طالبان" مولدي وكيل أحمد متوكل الى اسلام آباد، للمشاركة في مؤتمر عن الانتفاضة الفلسطينية، لكن مصادر باكستانية توقعت ان تكون الضربة المحتملة في صلب محادثاته مع المسؤولين الباكستانيين. وسادت أجواء خوف لدى مشاهدة المواطنين الافغان شبكة "سي.ان.ان" الاميركية في قندهار، ظناً منهم انه أتى الى المدينة لتغطية "الضربة"، مما حدا بحركة "طالبان" الى طرد الفريق. وكانت الحركة تتوقع "الضربة" أول من امس، وما زالت تتخوف من حصولها هذا الاسبوع. وعلى صعيد الاجراءات المتعلقة بحماية المنشآت والمصالح الاميركية شددت قوات الأمن التركية والجيش الحراسة حول قاعدة انجرليك القريبة من أضنة، ومنع العمال الاتراك من دخول القاعدة، وحظر على الجنود الخروج منها. وطلبت القنصلية الاميركية في أضنة حراسة مشددة. ولوحظت الاجراءات الامنية الاستثنائية ايضاً في أنقرة، قرب المباني التي تضم سفارة اسرائيل ومكاتب الخدمات التجارية الاسرائيلية، علماً ان غير مسؤول اميركي كان تحدث عن هجمات قد يشنها انصار ابن لادن أو مناهضون للحظر على العراق.