بيروت "الحياة"، أ ف ب أعلن الرئيس اللبناني اميل لحود انه "متأكد من ان سورية، عندما يحل السلام الشامل، ستطلب بنفسها الخروج من لبنان"، فيما قال شهود عيان ان القوات السورية الموجودة في المناطق اللبنانية سحبت بعض وحداتها في عدد من المواقع خلال الأسبوعين الماضيين في الشمال وبيروت والساحل اللبناني. وإذ قال لحود امس لوفد من وكالة "فرانس برس" برئاسة رئيس مجلس ادارتها برتران ايفينو الذي يزور بيروت، ان اسرائيل تعمل على حصول اضطرابات في لبنان واذا انسحب السوريون فإن هذا يمنح اسرائيل هامش مناورة أوسع"، نسبت الوكالة الى مصادر أمنية ان الجيش السوري سحب كتيبة من قرية حدث الجبة في قضاء بشري الشمالي وأبقى فقط مركزاً للأمن في مدينة بشري، مسقط قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع الموجود في السجن. وكان الرئيس لحود قال في حديث الى صحيفة "النهار" ان الجيش السوري كان بدأ في ايلول سبتمبر اعادة انتشار في بعض المناطق خصوصاً في بيروت، لكنه أوقفها لئلا يظهر انها تتم تحت الضغط بعد ارتفاع اصوات مطالبة بالانسحاب السوري... وكانت "الحياة" اشارت الى ان الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ابلغ بعض المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم قبل شهرين ان القوات السورية بدأت بقرار من القيادة منذ نيسان ابريل الماضي سحب بعض النقاط والحواجز، وانه أشار الى ان سورية لا تقبل القيام بخطوات من هذا النوع تحت الضغط... وعلمت "الحياة" ان القوات السورية خففت عديدها في عدد من المناطق وأخلت حواجزها الأمنية عن الطريق الدولية في محلة البربارة بين بيروت وطرابلس، اضافة الى اخلاء بعض المواقع عن الطرق في مناطق المنصورية وبرمانا وبيت مري. اما في العاصمة بيروت وضواحيها فقد اقفلت القوات السورية مراكز عدة لها، خصوصاً في مار مخايل والشياح والغبيرة وروضة الشهيدين وبرج البراجنة والمشرفية وحي معوض ورأس النبع ومحيط فندق "ماريوت" في منطقة بئر حسن وفي الرملة البيضاء. ولوحظ ان بعض الأبنية التي اخليت اقفلت مداخلها تماماً. وقالت مصادر لبنانية رسمية ان اعادة تمركز القوات السورية في عدد من المناطق "كان بدأ قبل نحو ثلاثة شهور، أي قبيل موعد اجراء الانتخابات النيابية، ولم يشأ البعض في ذلك الحين رؤية ما يحصل والتعاطي معه ايجاباً، بسبب موقفهم التحريضي ضد الوجود السوري". وأضافت "كان لدى القيادة العسكرية السورية خطة متدرجة لاعادة التمركز نفذتها ميدانياً، وما يحصل اليوم هو استكمال لها. ويخطئ من يعتقد ان هذا يتم تحت الضغط فضلاً عن ان القيادة السورية ليست في وارد ادراج مثل هذه الخطوات في لعبة المزايدات مهما تمادى البعض في حملته على الدور السوري، بمقدار ما انه يأتي في سياق مواجهة تحديات المرحلة الاقليمية الحرجة".