لمح العراق الى احتمال تعليق تصدير النفط العراقي لأن الأموال المتأتية من تصدير النفط تتكدس الى حد انها بلغت 11 بليون و372 مليون دولار، فيما بلغت قيمة العقود المعلقة اكثر من بليوني دولار. قال نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز في رسالة الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، ان "عدم استخدام الاموال المتأتية من تصدير النفط لشراء الغذاء والدواء والحاجات الانسانية للشعب العراقي يثير تساؤلاً كبيراً من شعبنا". وتساءل: "الى أي حد يصبح تصدير النفط ضرورياً في الوقت الذي تتكدس فيه هذه الاموال في المصارف الاجنبية وتتراكم العقود في الامانة العامة ولجنة العقوبات 661 مع استمرار الممارسات الاميركية والبريطانية في تعليق عقود جديدة بحجج واهية ولمقاصد وأغراض سياسية بعيدة كل البعد عن روح مذكرة التفاهم" بين الحكومة العراقية والامانة العامة. وبحسب الرسالة "بلغت الاموال العائمة والمتراكمة وشبه المجمدة والمعطلة في بنك "بي.ان.بي" حتى 2 تشرين الثاني نوفمبر 11.372 بليون دولار. وهذه الاموال معطلة ومجمدة ولا يستفيد منها شعب العراق". وقالت الرسالة: "بلغ عدد العقود المعلقة 1328 عقداً بلغت قيمتها حوالى 2.28 بليون دولار، كما بلغ عدد العقود التي قدمت الى الامانة العامة ولم توزع على اعضاء لجنة العقوبات 541 عقداً بقيمة حوالى 1.24 بليون دولار". وتساءل عزيز في الرسالة "الى متى ستبقى هذه المبالغ مكدسة في هذا البنك وتستمر سياسة تعليق العقود؟ والى متى سيبقى مسلسل تعليق العقود وتأخيرها مستمراً؟ ويا ترى ما جدوى وما ضرورة الاستمرار في ضخ النفط في مثل هذه الحال؟". وتزامنت رسالة عزيز مع سعي الديبلوماسية العراقية لاقناع الامانة العامة بمنطق اقتطاع نفقات انتاج النفط العراقي من برنامج الاممالمتحدة المعروف "بالنفط للغذاء" ويقدر كلفة انتاج النفط في كل مرحلة بحوالى 350 مليون دولار. وما زالت المباحثات في غاية السرية ولم تتخذ اي شكل رسمي في رسائل علنية أو بيانات. الى ذلك، استغرب السفير العراقي لدى الاممالمتحدة الدكتور سعيد حسن الموسوي ما نقلته الصحافة عن مسؤولين في الامانة العامة حول من بادر الى طلب الحوار بين الامين العام والمسؤولين العراقيين في اللقاء المرتقب اثناء القمة الاسلامية في الدوحة بعد أيام. وقال: "ان مسؤولين في الامانة العامة ينتقصون من قيمة مبادرة الامين العام الى طلب الحوار". وزاد ان "العراق عبر عن الاستجابة واتفق على مبدأ ان يكون الحوار شاملاً وغير مشروط". واكد انان من جهته ان محادثاته مع رئيس الوفد العراقي الى القمة الاسلامية ستكون "موسعة" واشار الى ان "عدداً من الدول الاعضاء في مجلس الأمن يود كسر الطريق المسدود في الوضع الراهن".