نيويورك الأممالمتحدة - أ ف ب، رويترز - أظهرت أرقام وزعتها الاممالمتحدة ان العراق اقترب للمرة الأولى من تحقيق قيمة صادراته من النفط البالغة 5.26 بليون دولار في اطار برنامج "النفط للغذاء". وتزامن هذا الاعلان مع توصية من الأمين العام كوفي أنان للحكومة العراقية بأن تتعامل مع مصارف عدة وليس مع "بنك باريس الوطني" وحده بي.ان.بي، وهو المصرف الفرنسي الذي تملك بغداد فيه حساباً موضوعاً قيد الحراسة. وقدم انان الاقتراح ل"يخفف تبعية" برنامج "النفط للغذاء" لمصرف واحد. ويبلغ حساب العراق المفتوح في "بنك باريس الوطني" 2.36 بليون دولار، وهو المبلغ المطابق للعائدات التي تجنيها بغداد من بيع نفطها في اطار البرنامج. وبموجب هذا البرنامج الذي يشكل استثناء للحظر الدولي، يسمح للعراق بأن يصدر نفطاً بقيمة 5.26 بليون دولار كل ستة اشهر، لشراء مواد غذائية وأدوية تحت المراقبة المشددة للامم المتحدة. واعتبر انان في تقرير تقويمي حول تطبيق البرنامج ان "حصر هذه الأموال في بنك واحد يشكل خطراً مالياً جدياً". وأوصى الحكومة العراقية ب"التعامل مع مصارف عدة". ويخوض "بنك باريس الوطني" معركة في سوق الأوراق المالية مع مصرفين فرنسيين آخرين، هما "سوسييتي جينرال" و"باريبا" بعدما قدم في التاسع من آذار مارس عرضاً لإنشاء بنك عملاق. وأشار انان الى ان "تدفق السلع الانسانية وقطع الغيار الى العراق قد يتعطل" في حال واجه "بنك باريس الوطني" مشاكل. وذكر بأنه كان على بغداد ان تعين موظفاً كبيراً مكلفاً العلاقات بين الاممالمتحدة والمصرف المركزي العراقي. ولا يمكن العراق ان يتصرف الا ب53 في المئة من عائدات نفطه ويخصص البقية لتمويل المساعدات الانسانية للاكراد وتعويضات حرب الخليج، واعمال وكالات الاممالمتحدة. الى ذلك، أفادت أرقام للامم المتحدة ان العراق اقترب من تحقيق قيمة صادرات النفط البالغة 5.26 بليون دولار للمرة الأولى في ظل برنامج "النفط للغذاء" مع تجاوز سعر النفط العراقي 15 دولاراً للبرميل. ورفع الحد الأقصى لصادراته العام الماضي عندما اشار خبراء الاممالمتحدة الى ان الحد السابق عند بليوني دولار كل ستة اشهر غير كاف للوفاء بالاحتياجات الصحية الأساسية للمواطنين العراقيين. وأظهرت الارقام التي أصدرتها المنظمة الدولية الثلثاء ان متوسط سعر الخام العراقي ارتفع الى 15 دولار للبرميل الاسبوع الماضي للمرة الأولى منذ العام 1997، وهو اكثر من ضعف أدنى مستوى له عند 7.12 دولاراً للبرميل قبل خمسة اشهر. وتشير بيانات الاممالمتحدة الى تصدير 2.17 مليون برميل يومياً في الاسابيع الاربعة الماضية وفي حال استمرار الاسعار وحجم الصادرات نفسها يمكن الوصول بسهولة الى حجم الصادرات المستهدف. ونظراً الى ان اسعار النفط كانت منخفضة جداً طوال الربع الأول يتوقع ان تبلغ عائدات العراق نحو أربعة بلايين دولار في المرحلة الخامسة الحالية التي تنتهي في 24 ايار مايو الجاري. وبصرف النظر عن تذبذب الاسعار، يستبعد ان يرفع العراق حجم صادراته كثيراً قبل الربيع المقبل نظراً الى سوء حال البنية الاساسية في قطاع النفط. ويشير تقرير أخير للامم المتحدة الى ان بغداد يجب ان ترفع معدل صادراتها اذا ارادت تصدير كل النفط الذي تعاقدت عليه ضمن المرحلة الخامسة. ويشير الرقم الى ان على العراق تصدير 2.42 مليون برميل يومياً في الفترة من الأول الى الرابع والعشرين من ايار أو إلغاء بعض العقود وفقاً للشروط الصارمة للبرنامج.