لم تخف الأوساط الليبرالية والموالية لإسرائيل في روسيا، خيبة أملها فور ظهور المعلومات الأولية صباح اول من امس، عن فوز المرشح الجمهوري جورج بوش، قبل تعليق إعلان النتائج في الولاياتالمتحدة. واللافت ان قناة "ان تي في" التي يملكها رئيس المؤتمر اليهودي الروسي فلاديمير غوسينسكي ظلت حتى ساعة متأخرة من مساء اول من امس، تتحدث عن "تقدم ثنائي ليبرمان - غور"، واضعة اسم اليهودي المرشح لمنصب نائب الرئيس في الصدارة. وفي الوقت نفسه، لم يخف بوريس نيمتسوف رئيس كتلة "اتحاد قوى اليمين" التي تمثل الجناح الموالي للغرب وأميركا تحديداً في روسيا، تأييده لغور. وقال إن جورج بوش الابن "ليس ضليعاً" في السياسة الدولية وتوقع أن يتخذ "موقفاً متشدداً للغاية" من روسيا. إلا أن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما ديمتري روغوزين أوضح ان رحيل الديموقراطيين يعني وقف الدعم للقوى التي حكمت روسيا في عهد "الإصلاحيين". وقال إن الإدارة الجديدة في عهد بوش "ستكف عن دعم سارقي أموال الدولة والمرتشين الذين كانت الإدارة السابقة تدعمهم لمواقفهم الموالية للغرب". وأجمع المحللون والساسة الروس على أن بوش سيكون اكثر إصراراً على نشر شبكة الدفاع الصاروخي على رغم احتجاجات موسكو عليها، لكنه سوف يتبع سياسة تتيح لروسيا هامشاً أكبر للمناورة في المناطق المجاورة لها. وعلى رغم أنه لم يتوقع "تغيرات جذرية لكنه قال إن الرئيس الأميركي الجديد سيطالب ب"وضوح أكبر" حيال ما يجري في الشيشان وتوقع أن "تثار معضلات" في مجال تجارة السلاح ونشر شبكة الدفاع الصاروخي وانتشار الأسلحة النووية. الصين واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان دميتري روغوزين ان فوز بوش في الانتخابات سيكون "خسارة للصين وكسباً لروسيا". وأوضح أن "الصين ستخسر" في حال فوز بوش لأن الاخير سيعمد الى اتباع سياسة "الردع الجدي" إزاءها. وقال محللون في بكين رويترز ان الصين تأمل في صمت في فوز غور خوفاً من ان يأتي بوش ويعزز علاقات بلاده مع تايوان التي تعتبرها بكين اقليماً منشقاً. وأوضحت الصين بصورة غير رسمية لكن لا لبس فيها، تفضيلها غور. وقال شان شويتونغ المدير التنفيذي لمركز الدراسات الدولية في جامعة شينغهوا في بكين: "الصين غير قلقة بشأن حدوث تغير جوهري في السياسة الاميركية، لكن اذا فاز غور ستكون الامور مؤكدة اكثر، اما اذا فاز بوش فستصبح الامور اقل تأكيداً. وعلى هذا الاساس غور هو المرشح المفضل لدى الصين".