صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي" نشرت مقالا للمحلل السياسي قسطنطين سيفكوف، تناول فيها حقيقة النظرة الغربية إلى روسيا. وأوضح سيفكوف في مقاله أن فترة حكم الرئيس دميتري مدفيديف تميزت بعلاقات دافئة بين روسيا والغرب، تم خلالها الاتفاق على "إعادة تشغيل" العلاقات الروسية الأمريكية. لكن التقارب الروسي الأمريكي سرعان ما تراجع، بسبب إصرار الولاياتالمتحدة على تنفيذ خططها الرامية إلى نشر الدرع الصاروخية في أوروبا. ومن الطبيعي أنه لا يمكن لروسيا أن تقبل بذلك. وكتب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في واحدة من مقالاته، التي نُشرت في إطار حملته الانتخابية، منتقدا بشدة سياسة "العصا الغليظة" التي استخدمها الغرب في ليبيا، وفي غيرها من البلدان التي تحكمها أنظمة لا تروق لواشنطن وحلفائها. ويرى سيفكوف أن الغرب يواجه أزمة اقتصادية خانقة لن يتمكن من الخروج منها دون السيطرة على روسيا بثرواتها الهائلة، وأراضيها الشاسعة، وقدراتها العسكرية. لهذا فإنه لن يدخر جهدا في محاولاته الرامية إلى تطويع روسيا.ولفت سيفكوف إلى أن الغرب بذل كل جهد ممكنٍ للحيلولة دون فوز بوتين في الانتخابات الرئاسية، وتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية الروسية، وحرك كل أتباعه لإثارة ثورة برتقالية. ومن المؤكد أن هذه الممارسات ستتواصل. وقد يكون ذلك من خلال استمرار الغرب في دعمه للطابور الخامس، الذي يتألف من ليبيراليين متطرفين. كما أنه ليس مستبعدا أن يلجا إلى ممارسة بعض الضغوط المباشرة، كوضع يده على الممتلكات العائدة لبعض النخب الروسية في الخارج، أو تجميد حساباتهم المصرفية.ويرجح محللون أن تشهد العلاقات بين روسيا والغرب تدهورا ملموسا في بداية فترة بوتين الرئاسية. ومن المؤكد أن بوتين لن يلتزم الصمت، وسيكون رده مناسبا، وقد تصدر عنه تصريحات لاذعة. وقد يحول أنظاره باتجاه الشرق والتقارب مع الهند والصين. وعندما يبدأ الغرب بتقبُل حقيقة أن تطويع روسيا أمر مستحيل، عندئذ سيبدأ التحول الايجابي. وسيكون بالإمكان تأسيس علاقات صحية بين الكرملين والغرب، مبنية على المصالح والاحترام المتبادل. وهناك دول مرشحة أكثر من غيرها للتقارب مع روسيا، كألمانيا وإيطاليا وربما فرنسا، خاصة إذا ما استغنى الفرنسيون عن نيكولا ساركوزي المعروف بتبعيته لأمريكا، واختاروا عوضا عنه رئيسا جديدا بميول أوروبية.