حضر الرئيس الفرنسي جاك شيراك احتفالاً لوضع تمثال للرئيس الراحل الجنرال شارل ديغول أمس في الذكرى الثلاثين لوفاته في احتفال رسمي يفترض أن يكون تكريمياً، لكنه تحول مناسبة للمهاترات. إذ اعتبر حفيد ديغول، وهو من اليمين المتطرف. أن شيراك بدد إرث جده لمصلحة أوروبا. وقال شيراك في كلمته إنه "مسرور لكون هذا النصب يعيد الحياة إلى رجل كان دائم التطلع إلى المستقبل". ويحمل النصب، الذي وضع عند تقاطع جادتي الشانزليزيه ووينستون تشرشل، توقيع النحّات جان كاردو، وهو يمثل ديغول باللباس العسكري الذي كان يرتديه عقب تحرير باريس من الاحتلال النازي. وحضر الافتتاح حشد من الشخصيات الرسمية، إضافة إلى ابن وابنة الرئيس الراحل، في حين رأى حفيده، الذي يحمل اسمه، شارل ديغول في الاحتفال مناسبة لانتقاد شيراك، الوريث المعنوي للجنرال. وقال شارل ديغول، وهو نائب أوروبي يمثل الجبهة الوطنية الفرنسية اليمين المتطرف، إنه يتفهم وجود عدد من الشخصيات في الاحتفال بجده، مدفوعين بواجب الذاكرة والتكريم، لكنه يرفض بالمقابل "حضور شيراك وأمثاله ممن بددوا السيادة الفرنسية لمصلحة أوروبا وتبعوا في سياستهم القوى الأخرى، وخانوا بذلك سياسة الجنرال ديغول". ومن موقع آخر، وبدافع التمييز بين توجهات الجنرال ومواقف من يصنفون انفسهم ورثته، صرح وزير الداخلية السابق جان بيار شوفنمان، الذي يرأس "حركة المواطنين" المنشقة عن الحزب الاشتراكي، أنه "بمعزل عن الوصي" لم يبق "سوى الدمار من العمل الذي انجزه الجنرال ديغول"، الذي وصفه ب"آخر الجمهوريين والوحيد الذي يمتلك القوة اللازمة لتجسيد فرنسا".