باريس - أ ف ب - تحول بطل فرنسا الحرّة شارل ديغول أسطورة بعد موته، كما تثبت عشرات الكتب التي تتناوله في الذكرى السبعين على النداء التاريخي الذي وجهه الى فرنسا في 18 حزيران (يونيو) عبر الإذاعة البريطانية. حلل المؤرخ البريطاني سودير هازاريسينغ مراسلات ديغول التي أصبحت في متناول الجميع أخيراً، والأرشيف الوطني وأرشيف مؤسسة شارل ديغول، التحولات التي طرأت على صورة الجنرال على مرّ السنوات. وتتبع الكاتب المراحل التي أسّست لما يسميه «الأسطورة الديغولية» وهو عنوان كتابه الصادر عن دار غاليمار، معتبراً انها الشكل الأكمل للأسطورة السياسية الوطنية. وتوقف الكاتب جيل راغاش في كتاب «نداء 18 حزيران» الصادر عن دار لاروس عند أسطورة أخرى تحفل بها كتب التاريخ والتي ليست في الواقع سوى تجميع لنصوص عدّة. فقد ذكر بالمواجهة الخطابية بين ديغول ورئيس الوزراء البريطاني آنذاك ونستون تشرشل الذي ذهب الى حد منع الجنرال الفرنسي من استخدام أثير إذاعة «بي بي سي». في كتاب «ديغول - بيتان» الصادر عن دار روبير لافون، ركّز الكاتب فريديريك سالا - بارو الأمين العام السابق لقصر الاليزيه أثناء رئاسة جاك شيراك، على تحليل العلاقة بين هذين الرجلين والتصادم بينهما، ففيما اختار الجنرال بيتان الهدنة والتعامل مع الأمر الواقع، دعا ديغول الى مواصلة الحرب والمقاومة. وبرأي الكاتب فإن هذين الخيارين المتباينين يشكّلان نافذة لفهم الهوية الفرنسية. ويجمع كتاب «شارل ديغول، رسائل وملاحظات ويوميات» (مجموعة بوكان عن دار روبير لافون) الذي يقع في مجلدين من أكثر من 1400 صفحة، الكتابات الشخصية للجنرال من عام 1905 الى عام 1941، ومن عام 1942 الى عام 1958. فيما يشكل كتاب «معجم فرنسا الحرة» لجورج كايتوكولي تحية للفرنسيين الذين لبوا من كل حدب وصوب نداء الجنرال. أما كتاب «هكذا تكلم ديغول» فيقدم في شكل فهرس صورة شاملة ممتعة لأسلوب ديغول الجدي وأسلوبه الهزلي. ويمكن البحث في هذا الكتاب عن عبارات ديغول بحسب موضوعاتها، ففي حرف (د) مثلاً عبارته عن الديكتاتورية «هل يعتقد أحد إنني سأبدأ في عمر 67 سنة في اتباع نهج الديكتاتور؟، وعبارات أخرى لا تقل طرافة مثل «كيف تريدون أن تحكموا بلداً فيه 258 نوعاً من الجبنة؟»، أو «إن منافسي الوحيد على الساحة الدولية هو تان تان». أما «أطلس فرنسا الحرة» التعليمي للمؤرخ سيباستيان البرتيلي والمتخصصة في الخرائط كلير لوفاسور، فيتتبع مسيرة ديغول مع التركيز على البعد السياسي لها. ويحتوي كتاب «1940» على صور لمقتنيات ووثائق عسكرية من تلك الحقبة. فيما يروي كتاب «متمردو عام 40» لجورج مارك بنحمو قصص المقاومين الفرنسيين الأول الذين أطلقوا المقاومة الفرنسية، وآمالهم وآلامهم وحبهم لفرنسا.