قبل تسعة أيام من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، اتخذت المعركة طابع الهجوم الشخصي بين المرشحين، الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش الابن. وجندت المنظمات اليهودية أنصارها لشن حملة على مرشح الخضر رالف نادر لبناني الأصل الذي يشكل خطورة على غور، متهمة إياه بالسعي إلى وقف المساعدات الأميركية عن إسرائيل. وأشار استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية أن بوش يتقدم على غور بنسبة 11 في المئة، إذ حصل على 52 في المئة من أصوات الناخبين المحتملين في مقابل 39 في المئة لمنافسه. وحصل نادر على 4 في المئة. وفي استطلاع آخر نشرته "واشنطن بوست" حصل بوش على 48 في المئة في مقابل 45 في المئة لغور. وأشار استطلاع ل"رويترز" إلى تقدم المرشح الجمهوري بنقطتين على المرشح الديموقراطي. وركز بوش انتقاداته على شخصية غور، عبر ربطه بالرئيس بيل كلينتون، وقال: "على القائد أن يدافع عن شرف منصبه وكرامة هذا المنصب"، مؤكداً نجاح زواجه من لورا، وملمحاً إلى الفضائح الجنسية التي لطخت عهد كلينتون. وأضاف ساخراً: "الرئيس الجيد لا يحاول تغيير آرائه وشخصيته"، مشيراً إلى المناظرات التي جمعته مع غور الذي بدا فيها متقلباً في مواقفه. وجاء رد غور على هذه الانتقادات الشخصية من موقع دفاعي، موضحاً أن سبب غياب كلينتون عن حملته لا يعود إلى أنه لا يريده إلى جانبه، خوفاً من تذكير الناخبين بفضائح الرئيس، بل لأنه يريد أن يخوض المعركة بنفسه، وقال: "أنا من أنا وأخوض معركتي بنفسي". وبعدما رفض نادر الانسحاب من المعركة لمصلحة غور، بدأت المنظمات اليهودية هجوماً شرساً عليه بسبب مواقفه الداعية إلى وقف المساعدات عن إسرائيل وإدانته الدولة اليهودية باستخدام "القوة المفرطة" ضد الفلسطينيين. وحاولت هذه المنظمات النيل من سمعته كمدافع عن البيئة، فأخذت عليه هجومه على سجل غور "النظيف" لحماية البيئة. وأشار بعض الاستطلاعات المحلية إلى حصول نادر على 11 في المئة في بعض الولايات، وإلى تزايد شعبيته على حساب المرشح الديموقراطي، خصوصاً في ولايات واشنطن وأريغون ومينيسوتا وميتشغان، وهي الولايات التي لم تحسم فيها المعركة بعد بين المرشحين الرئيسيين. إلى ذلك، تبارت السيدة الأميركية الأولى هيلاري كلينتون وخصمها الجمهوري ريك لازيو، خلال حملتهما الانتخابية للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، بإظهار الحرص على إسرائيل، فاتهم لازي هيلاري بأنها تؤيد إعلان دولة فلسطينية، وأخذ عليها علاقاتها ببعض القادة الفلسطينيين "الذين يهددون أمن إسرائيل... وعملية السلام". وردت السيدة الأولى على خصمها بأنه يحاول تجنب الحديث عن برنامجه للرعاية الصحية والاقتصاد "باختلاق تهم باطلة" والتشكيك في "التزامها" أمن إسرائيل.