نفذت المروحيات الحربية الاسرائيلية تهديدات جنرالات اسرائيل، ودكت منازل الفلسطينيين ومؤسساتهم الاجتماعية في البيره ونابلس وخان يونس ورفح، وأدخلت الرعب في قلوب الاطفال النيام، كما احرقت أعصاب أهاليهم خوفا على أرواحهم التي باتت مباحة ليلياً امام صواريخ المدفعية الاسرائيلية وقذائفها. وشهد القصف الاسرائيلي تصعيدا خطيرا ليل الاثنين-الثلثاء، اذ عمدت آلة الحرب الجوية الى قصف مواقع سكنية مكتظة بالسكان من دون سابق انذار او تحذير للمواطنين الذين كان معظمهم نيام كما جرت العادة سابقا. وبوشر بعمليات القصف قبل منتصف الليل بقليل ونجت ثلاث عائلات فلسطينية من مدينة البيرة باعجوبة فيما اصيب عدد من المواطنين القاطنين قرب مركز الهلال الاحمر الفلسطيني في مدينة خان يونس، كما طاولت المروحيات الاسرائيلية كنيسا للطائفة السامرية اليهودية في نابلس . كذلك هاجمت مروحيات اسرائيلية مكتبا لقوات ال 17 المكلفة حراسة الرئيس ياسر عرفات في قطاع غزة ومكتب "فتح" في نابلس شمال الضفة الغربية، وكذلك المقر العام للتنظيم الذراع المسلحة لفتح. واتهمت اسرائيل "فتح" بانها "مسؤولة عن تصعيد العمليات ضد الاسرائيليين اخيرا"، وبان "التنظيم كان يحضر في مقره العام في الايام الاخيرة، اعتداءات ارهابية ضد اسرائيل". الشهداء واسفرت المواجهات امس عن استشهاد 6 فلسطينيين برصاص الجيش، اربعة منهم في المواجهات التي وقعت عند معبر المنطار. واستشهد شادي ابو عودة 17 عاما برصاصة في رأسه، كما استشهد حازم موسى ابو دف 22 عاما اثر اصابته برصاصة "دمدم" متفجرة في رأسه، واسشتهد محمد خزاع حلس 23 عاما برصاصة في صدره، واستشهد محمد احمد ابو الخير 20 عاما، فيما استشهد ثائر ابراهيم 18 عاما في مواجهات رام الله، وتوفي الشرطي سليم المطرية 34 عاما سريريا بعدما اصابته رصاصة في رأسه خلال مواجهات في بيت لحم في الضفة. وتباهى رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية السابق، مستشار رئيس الحكومة داني ياتوم بأن قواته الحربية لم تستخدم سوى جزء من قوتها"، مضيفا ان الهجمات الاسرائيلية "ليست عقابا لكنها شكل من اشكال الردع لكي يفهموا الفلسطينيون ان الجيش الاسرائيلي يملك الوسائل والقدرة على توجيه ضربات أقصى بكثير الى مؤسسات السلطة الفلسطينية ومصالحها". أما احد قادة الجيش "في المنطقة الوسطى" الجنرال يعقوب زبيغدون فهدد صباح أمس بأن قوات الاحتلال الاسرائيلي "لا تقيد نفسها برد مباشر أو محدد فقط" وان الهجوم الصاروخي امس على الاراضي الفلسطينية كان للتأكيد للسلطة "ان الجيش يستطيع الحاق الاضرار في الوقت والمكان المناسبين له". من جهة اخرى، اعلن احد المقربين من وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شمعون بيريز امس لوكالة "فرانس برس" ان الاخير يعتزم لقاء عرفات في محاولة لوقف اعمال العنف، مضيفا انه "تم الاتفاق مبدئيا على اللقاء الا ان موعده ومكانه لم يحددا بعد". عرفات من جانبه أكد عرفات الذي تفقد مقر القوات 17 التابع لامن الرئاسة والذي تعرض هو الآخر للقصف الاسرائيلي أن هذه الهجمات "لن يرف لها جفن طفل فلسطيني حمل الحجر للدفاع عن الاقصى والقدس الشريف". وأكد استمرار الشعب الفلسطيني وحركة "فتح" بالانتفاضة. وشدد عرفات في تصريح منفصل في ختام لقاء مع وزير خارجية الاردن عبدالإله الخطيب على ضرورة عودة الوضع في الاراضي الفلسطينية الى سابق عهده. وأكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء أن القصف الاسرائيلي الذي استهدف ايضا مكاتب لحركة "فتح" يشكل "مرحلة جديدة من التصعيد العسكري الاسرائيلي تأتي في ظل وهم ساسة تل ابيب بانهم يستطيعون فرض شروط حلهم بقوة الدبابات والطائرات بعدما فشلوا في فرضه في محادثات كامب ديفيد". وتحدث خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الاعلام في مدينة البيرة، عن تهديدات اسرائيلية جديدة بقصف مقرات "فتح" في غزة مجددا. وقال ان باراك وجنرالاته الذين قصفوا مقرات "فتح" "لم يحسبوا حساباتهم بدقة لان فتح ليست مكتبا يقصف أو معسكرا يقصف أو كادرا يُقتل. فتح هي حركة الشعب الفلسطيني وهي موجودة في الدول العربية واوروبا واميركا وفي كل مكان فيه هذا الشعب"، مشددا ان رد فتح "سيكون في كل مكان ومن اي مكان اذا ما استمرت اسرائيل في عدوانها". وجدد مطالبته المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، داعيا ايضا الى "عقد مؤتمر دولي تشارك فيه الاممالمتحدة حاضنة الشرعية الدولية، وروسيا والاتحاد الاوروبي والصين والاطراف المعنية، سورية ولبنان وفلسطين، بالاضافة الى مصر والاردن وبتمثيل للدول الخليجية ودول المغرب العربي"، مشيرا الى ان هذا هو الشرط الفلسطيني للعودة الى مائدة المفاوضات، اضافة الى "اعادة تأكيد المرجعية لهذه العملية التفاوضية التي وردت في مدريد وفقا لمبدأ الارض مقابل السلام.