فجر الشهيد المئة في انتفاضة الأقصى رائد حمودة المواجهات الساخنة على المدخل الشمالي لمدينة البيرة مجدداً، فيما كانت الاجواء في منتجع شرم الشيخ حيث تعقد القمة الدولية مشحونة بالتوتر الحاد لتعكس ذاتها في غير مكان من الاراضي الفلسطينية، التي عاشت تجربة "غارات وهمية" شنتها الطائرات الحربية الاسرائيلية في سماء مدينة نابلس وقصفاً من الدبابات الاسرائيلية في رفح جنوبغزة حيث استشهد شاب آخر. وارتفع عدد شهداء انتفاضة الأقصى أمس الى 102 بوفاة طفل في بيت جالا متأثراً بجروحه، ومقتل رقيب في الشرطة الفلسطينية في رفح. وسجلت اشتباكات مسلحة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي في رفح ونابلس ورام الله. واعلنت مصادر طبية ان اكثر من 50 فلسطينيا وجنديين اسرائيليين جرحوا امس في مواجهات شهدتها الضفة الغربية وقطاع غزة. وعاد المدخل الشمالي لمدينة البيرة ساحة لمواجهات ساخنة بين الشبان الغاضبين الذين شيعوا لتوهم الشهيد رائد حمودة 30 عاما واب لثلاثة اولاد الى مثواه الاخير في مقبرة البيرة ليسقط من بينهم 16 عشر جريحا بالرصاص الحي، جروح اثنين منهم في الصدر وصفت بأنها "خطيرة". وبدا التصعيد من الجانب الاسرائيلي واضحاً، اذ كان الجرحى يسقطون من دون ان يدري رفاقهم بسبب استخدام قناصة الجيش الاسرائيلي رشاشات كاتمة للصوت الامر الذي أدى الى ترك بعض الجرحى ينزفون قبل اكتشاف انهم قد اصيبوا. وأعلن مستشفى بيت جالا أمس وفاة الطفل الفلسطيني مؤيد اسامة عيد جواريش 13 عاماً سريرياً جراء اصابته برصاص جندي اسرائيلي عند مدخل مدينة بيت لحم الشمالي في الضفة الغربية. وقال مسؤول في المستشفى ان مؤيد وصل المستشفى وقد اصيب بعيار ناري في الرأس وانه في حالة موت سريري. وأوضح شهود ان جواريش اصيب برصاصة جندي اسرائيلي استخدم في ما يبدو كاتم صوت خلال المواجهات الدائرة عند مدخل المدينة الشمالي. وجاب شوارع مدينة رام الله، تؤام مدينة البيرة، خمسون شاباً مسلحاً وهم ملثمون واعلنوا تشكيل "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لمليشيا حركة "فتح" وذلك بهدف "مواجهة هجمات المستوطنين اليهود" على المدنيين الفلسطينيين. وأعلن احد اعضاء المجموعة ان ردها سيكون بالنار على اي اعتداء للمستوطنين اليهود. ودعا بيان وزعته المجموعة الرئيس ياسر عرفات الى تشكيل "حكومة مواجهة وطنية" للتصدي للعدوان الاسرائيلي و"ردا على حكومة الطوارئ" التي ينوي رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك تشكيلها مع حزب ليكود اليميني بزعامة ارييل شارون. وأكد بيان "كتائب شهداء الاقصى" رفضهم لقمة شرم الشيخ التي تهدف الى "ايقاف الانتفاضة واحباط الشارع العربي" ورفضهم اي لجنة تحقيق تشمل في عضويتها الولاياتالمتحدة. ودعا البيان الى ان تكون ايام القمة العربية المقرر عقدها الاسبوع المقبل "ايام الغضب العربي". ولم تغير "القمة" من الوضع القائم في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية التي بقيت تحت الحصار العسكري الاسرائيلي المشدد. ومع توافد المشاركين في القمة الى شرم الشيخ كانت القوات الاسرائيلية تعزز وجودها في محيط المدن الفلسطينية وتمنع المواطنين من التنقل عبر الشوارع الرئىسية الامر الذي حملهم على سلوك شوارع ترابية وعرة للوصول الى اهدافهم تحت اعين الجنود الاسرائيليين.