حذرت أطروحة دكتوراه أجيزت حديثاً في جامعة القاهرة من خطر التلوث البيئي على آثار العاصمة المصرية، والتي توقعت الدراسة انه ليس أمامها سوى بضع سنوات قبل أن تذروها الرياح وتلقى مصيرها المحتم بالتلف والدمار، إذا استمرت معدلات التلوث على ما هي عليه الآن. شملت الأطروحة التي أعدها الباحث بهاء حسنين لنيل درجة الدكتوراه من كلية الآثار، تقويماً لنوعية الهواء داخل أربعة متاحف في القاهرة هي: متحف الفن الإسلامي، والمتحف القبطي، ومتحف قصر المنيل، ومتحف كلية الآثار، فضلاً عن منطقة الجمالية باعتبارها متحفاً مفتوحاً للآثار. وكشفت نتائج الدراسة ارتفاع تركيز غازات ثاني أوكسيد الكبريت، وثاني أوكسيد النيتروجين، والأمونيا إلى درجة تفوق المعدلات القياسية المسموح بها داخل المتاحف. وتأتي خطورة هذه التركيزات العالية على الآثار في ارتفاع حموضة المواد الأثرية داخل المتاحف وتحللها حمضياً بعد أكسدة الغازات وتحولها إلى أيونات كبريتات ونترات، ثم إلى حمضي الكبريتيك والنيتريك. وتتجلى هذه الخطورة بوضوح في المواد الأثرية العضوية، كالمومياوات، والمنسوجات، والمحفوظات، والبردي، والأخشاب، حيث يتم تكسير السلاسل السيلولزية والبرويتنية لهذه الآثار، وتتحول سريعاً إلى رماد وهشيم. وأحصى البحث 44 نوعاً من الفطريات و16 نوعاً من البكتيريا في مسحات ميكروبية أخذها الباحث من بعض الآثار الإسلامية كمجموعة قلاوون، ومسجد برقوق، ومسجد القاضي عبد الباسط في منطقة الجمالية