واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك وزعيم ليكود ارييل شارون مساعيهما للتغلب على نقطة الخلاف الرئيسية في شروط الائتلاف الحكومي. وتتعلق هذه النقطة بكيفية اتخاذ القرارات السياسية والأمنية في "حكومة الطوارىء"، وبمطالب لشارون بتخلي الحكومة عن تفاهمات كامب ديفيد. واعتبر المسؤول الفلسطيني المكلف ملف القدس السيد فيصل الحسيني في حديث اجرته معه "الحياة" في الدوحة، ان سعي باراك الى تشكيل حكومة مع ليكود يعني ان اسرائيل "قررت توحيد جبهتها الداخلية لأنها تريد خوض معركتها الخارجية، ما يستدعي ان يكون الفلسطينيون جبهة داخلية موحدة". واوضح ان ذلك يعني ايضاً انتقال المواجهات مع اسرائيل من المستوى السياسي الى مستويات أخرى. واستبعد الحسيني ان تعيد اسرائيل احتلال مناطق تابعة حالياً للسلطة الفلسطينية، قائلاً: "اذا أرادوا ان يحتلوا مدننا فإن جيشهم سيدخل في مناطق التجمعات السكنية وعندها سيدفعون ثمن ذلك". واشار الى الاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والاسرائيليين فقال: "اذا أرادوا ان يعودوا الى طاولة المفاوضات فعليهم ان ينفذوها الاتفاقات". في غضون ذلك دعا المستشار الالماني غيرهارد شرودر في تصريح، بعد لقاءاته في القاهرة وبيروت، الى العودة الى طاولة مفاوضات السلام في الشرق الاوسط والى قيام الولاياتالمتحدة ب "دعم مبادرة سلمية جديدة". وقال شرودر "ان العودة الى طاولة المفاوضات امر اساسي لاحياء عملية السلام، وفي حال قام الرئيس الاميركي بيل كلينتون بمبادرة جديدة حول ازمة الشرق الاوسط، فيجب دعمها دعماً مطلقاً". واستمرت المواجهات امس فاستشهد خمسة فلسطينيين، احدهم كان اصيب الجمعة الماضي، خلال مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في نابلس وغزة. وفيما تعرضت مدينة رام الله لقصف اسرائيلي كثيف ادى الى الاضرار ببنايات، دفع الجيش الاسرائيلي بدباباته الى معبر المنطار كارني القريب من غزة. راجع ص 4 و6 الكويتوالبحرين وأعلن مجلس الوزراء الكويتي أمس ان الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح أمر بتقديم 150 مليون دولار لصندوق الأقصى وصندوق دعم الانتفاضة اللذين اقترحتهما المملكة العربية السعودية خلال قمة القاهرة الطارئة. وعزا بيان للمجلس بعد جلسته الاسبوعية أمس المساهمة المالية الكويتية الى حرص أمير الكويت على "التزام تطبيق قرارات القمة" و"تضامناً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة ما يتعرض له من ممارسات لاانسانية على أيدي القوات الاسرائيلية". وأوضح البيان أن ال150 مليون دولار "ستوجه الى صندوق الأقصى للحفاظ على هوية القدس العربية الاسلامية وصندوق الانتفاضة للصرف على أسر الشهداء"، وأكد المجلس "حرص دولة الكويت وسعيها الدائم الى الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني ودعمه لاقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني واستعادة الأراضي العربية المحتلة تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن". ورحب نواب في مجلس الأمة الكويتي بمبادرة الأمير وأكدوا دعمهم لكل توجه حكومي نحو مناصرة القضية الفلسطينية، لكنهم أبدوا مخاوف حيال الطريقة التي سيتم بها صرف هذه المبالغ والجهة الفلسطينية التي ستتولى توزيع المساعدات على المستحقين. وأشاد النائب الدكتور وليد الطبطبائي في تصريح صحافي بمبادرة الأمير التي "أكدت الموقف الأصيل لدولة الكويت وشعبها تجاه قضية فلسطين وتعاطفنا الكبير مع اخواننا الذين يواجهون الصواريخ والقذائف بأنواعها بصدور مفتوحة دفاعاً عن الأقصى". واستدرك "مع فرحنا بهذا الموقف النبيل للقيادتين الكويتية والسعودية تجاه الانتفاضة المباركة تكتنفنا مخاوف من أن يقع بعض أموال صندوقي الأقصى والانتفاضة في يد بعض مسؤولي السلطة الفلسطينية الذين لم يثبتوا في الماضي أنهم أمناء على مصالح الشعب الفلسطيني"، وطالب الطبطبائي "بتشديد الرقابة على مصروفات هذين الصندوقين للتأكد من أن أسر الشهداء والجرحى والأسرى في سجون العدو الصهيوني وكذلك المساجد والمعالم الاسلامية ومرافق البنية التحتية الفلسطينية ستستفيد من كل دولار تقدمه الدول المساهمة". وفي البحرين قرر مجلس الوزراء، الذي اجتمع أمس برئاسة الأمير الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، تتولى جمع التبرعات ل"صندوق الأقصى"، تطبيقاً لقرارات قمة القاهرة. شروط شارون ورفض باراك مجدداً منح شارون حق نقض الفيتو القرارات السياسية، خصوصاً قرار استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ولم يحسم موقفه ايضاً من مطالبة شارون بأن يكون شريكاً مساوياً لباراك في اتخاذ القرار الأمني في حال أعلن الفلسطينيون اقامة دولة مستقلة. وكان باراك رفض ايضاً ان يشمل اتفاق تشكيل "حكومة الوحدة" بنداً يقول بأنه اذا لم يتفق "العمل" و"ليكود" في شأن مسألة مهمة، تعلن الحكومة التوجه الى انتخابات برلمانية جديدة. وأعلن باراك امس، في حديث اذاعي ان حال الطوارئ في الدولة تستوجب حكومة طوارئ. واضاف ان حكومته تلتزم تفاهمات قمة شرم الشيخ و"ستواصل سعيها الى تحقيق السلام والأمن للدولة". واتهم مجددا الطرف الفلسطيني بأنه اختار "طريق العنف"، فيما كشف رئيس الحكومة السابق شمعون بيريز ان باراك منعه من عقد لقاء كان مفترضاً امس مع الرئيس ياسر عرفات. واعرب عن معارضته تشكيل حكومة مع ليكود.