القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - هدد ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل امس، بأن اسرائيل ستستخدم كل الوسائل العسكرية لوضع حد للانتفاضة الشعبية الفلسطينية دفاعاً عن المسجد الأقصى، "بما في ذلك استخدام الدبابات"، التي تحركت فعلاً منذ ليل أول امس. وقال للاذاعة الاسرائيلية "صدرت تعليمات للجنود والضباط باستخدام أي وسيلة لحماية مواطني اسرائيل"، وذهب الى حد تحميل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مسؤولية العنف، وذكر انه تحدث هاتفياً الليلة قبل الما ضية مع عرفات. وأضاف: "نرى ان السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن عدم كبح جماح الشرطة... التي أطلقت النار على الجنود الاسرائيليين. نعرف، مع الأسف، ان جميع الضحايا من الفلسطينيين سقطوا نتيجة مواقف السلطة الفلسطينية وسلوكها. نتوقع ان تضطلع السلطة بالمسؤولية وتوقف أعمال الشغب واطلاق النار فوراً". وكانت الحكومة الاسرائيلية عقدت اجتماعها الاسبوع التاسعة صباح امس برئاسة باراك، واستمعت الى تقارير قدمها مسؤولون في الجيش والشرطة واجهزة الاستخبارات عن المواجهات المندلعة منذ الأسبوع الماضي مع الفلسطينيين. وعقدت الجلسة امس بعدما تأجلت من الاحد الذي وافق عيد رأس السنة اليهودية وفق التقويم العبري. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية ان قسماً من الجلسة الاسبوعية سيعقد في اطار اللجنة الحكومية المكلفة شؤون الخارجية والدفاع التي تبقى مداولاتها سرية. وأعلن باراك امس انه لا يزال مستعداً للتفاوض من اجل التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقال في حديث صحافي في بيت ايل مقر القيادة العامة للقوات الاسرائيلية في الضفة الغربية: "نحن مستعدون للتفاوض من اجل التوصل الى اتفاق حتى في ما يتعلق بالمسائل الصعبة. لكننا سنرفض الرضوخ للقوة بالتصميم نفسه الذي أبديناه لاحلال السلام". وأضاف: "إذا أرادوا ان يحملونا على تغيير موقفنا، لا يمكنهم ذلك الا من خلال المفاوضات". ودافع باراك عن زيارة آرييل شارون للحرم القدسي، والتي فجرت أعمال العنف وقال لإذاعة اسرائيل: "لا اعتقد انها الزيارة هي السبب في تفجر العنف. الأسباب أعمق من ذلك بكثير وهي مرتبطة بالتوترات المتصاعدة في عملية السلام، لكنها الزيارة جزء من الصورة". حكومة وحدة وطنية الى ذلك، دعا النائب من ليكود يهوشوا ماتسا أمس الى تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة موجة العنف التي تشهدها الاراضي الفلسطينية. وقال للاذاعة الاسرائيلية الرسمية ان الوقت "ليس للحسابات السياسية. فنحن بحاجة الى حكومة وحدة وطنية. وعلينا ان نسمح للحكومة بالاستناد الى قاعدة مستقرة وتجنب الاعتماد على اولئك الذين يخونون البلاد" ويقصد النواب العرب. وكان يلمح الى ان لا باراك ولا الائتلاف الحكومي يتمتع بغالبية في البرلمان ما يجعله يعتمد نوعاً ما على دعم النواب العرب الاسرائيليين ال10 في الكنيست. ويقدر عدد العرب في اسرائيل بمليون نسمة. وأوضح زعيم كتلة ليكود البرلمانية ريوفين ريفلين للصحافيين ان "ماتسا عبّر عن وجهة نظر شخصية". أما نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه فقال رداً على سؤال للاذاعة: "لا اعتقد ان ارييل شارون زعيم الليكود شريك لنا بعد ما فعل الخميس". واضاف: "علينا، على رغم كل غضبنا، دعم هدفنا وهو التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. إن الشراكة مع شارون تسجل نهاية هذا الامل". وقال سنيه في مقابلة أخرى مع شبكة "سي.ان.ان" التلفزيونية الأميركية أمس انه لا يرى فرصة لان تجري اسرائيل محادثات سلام مع الفلسطينيين الى أن تتوقف الاشتباكات في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف: "نحن مستعدون لاستئناف عملية السلام لكن ليس مع موجة العنف هذه. يجب أن تتوقف وفوراً". واعلن سنيه ان نائب وزير الخارجية العربي الاسرائيلي نايف مصالحة دعا باراك الى "الاجتماع في اقرب وقت مع قادة عرب اسرائيل تفادياً لتدهور العلاقات التي أُقيمت على مدى نصف قرن". ويتوقع ان يكون وزير الخارجية الإسرائيلي بالوكالة شلومو بن عامي التقى أمس مع نواب عرب في الكنيست البرلمان لمناقشة الموقف.