هزت النتائج الأولية للمرحلة الأولى من الانتخابات المصرية التوقعات، ومثلت نكسة للحزب الوطني الحاكم، اذ ان مجرد فوز اثنين من مرشحي جماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة في الجولة الأولى وحصول آخرين من مرشحي "الجماعة" على أعلى الأصوات في الدوائر التي رشحوا فيها ليخوضوا جولة الإعادة، شكلا مفاجأة كبيرة وخسارة فادحة للحكومة راجع ص5. حققت المعارضة والمستقلون اختراقات لمواقع ظلت لسنوات معاقل تقليدية للحزب الحاكم، الذي خسر كل مقاعد محافظة السويس شرق البلاد ونحو نصف مقاعد محافظة الاسكندرية شمال ومثلها في سوهاججنوب، ويواجه موقفاً حرجاً في بورسعيد، فيما ينتظر اعلان نتائج بقية المحافظات. وتأكد ان تولي القضاة الإشراف الكامل على الاقتراع أثار ردود فعل ايجابية لمصلحة مرشحي المعارضة، خصوصاً "الاخوان"، وسلبية لمرشحي الحزب الحاكم، الذين لم ينجح منهم في المرحلة الأولى سوى 15 فقط في مقابل اثنين من "الاخوان" ومرشح من حزب "التجمع" هو النائب البدري فرغلي، الذي حصل على أعلى الأصوات بين جميع مرشحي المعارضة. وخسر الحزب الناصري مقعده الوحيد في البرلمان، فيما جاء حزب الوفد الخاسر الأكبر بين المعارضة، فلم يفز أي من مرشحيه، وسيخوض جولة الاعادة على قوائمه ثلاثة مرشحين فقط، من 72 تقدم بهم للمرحلة الأولى. ورفعت النتائج المفاجئة حرارة الانتخابات، التي يتوقع ان تشهد في بقية المراحل اقبالاً متزايداً من الناخبين، بعد نجاح القضاة في تقديم أدلة قوية على نزاهة الاقتراع، مما زاد ثقة المرشحين المستقلين والمعارضة في امكان تحقيق تقدم كان غير متوقع. ودعا القطب البارز في جماعة "الاخوان المسلمين" الدكتور عصام العريان، الرئيس حسني مبارك الى فتح صفحة جديدة مع "الاخوان"، وبدء التحقيق في الاجراءات التي استهدفت ابعاد "الجماعة" عن اللعبة السياسية في السنين العشر الأخيرة. وقال العريان ل"الحياة": "أثبتت نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات ان الاخوان تيار وطني يحظى بقبول شعبي، ومهمته خدمة الوطن ابتغاء لوجه الله". وتمنى "ان تكون الحكومة وعت الدرس"، ووجه شكراً الى الشعب المصري "الذي أصر على تأييد الاخوان على رغم الملاحقات والمطاردات". وتمنى من الرئيس "ان يتبنى تحقيق اصلاح سياسي"، داعياً القضاة الى ان "يتبينوا الثغرات التي ظهرت في المرحلة الأولى ليعملوا لتلافيها في المرحلتين الثانية والثالثة".