} أعربت مصادر ديبلوماسية اجنبية في ساحل العاج عن مخاوفها من أن يتجه الوضع نحو حرب طائفية على الطريقة النيجيرية. وجاء ذلك في وقت تحول الصراع على السلطة الى مواجهات بين انصار الزعيم الاشتراكي لوران غباغبو الذي نصب نفسه رئيساً ومؤيدي رئيس الوزراء السابق الحسن وترة الذي طالب بانتخابات جديدة، كون الحاكم العسكري المعزول روبير غيي استبعده من الاخيرة التي انتهت باطاحة الحكم العسكري برمته. لجأ رئيس الوزراء السابق الحسن وترة الى السفارة الالمانية، إثر هجوم على منزله شنه عسكريون موالون للزعيم الاشتراكي لوران غباغبو الذي نصب رئيساً في انتفاضة ضد الحكم العسكري اول من امس. ودارت اشتباكات بين انصار غباغبو المسيحي من الجنوب ووترة المسلم الشمالي، ما اوجد مخاوف من نشوب حرب طائفية بين الجانبين. وجاء ذلك اثر مطالبة وترة بانتخابات جديدة، معتبراً ان الناس "صوتوا ضد العسكريين لا لمصلحة غباغبو" وانه لم يحظ بفرصة المنافسة في الانتخابات التي جرت الاحد لان العسكريين كانوا منعوه من ترشيح نفسه. وابلغ السفير اللبناني لدى ساحل العاج عصام مصطفى "الحياة" في اتصال هاتفي أجرته معه أثناء قيامه بجولة تفقدية على أفراد الجالية اللبنانية في ابيدجان، ان "هناك اضطرابات لكنها محدودة حتى الآن وتقتصر على بعض المناطق، وتجرى السيطرة عليها". وأكد مصطفى أن أفراد الجالية اللبنانية لم يتعرضوا لأي ضرر حتى الآن، معرباً عن أمله في ان يستمر الأمر على هذه الحال، مشيراً الى أن الجالية تحرص على عدم إقحام نفسها في أي من القضايا السياسية الداخلية. وعما اذا كانت دول مجاورة متورطة في احداث في ساحل العاج، قال مصطفى الى أنه "في ظل مثل هذه الأوضاع تصبح الإشاعات مثل القبلات وتنتقل من فم الى فم". وفي غضون ذلك، لوحظت مواقف متضاربة ازاء الدعوة الى إعادة الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج، اذ ايدت بعض الدول وبينها افريقيا الجنوبية هذا الامر، في حين دعمت دول أخرى مثل فرنسا، غباغبو الذي يعد مقرباً من الحكومة الفرنسية الاشتراكية. ولاحظت مصادر ديبلوماسية اجنبية أن الوساطات الخارجية متباطئة بعض الشيء، ربما للإفساح في المجال أمام غباغبو للمبادرة الى اداء القسم الدستوري باعتباره رئيساً منتخباً، خصوصاً وأن اللجنة الانتخابية، كانت تستعد للإعلان عن فوزه بالرئاسة. ومن جهة اخرى، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية جان - فرانسوا بيرو، أنه ليس لدى السلطات الفرنسية أي معلومات مؤكدة حول مكان وجود الرئيس السابق للمجلس العسكري في ساحل العاج الجنرال روبير غيي، الذي فر من القصر الرئاسي في ابيدجان بعد ساعات من محاولته الفاشلة لتنصيب نفسه رئيساً للبلاد. وأشار بيرو الى أنه من المحتمل أن يكون غيي لجأ الى مسقط رأسه، نافياً أن يكون استخدم لذلك مروحية عسكرية فرنسية. على صعيد آخر، اكدت السفيرة الالمانية في ساحل العاج وجود وترة في منزلها، وقالت: "يعقد اجتماع هام هنا. الامور لا تسير بشكل طيب". وكان عسكريون عاجيون فتحوا النار على مقر رئيس الوزراء ورد حراسه بالمثل، فيما دارت اشتباكات بالعصي والسكاكين بين انصاره ومؤيدي غباغبو، اسفرت عن مقتل 20 شخصاً.