تلقي الأوضاع الأمنية المتوترة في اسرائيل ظلالاً قوية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي العام وتترك آثاراً واضحة لدى الطبقات الفقيرة. وعلى رغم المساعي للجم انهيار سوق المال، سجل منذ بدء العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني هبوطاً في البورصة بنسبة 19 في المئة. وسجل سعر صرف الدولار رقماً قياسياً منذ خمسة اشهر 4.16 شيكل للدولار. وأفادت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان المستثمرين الاجانب يتجنبون الاستثمار في البورصة الاسرائيلية وقد لا يعودون اليها في الأشهر الستة المقبلة. وتعصف بقطاع السياحة والفنادق أزمة حادة، ويرى مسؤول في هذا القطاع ان حجم الاضرار قد يتعدى بليون دولار، بسبب إلغاء 80 في المئة من الرحلات السياحية، مما اضطر الفنادق الى وقف 2500 عامل عن العمل، وقد يصل عددهم الى عشرة آلاف. ويخشى ان تُقدم ادارات الفنادق على فصل بعضهم نهائياً عن العمل اذا ما استمر التوتر الأمني. وأعلن اتحاد المقاولين في اسرائيل ان غياب العمال الفلسطينيين أدى الى شلل شبه تام في فرع البناء، وان الخسائر ستتجاوز 250 مليون دولار خلال شهر واحد. وتتفاقم هذه الأزمة بسبب رفض عمال يهود العمل في البناء فيما قررت الحكومة منع احضار عمال أجانب، وهناك 300 ألف عامل اجنبي في اسرائيل. وطالب اتحاد المطاعم والمقاهي بالمصادقة على استقدام ستة آلاف عامل بدلاً من الفلسطينيين المحاصرين في بلداتهم وبيوتهم. وبدأ المزارعون الاسرائيليون يحتجون على تلف محاصيلهم الزراعية في غياب الأيدي العاملة الفلسطينية. فالزراعة بفروعها المختلفة تعتمد منذ سنوات على العمال الفلسطينيين. وعقدت اللجنة البرلمانية الخاصة بشؤون العمال الاجانب جلسة طارئة امس استمعت خلالها الى تحذير المدير العام في وزارة الزراعة من انهيار تام في هذا الفرع، خلال اسبوعين اذا لم يتم توفير آلاف العمال لقطف الحمضيات والزيتون. وناشدت اللجنة وزير العمل السماح لعمال فلسطينيين سنهم تتجاوز ال40 عاماً للعمل في اسرائيل. وطالبت اللجنة الحكومة بإعطاء ترخيص خاص لإحضار 13 ألف عامل اجنبي فوراً. وللتغلب على أزمة مماثلة في فرع الصناعة اتفق اتحاد أرباب العمل مع سلطة السجون على تشغيل 1300 سجين للتغلب على غياب 5000 عامل فلسطيني. وتطاول الأزمة شركات المواصلات العامة التي سجلت انخفاضاً في عدد المسافرين بنسبة 30 في المئة واشارت الى ان المواطنين يتجنبون السفر خوفاً من عمليات انتحارية. وللسبب نفسه تشهد المحلات التجارية الكبرى اقبالاً ضعيفاً. وتبقى معاناة المواطن العربي في اسرائيل أشد من غيره، فالبطالة، وأمس أعلنت دائرة الاحصاء ان ارتفاعاً طرأ الشهر الماضي على عدد العاملين عن العمل في اسرائيل.