دخلت قضية لوكربي أمس مرحلة جديدة من التعقيد وسط مؤشرات الى مزيد من التأخير في جلسات المحاكمة التي تنعقد في كامب زايست وسط هولندا. وأعلنت هيئة المحكمة الاسكتلندية في ختام جلسة صباحية استمرت 20 دقيقة، موافقتها على طلب محاميي الدفاع تأجيل الجلسات اسبوعاً ريثما يتسنّى لهم التدقيق في "معلومات بالغة الحساسية" قدّمها اليهم الإدعاء العام. وقال الدفاع في جلسة أمس أن هذه المعلومات ستقلب المحاكمة رأساً على عقب في حال كانت صحيحة. وكان كبير ممثلي الإدعاء كولين بويد أبلغ المحكمة قبل ثلاثة أسابيع انه تسلّم ملفاً من دولة "ليست الولاياتالمتحدة" يتعلق ب"الدفاع الخاص" الذي قدّمه محامو الدفاع عن المتهمين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة في افتتاح المحاكمة في أيار مايو الماضي. وقال انه أجرى تحقيقات في شأن هذه المعلومات طوال اسبوعين وقرر ان ينقلها الى الدفاع بسبب أهميتها الفائقة، وهو أمر قام به الإثنين. ولم يكشف بويد أي تفاصيل في شأن هذه "المعلومات الحساسة"، لكنه أوضح ان الشرطة الاسكتلندية تعقّبت ستة أشخاص خمسة في أوروبا والسادس في أميركا وأخذت منهم إفادات، ملمحاً الى انه بات في إمكان الدفاع مقابلتهم أيضاً. لكنه أحاط هوية هؤلاء بستار من السرية حرصاً على حياتهم. وعلى رغم ان هوية الدولة التي زوّدت الإدعاء ب"المعلومات الحساسة" لم تُكشف، أوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية أمس ان معلومات تروج على "نطاق واسع" انها سورية. ولسورية علاقات جيدة مع منظمتين فلسطينيتين يقول محامو المقرحي وفحيمة في "الدفاع الخاص" انهما مسؤولتان عن تفجير الطائرة الأميركية فوق اسكتلندا العام 1988. وقدّم الدفاع لمحكمة كامب زايست لائحة بأسماء عشرة أشخاص قال انهم أعضاء في "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بقيادة أحمد جبريل و"جبهة النضال الشعبي" بقيادة سمير غوشة، وقال انه سيسعى الى إثبات انهم هم وليس ليبيا وراء تفجير ال"بان أميركان". وقال رويترز محامي الدفاع ويليام تيلور في المحكمة أمس: "من الواضح ان المعلومات المتضمنة في التقرير الذي تسلّمه من الإدعاء الإثنين سيكون لها، في حال كانت صحيحة، تأثير كبير ملموس على هذه المحاكمة وخاصة على الدفاع الخاص". وطلب تايلور إرجاء الجلسات حتى الثلثاء المقبل، لكنه اعرب عن تشاؤمه قائلاً انه قد لا يمكن استئناف المحاكمة حتى في ذلك الوقت نظراً الى أهمية الادلة الجديدة. وقال: "في الوقت الراهن من الواضح لي ان الأمر سيتطلب تحقيقات تجرى في ثلاث قارات وما لا يقل عن ست دول". وصرح بأن تفاصيل الادلة الجديدة ما تزال محاطة بستار من السرية نظراً الى مخاطر على الشهود. وبعدما درس الدفاع فحوى رسالة ووثائق تسلمها الاثنين من الإدعاء، أوفد محامياً الى احدى القارات في حين توجه محاميان اسكتلنديان الى "دولة اوروبية". ولم تستمر جلسة أمس اكثر من 20 دقيقة. ووافق كبير القضاة اللورد ساذرلاند على ارجاء الجلسة قائلاً ان المحكمة لا تعرف بعد طبيعة الادلة وتحتاج الى مزيد من التفاصيل للموافقة على تمديد الارجاء مرة أخرى.