كامب زايست هولندا - رويترز - حضر المتهمان الليبيان في قضية تفجير طائرة ركاب اميركية فوق لوكربي اسكتلندا اول جلسة استماع قبل بدء محاكمتهما المنتظرة في شباط فبراير المقبل. وجلس المتهمان الليبيان خلف زجاج واقٍ من الرصاص في الصالة الرياضية المغطاة في قاعدة عسكرية اميركية سابقة في هولندا سلمت موقتاً الى بريطانيا. وتحوّلت قاعدة كامب زايست من الناحية القانونية الى سجن اسكتلندي يخضع لحراسة الشرطة الاسكتلندية. وطلب محامو الدفاع عن عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة خلال جلسة الاستماع التي من المتوقع ان تستمر يومين، استبعاد اتهام التآمر بدافع القتل من عريضة الاتهام في القضية، وحاولوا اقناع القاضي اللورد سذرلاند بعدم اختصاص المحكمة في النظر في اتهام التآمر بدافع القتل لأن تلك الاعمال التآمرية المزعومة جرت خارج اسكتلندا. كذلك طلب الدفاع عدم الإشارة الى المتهمين على انهما عضوان في أجهزة الأمن الليبية، وهو أمر نفاه المقرحي وفحيمة. وأُسقطت طائرة الركاب التابعة لشركة بان اميركان فوق بلدة لوكربي في جنوب اسكتلندا في 21 كانون الاول ديسمبر عام 1988. وقتل في الحادث 259 غالبيتهم من الاميركيين، كانوا على متن الطائرة و11 من سكان البلدة. وهذه هي المرة الاولى التي يظهر فيها المتهمان الليبيان علناً منذ وصولهما الى الموقع قبل نحو ثمانية اشهر. وجرت غالبية الاجراءات السابقة للمحاكمة في ادنبرة. ويمثُل المتهمان الليبيان امام المحكمة الاسكتلندية في هولندا بتهم القتل والتآمر بهدف القتل ومخالفة ميثاق الامن الجوي لعام 1982 بتفجير الطائرة. ودفع المحامي بيل تيلور مفتتحاً مرافعة الدفاع "بعدم اختصاص" المحكمة في النظر في تهمة التآمر بدافع القتل. واستمرت مرافعته ساعتين وتضمّنت شرحاً لتفاصيل قانونية بالغة التعقيد. وشدد على ضرورة "توفير محاكمة عادلة" للمتهمين، معتبراً ان المحكمة ليست مؤهلة للنظر في تهمة التآمر للقتل لأن هذه التهمة المزعومة لم يُخطط لها في اسكتلندا. كذلك شدد المحامي على ضرورة إبعاد صفة "عميلين للاستخبارات الليبية" عن موكليه. وقال ان هذه الصفة أطلقها الادعاء لتشويه صورة موكليه، وجعل الاتهامات الموجّهة اليهما أكثر قابلية للتصديق. ويقول خبراء في القانون ان تهمة التآمر بدافع القتل التي يريد الدفاع اسقاطها من صحيفة الاتهام "هي التهمة التي يسهل اثباتها" وان ذلك سيحرم الادعاء من ادلة قيمة ويصعّب من مهمته. وسلمت ليبيا المتهمين في نيسان ابريل بموجب اتفاق مع الاممالمتحدة. إذ بعد ثماني سنوات من الجدل، توصلت الاممالمتحدة الى اتفاق مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي سلم بمقتضاه المواطنين الليبيين لمحاكمتهما بموجب القانون الاسكتلندي في القاعدة الاميركية السابقة في هولندا. ويُتوقع ان تستمر جلسات الاستماع يومين. اما المحاكمة الحقيقية فمن المقرر ان تبدأ في الثاني من شباط فبراير 2000. ويمكن ان تكون جلسة الاستماع الحالية حاسمة بالنسبة الى الدفاع والادعاء على السواء. لكن خبراء القانون لا يتوقعون ان تغير الجلسة من موعد بدء المحاكمة في شباط. ولم تسمح السلطات بدخول كاميرات التلفزيون او اجهزة تسجيل او المصورين الى الجلسة التي دعي الى عقدها استجابة لطلب تقدمت به هيئة الدفاع الشهر الماضي. ويحتجز المتهمان وهما في اواخر الاربعينات، في القاعدة التي تعرف الان باسم "سجن صاحبة الجلالة في زايست". وابدى المتهمان رغبتهما في حضور جلسة أمس. وتعتبر قضية لوكربي اكبر قضية قتل جماعي ينظر فيها القضاء الاسكتلندي. كما انها الاولى التي تنعقد فيها محكمة اسكتلندية في الخارج. ويقول الاستاذ الجامعي اندرو فولتون من جامعة غلاسغو انه يتوقع ايضاً ان تكون قضية لوكربي اطول قضية واكثرها تكلفة في تاريخ القانون الاسكتلندي. كما تعتبر قضية لوكربي غير مسبوقة ايضاً لأن الحكم سيصدر من هيئة قضاة مكونة من ثلاثة قضاة لا من هيئة محلفين. وبسبب عدم اكتمال بناء قاعة المحكمة، انعقدت جلسة أمس في مبنى موقت. وهناك قضية اخرى ثانوية لا بد للقاضي النظر فيها وهي ما اذا كان الادعاء قدم للدفاع معلومات وافية. وكان الدفاع اتهم مكتب الادعاء البريطاني بالتلكؤ في تسليم وثائق متعلقة بالقضية وذلك على رغم تلقيه عدداً من الملفات الشهر الماضي. وعقدت جلسة الاستماع أمس وسط اجراءات امنية مشددة. ونظمت الشرطة الاسكتلندية دوريات منتظمة في الموقع. كما طبقت في الجلسة كامل التقاليد القضائية الاسكتلندية وارتدى محامو الدفاع وممثلو الادعاء باسم التاج البريطاني العباءات السوداء التقليدية والشعر الابيض المستعار بينما ارتدي القاضي اللورد سذرلاند عباءة حريرية يتداخل فيها اللون الاحمر والرمادي. اما المتهمان الليبيان فقد احاط بكل منهما شرطيان ومترجم. ولم تقيد سواعدهما بالاغلال.