سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو تحذر من "التطرف" وطهران تشدد على "تحرير كل الاراضي المحتلة" . غضب في تونس والمغرب ... وعمان وصنعاء تنددان بالمجزرة ودعوات خليجية الى حماية المقدسات المقدسة
تواصلت امس ردود الفعل العربية والدولية على الصدامات الفلسطينية - الاسرائيلية التي دخلت يومها الرابع، واندلعت بعد الزيارة الاستفزازية التي قام بها ارييل شارون الى ساحة الحرم القدسي الخميس الماضي. وتراوحت ردود الفعل بين الاستنكار ودعوة واشنطن الى التدخل ودعوات الى تحرير كل الاراضي الفلسطينية المحتلة ووقف التطبيع. تونس، الرباط، المنامة، عمان، دمشق، صنعاء، موسكو، طهران - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - حذر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف من ان "عناصر متطرفة" تعرض عملية السلام في الشرق الاوسط للخطر، وذلك خلال اتصال هاتفي اجراه اول من امس مع كل من نظيره الاسرائيلي شلومو بن عامي والرئيس ياسر عرفات. وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية الروسية امس ان ايفانوف اتصل هاتفياً ببن عامي للبحث في اوضاع الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل الاشتباكات الفلسطينية - الاسرائيلية. وتابع: "دان الوزير الروسي في شكل قاطع الاعمال الاستفزازية التي قامت بها عناصر متطرفة معزولة أدت الى اشعال الموقف بين السكان وقد يكون لها تأثير سلبي على مرحلة معقدة من المفاوضات". طهران ودان رئيس مجلس الشورى البرلمان الايراني مهدي كروبي امس ما وصفه ب"لامبالاة وصمت وضعف" الدول الاسلامية ازاء الفلسطينيين بعد المواجهات الدموية مع القوات الاسرائيلية. وقال خلال جلسة للبرلمان: "لا نشكو الصهاينة لأن طبيعة الصهيونية هي التعدي وانتهاك حقوق الانسان والظلم، لكننا نتذمر من الحكومات المسلمة التي تشهد على الجرائم في فلسطين وتظهر لامبالاة وصمتاً وضعفاً". واضاف "ان ما يسمى المدافعين عن حقوق الانسان الذين ينتقدون بعض الدول بقوا ايضاً على صمتهم امام هذه الجرائم. انهم يؤيدونها"، في اشارة واضحة الى الولايات المتحدة. وقال محمد صدر نائب وزير الخارجية الايراني امس ان بلاده "تدعو الى تحرير كل الاراضي الفلسطينية التي تحتلها" اسرائيل. واضاف: "ان ايران تعرب عن قلقها وقلق العالم الاسلامي بصفتها رئيسة منظمة المؤتمر الاسلامي حيال المخططات المشبوهة التي تطرح في شأن فلسطين"، في اشارة الى المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة. وذكر ان ايران حاولت "تنسيق مواقف الدول الاسلامية من المسائل الأساسية كالاشراف على المسجد الاقصى وعودة اللاجئين الفلسطينيين". عمان واعلن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس وقوف "الاردن بكامل امكاناته" وراء الشعب الفلسطيني، محملا اسرائيل مسؤولية "الاعمال الاستفزازية" التي جرت خلال الايام الدامية الاربعة الماضية. ونقل التلفزيون ووكالة "بترا" الاردنية للانباء عن الملك قوله لعرفات خلال اتصال هاتفي ان الاردن "يرفض الاعمال الاستفزازية غير المبررة"، محذرا من "مخاطر هذه الاعمال على مسيرة السلام". وشدد على ان "الاردن على استعداد تام لتقديم كافة المساعدات الطبية للجرحى وللمصابين ومعالجتهم في مستشفيات المملكة". تونس وفي تونس، افادت وزارة الخارجية في بيان امس انها "تتابع بغضب شديد المواجهات داخل حرم المسجد الاقصى وتدين بشدة تدنيس الاسرائيليين الاماكن المقدسة". وطلبت من راعيي عملية السلام ومن الاتحاد الاوروبي "التدخل سريعاً لوضع حد للاستفزازات الاسرائيلية"، ودعت كل الاطراف الى استئناف مفاوضات السلام "بجدية وحسن نية وشفافية بهدف التوصل الى تسوية شاملة وعادلة ودائمة". الرباط وندد المغرب في بيان لوزارة الخارجية اول من امس ب"العمل الاستفزازي المتهور" الذي ادى الى اندلاع "الاحداث المؤلمة" في القدس، في اشارة الى زيارة ارييل شارون الحرم القدسي الخميس. واضاف البيان ان "المغرب يستنكر بشدة هذا العمل الاستفزازي الذي لا يخدم السلام". ودعا الاسرائيليين والفلسطينيين الى "ضبط النفس في هذه المرحلة الحاسمة". المنامة واعرب مجلس الوزراء البحريني عن ادانته "الاعتداءات الوحشية" الاسرائيلية على الفلسطينيين. كما دان خلال اجتماعه الاسبوعي الذي عقد امس برئاسة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الاعمال الاستفزازية التي قام بها مسؤولون اسرائيليون ازاء المقدسات الاسلامية في القدس، معتبراً انها "تحد سافر للفلسطينيين ولمشاعر الامة العربية والاسلامية وانتهاك لحرمة الاماكن الاسلامية المقدسة". ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته باتخاذ التدابير اللازمة التي تكفل حماية الاماكن المقدسة في القدس وتحول دون تعرضها لمثل هذه الانتهاكات، مؤكداً ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتمكين الفلسطينيين من استعادة حقوقهم المشروعة. أبوظبي وفي دولة الامارات، دعا وزير الاعلام والثقافة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان راعيي عملية السلام، خصوصاً الولايات المتحدة الى اتخاذ "اجراءات حاسمة تتجاوز مجرد الاستنكار لحماية الاماكن المقدسة في القدس الشريف وحماية الشعب الفلسطيني". واعتبر اول من امس ان "الاستفزازات الاسرائيلية المتعمدة التي بدأت بانتهاك الارهابي شارون حرمة المسجد الاقصى الشريف، تعتبر اعتداء على المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية وليس فقط على الفلسطينيين والمسلمين". ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن وزير الخارجية اليمني عبدالقادر باجمال قوله اول من امس ان بلاده "تدين بشدة المجزرة الوحشية التي قامت بها القوات الاسرائيلية" وحمّل باراك مسؤولية تدهور الاوضاع". واضاف ان اليمن يدعو "كل الدول العربية الى تحمل مسؤولياتها وحشد طاقاتها وتهيئة نفسها لمواجهة مثل هذه الممارسات العدوانية" الاسرائيلية. وطلب باجمال من الولايات المتحدة "التدخل الحازم لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية". رابطة العالم الاسلامي ونددت الأمانة العامة لرابطة العالم الاسلامي بالانتهاكات الاسرائلية للمقدسات الاسلامية في مدينة القدس الشريف وفي فلسطين، وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك، و"ما تخلل ذلك من قتل الأبرياء وترويع الآمنين بممارسات الوحدات الاسرائيلية الخاصة". ودعت الرابطة في بيان تلقته "الحياة" المجتمع الدولي إلى "الوقوف الى جانب شعب فلسطين وأهل القدس ومنع الاسرائيليين من انتهاك حرمة المقدسات الاسلامية". وفي بيروت، حض "حزب الله" الفلسطينيين على مواصلة القتال ضد اسرائيل وشدد على ان الجهاد هو الطريق الوحيد الى الخلاص. كما طالب نعيم قاسم نائب زعيم الجماعة الامم المتحدة بالتحرك لوقف الاشتباكات ودعا لقطع علاقاتها مع اسرائيل.