أعربت روسيا عن أملها بأن تؤدي اتفاقات شرم الشيخ الى حقن الدماء والتمهيد لاستئناف الحوار الفلسطيني - الاسرائيلي، لكنها لم تخف انزعاجها لتجاهل دورها كراع لعملية السلام. وأكد عدد من كبار الخبراء ان قمة شرم الشيخ كانت بداية لعملية إزاحة روسيا نهائياً من الشرق الأوسط. وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أشار الى أن اتفاقات القمة التي غابت عنها روسيا "تبعث على الأمل بأن يتسنى وقف إراقة الدماء وإعادة الاستقرار" الى المنطقة. وشددت الوزارة على أن روسيا مصممة على التمسك ب"تفويض مدريد" الذي أفرز صيغة الرعاية الثنائية، وأعلنت ان موسكو بهذه الصفة ستواصل الجهود لإحياء المفاوضات العربية - الاسرائيلية على المحاور الثلاثة الفلسطيني والسوري واللبناني. ونفى ديبلوماسي روسي تحدثت اليه "الحياة" ان تكون موسكو راغبة في فشل اتفاق شرم الشيخ أو انها شامتة لاخفاق القمة التي لم تدع اليها. لكنه قال ان "اتفاقاً بلا آلية لتنفيذه مثل جسد بلا قلب". واثير موضوع استبعاد روسيا عن القمة في محادثات أجراها نائب وزيرة الخارجية الأميركية توماس بيكرينغ في موسكو مع نظيره الروسي فياتشيسلاف تروبنيكوف. وأعلن بيكرينغ ان "دعوة صريحة" وجهت الى وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، لكنه لم يلبها. يذكر ان موسكو كانت طالبت بأن يكون تمثيلها موازياً للاطراف الأخرى وأعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن استعداده للسفر الى شرم الشيخ إلا أن الدعوة لم تصله. وأشار فيكتور كريمنيون نائب مدير معهد دراسة الولاياتالمتحدة وكندا وهو أحد كبار الخبراء الاستراتيجيين في روسيا الى أن روسيا "أصبحت مهمشة ومعزولة" بعد ابعادها عن عملية التسوية. وأضاف ان "عملية ازاحة روسيا من أوروبا شارفت الاكتمال وبدأ الآن وضع سدود لمنعها من التعامل مع الشرق الأوسط". وطلب كريمنيون من القيادة الروسية إعادة النظر في استراتيجيتها القائمة على امكان اتباع سياسة خارجية مستقلة، مؤكداً أن ذلك "لم يعد ممكناً". واعتبر خبير معروف آخر هو اليكسي ارباتوف نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان ان روسيا لم تعد تملك آليات عسكرية واقتصادية للتأثير في الشرق الأوسط. لكنه قال انها خلافاً للاتحاد السوفياتي تملك مواقع ديبلوماسية أفضل من السابق لأن علاقاتها جيدة مع طرفي النزاع.