دهمت أجهزة الأمن الروسية مكاتب "جمعية الإصلاح" الخيرية الكويتية ومنازل موظفيها، واتهمتها بالمشاركة مع تنظيمات أخرى تابعة ل"الاخوان المسلمين" بالتخطيط ل"توسع عسكري" ضد روسيا وسائر دول الكومنولث. وذكر بلاغ صادر عن هيئة وزارة الأمن الفيديرالية ان "جمعية الإصلاح" تعمل تحت الاشراف المباشر ل"لجنة الاغاثة" الكويتية، وان أردنياً اسمه علي صلاح علي زعيتر يتولى تنسيق نشاطات جميع الفروع المنتشرة في روسيا وسائر دول الكومنولث. ولم يوضح البيان طبيعة الاتهامات الموجهة إلى الجمعية، إلا أن وزارة الأمن قالت إن التفتيش أسفر عن ضبط "مواد دعائية" تضمنت دعوة إلى "هدم الأنظمة الحاكمة" ونشر الدعوة الإسلامية. واستفاضت وزارة الأمن في الحديث عن "معلومات" لم تكشفها، قالت إنها تبرهن وجود نشاط واسع في روسيا والكومنولث تقوم به "منظمات انشأها الجناح المتطرف من الإخوان المسلمين". وأضافت ان مبعوثي هذه المنظمات انشأوا "هياكل" شبكة فروع في 49 منطقة في روسيا، وان قادتهم ينسقون مع "منظمات ارهابية" منها "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد الإسلامي" واسامة بن لادن، وانهم يستغلون الأعمال الخيرية ك"ستار للتبشير بنزعة إسلامية عدوانية". واتهمت هذه التنظيمات بإثارة النزعات الانفصالية في المناطق الإسلامية والسعي إلى انشاء "هياكل" حكومية لتكون جزءاً من "خلافة إسلامية كبرى"، ولهذا الغرض قدمت دعماً عسكرياً ومالياً وايديولوجياً لمن وصفوا ب"الانفصاليين". ولاحظ المراقبون أن البيانات الرسمية لم تتضمن الاتهامات التقليدية في شأن "مساعدة الشيشانيين"، كما لفت الانتباه أن المسؤولين الروس تحدثوا أكثر من مرة عن "ترابط" بين التنظيمات الإسلامية "من الفيليبين إلى كوسوفو". بل ان سكرتير مجلس الأمن القومي سيرغي ايفانوف أشار إلى "ترابط" أحداث الشرق الأوسط بتصاعد نشاط "طالبان" والحركات الإسلامية في آسيا الوسطى وعمليات الشيشانيين في القوقاز. ولاحظ المراقبون أن البيانات الرسمية لم تتضمن الاتهامات التقليدية في شأن "مساعدة الشيشانيين"، كما لفت الانتباه أن المسؤولين الروس تحدثوا أكثر من مرة عن "ترابط" بين التنظيمات الإسلامية "من الفيليبين إلى كوسوفو". بل ان سكرتير مجلس الأمن القومي سيرغي ايفانوف أشار إلى "ترابط" أحداث الشرق الأوسط بتصاعد نشاط "طالبان" والحركات الإسلامية في آسيا الوسطى وعمليات الشيشانيين في القوقاز. ويذكر ان ساسة إسرائيليين معروفين مثل وزير الداخلية السابق ناتان شارانسكي حاولوا في هجوم إعلامي واسع عبر التلفزيونات الروسية الايحاء بأن إسرائيل "حليف" لروسيا في "محاربة التطرف الإسلامي". نفي من "جمعية الإصلاح" لكن مسؤولاً في جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت قال ل"الحياة" أمس إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع مقر الجمعية في موسكو وتأكد له أن الأمور "تجري بشكل طبيعي، ولم يتعرض عمل المقر للتوقيف من جانب سلطات الأمن". وأكد عبداللطيف الهاجري مدير لجنة الدعوة في الجمعية، رداً على استفسار حول بيان أمني روسي عن دهم المقر ومصادرة منشورات محظورة، ان مقر الجمعية "مرخص له من الجهات الرسمية الروسية ونعمل بمعرفة وزارة الخارجية الكويتية"، وأوضح أنه "حصل قبل ثمانية شهور تقريباً أن قامت قوات الأمن بالتفتيش داخل المقر وأخذت جهاز كومبيوتر ومجموعة من الأوراق والمستندات ثم أعادتها ولم يتخذ أي اجراء ضدنا ولا يوجد مستمسك على الجمعية بأنها تخالف القانون أو تهدد الأمن". وأضاف: "يأتي رجال الأمن الروس من حين لآخر إلى المقر ويطلبون أوراقاً ومستندات، ولكن ليس لديهم أي مستمسكات علينا ونحن نعمل في وضح النهار وليس لدينا ما نخفيه"، وأوضح ان السيد علي زعيتر الذي ورد اسمه في البيان الأمني ترك العمل في مكاتب الجمعية في موسكو قبل 7 شهور وهو يعمل في موقع آخر في آسيا الوسطى.