} ركز البرنامج الانتخابي لجماعة "الإخوان المسلمين" على قضايا الإصلاح السياسي والاقتصادي، وموقف الجماعة من الأقباط والعلاقات الخارجية لمصر، ودعا إلى الجهاد ضد إسرائيل وفرض حصار عليها، مؤكداً التزام النظام الجمهوري وتداول السلطة في نظام حكم إسلامي. طرحت جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر أمس برنامجها الانتخابي الذي يخوض على أساسه مرشحوها الانتخابات البرلمانية التي تبدأ بعد غد الاربعاء اولى مراحلها الثلاث. وحمل البرنامج توقيع نائب المرشد العام المستشار مأمون الهضيبي الذي سيخوض معركة عنيفة على مقعد الفئات في دائرة الدقي، منافساً وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة الدكتورة آمال عثمان. وأكد البرنامج أن مهمة "الإخوان" هي "العمل على إقامة شرع الله لأنه المخرج الحقيقي الفاعل لكل ما تعانيه البلاد من مشكلات داخلية وخارجية". وقال إن "الإخوان" يعملون على "تأكيد احترام ثوابت الأمة المتمثلة في الإيمان بالله وكتبه ورسله وشرعه وتربية النشء على مبادئ الإيمان وإطلاق حرية الدعوة لشرح مبادئ الإسلام، وحث الناس على التزام العبادات والتمسك بالأخلاق الفاضلة وتنقية أجهزة الإعلام من كل ما يتعارض مع أحكام الدين". وشدد البرنامج على التزام الجماعة "نظام الدولة الجمهوري، ولكن في نطاق مبادئ الإسلام"، ودعا الأحزاب والقوى السياسية إلى تأييد ميثاق وطني تتمثل بنوده في "الإقرار التام بأن الشعب مصدر كل السلطات واحترام مبدأ تداول السلطة وتأكيد حرية الاعتقاد الخاص وحرية إقامة الشعائر الدينية لكل الأديان السماوية المعترف بها وحرية تشكيل الأحزاب السياسية، من دون أن يكون لأي جهة إدارية حق التدخل بالمنع أو الحد من هذا الحق وإقرار حق التظاهر السلمي وحرية الاجتماعات الجماهيرية العامة والدعوة إليها وتحديد سلطات رئيس الجمهورية بما يجعله رمزاً لجميع المصريين فلا يترأس أي حزب سياسي، وتحديد مدة رئاسته بما لا يتجاوز فترتين متتاليتين واطلاق المعتقلين السياسيين وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وتلك التي تسببت في شل حركة النقابات، وكفالة استقلال القضاء وتحقيق إصلاح انتخابي يكف يد السلطة والأمن عن التدخل في أي خطوة من خطوات العملية الانتخابية". وفي مجال الإصلاح الاقتصادي اوضح البيان أن "الإخوان" يؤمنون بالنظام الاقتصادي "المنبثق عن الإسلام كدين ونظام حياة يقوم على حرية النشاط الاقتصادي واحترام الملكية المتعددة وتشجيع القطاع الخاص وتحقيق برنامج مدروس للتخصيص يتسم بتقويم عادل للمشاريع العامة موضع التخصيص مع الحفاظ على حقوق العمال والتعاون مع بقية دول العالم وتحرير التجارة"، مشدداً على رفض "الإخوان الهيمنة والتبعية التي تهدف إليها حركة العولمة المعاصرة". وخصص البرنامج قسماً خاصاً يتعلق ب"إصلاح الأزهر الشريف" ودعا إلى اختيار شيخ الأزهر ب"الانتخاب من هيئة كبار العلماء واطلاق حرية الدعاة والأئمة والوعاظ في شرح مبادئ الإسلام وشريعته وقيمه وأخلاقه وتنظيمه لشؤون الحياة من دون تدخل من السلطة الإدارية إلا بما يقتضيه العلم والخلق الإسلامي". ودعا البرنامج إلى معالجة ظاهرة الفقر في المجتمع المصري. وبعدما لاحظ أن أكثر من نصف سكان مصر يعانون منها، اعتبر "أن تحقيق الإصلاح الاجتماعي يكون عن طريق تحقيق الربانية والتدين في المجتمع ودعم مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية ومحاربة جرائم الفساد وإحياء نظام الحسبة وإقامة العدل". وتناول البرنامج موقف "الإخوان" من الأقباط وأكد أنهم "جزء من نسيج المجتمع المصري وشركاء في الوطن والمصير ولهم ما لنا وعليهم ما علينا". وشدد على أن "حرية الاعتقاد والعبادة يجب أن تكون محترمة من الجميع". وعن السياسة الخارجية أكد البرنامج ضرورة دعم الجامعة العربية وتفعيلها وتنمية العلاقات المصرية - الافريقية وتحقيق الوحدة الاسلامية. وخصص البرنامج قسماً خاصاً ب"مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب" وأكد "أن السبيل الوحيد لردع واقتلاع جذور العدوان يتمثل في الجهاد بالنفس والمال لاسترجاع الأرض والديار والحفاظ على العرض"، مشدداً على ضرورة "وقف المفاوضات الرامية للاستسلام ورفض التطبيع وقطع العلاقات وإرجاع الحصار الاقتصادي".