علمت "الحياة" أن أجهزة التحقيق الاميركية تلقت معلومات من السلطات الباكستانية عن نشاط الاصولي المصري البارز مدحت مرسي المعروف في أوساط الاصوليين باسم "أبو خباب" والذي تُحقق واشنطن في معلومات عن تورطه في تدريب عناصر أصولية توجهت الى اليمن لتنفيذ عملية تفجير المدمرة "كول" في ميناء عدن ما أسفر عن مقتل 17 من المارينز. وأفادت مصادر مطلعة أن الاسم الكامل ل "أبو خباب" هو مدحت مرسي عمر وانه ولد في حي العصافرة في مدينة الاسكندرية الساحلية في 29 تشرين الأول اكتوبر 1952، وحصل على بكالوريوس العلوم من كلية العلوم في جامعة الاسكندرية العام 1975، وغادر مصر العام 1987 الى احدى الدول العربية ومنها الى أفغانستان حيث عمل في "هيئة الاغاثة العالمية" وتزوج من باكستانية تدعى فاطمة عبدالمقصود، وكانت له صلات قوية بالزعيم الأفغاني عبد رب الرسول سياف، وشارك في القتال الى جانب المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال السوفياتي. وأضافت أن "أبو خباب" ارتبط لفترة مع اصوليين باكستانيين في مدينة لاهور وظل يتنقل ما بين تلك المدينة ومنطقة بابي في بيشاور حيث كانت مقر اقامته الدائم. كذلك أقام علاقات مع زعماء حركة "لشكر طيبة" الباكستانية في كشمير. وأشارت إلى أن السلطات الباكستانية حاولت القبض عليه أثناء وجوده في لاهور عقب تفجير السفارة المصرية في باكستان في تشرين الثاني نوفمبر 1995 إلا أنه تمكن من الفرار ولجأ إلى الأراضي الأفغانية. وبعد نحو سنتين، طلق زوجته وتفرغ للعمل في تنظيم "القاعدة" مع اسامة بن لادن حيث تردد انه تولى تدريب عرب على العمليات الانتحارية والتفجير عن بعد. وفي المقابل، أقر مسؤول جماعة "انصار الشريعة" في لندن أبو حمزة المصري بوجود عناصر تابعة لابن لادن في اليمن، لكنه استبعد أن يكون أي منهم وراء تفجير المدمرة الأميركية. وأكد مسؤولية تنظيم "جيش عدن" عن العملية. وقال المصري ل "الحياة" في القاهرة إن ابن لادن "له مصالح في اليمن يخشى أن يفقدها اذا أقدم اتباعه على إغضاب السلطات هناك"، مشيراً إلى أنه فشل في حل تناقضات وخلافات نشأت بين "جيش عدن" وابن لادن بسبب اعتراض الأخير على تنفيذ عمليات داخل اليمن. ونفى الأصولي ان يكون تنظيم "جيش عدن" دخل مرحلة ضعف عقب إعدام زعيمه ابو الحسن المحضار العام 1999. وأضاف: "كان المحضار يمسك بخيوط التنظيم كلها في يده، وبعد مقتله تأثر قادة التنظيم لفترة ثم عادوا وامتلكوا زمام الأمور ونفذوا عملية المدمرة ليحرجوا الرئيس اليمني الذي كان طالب بحرب مع اسرائيل في الوقت الذي يعادي فيه الاسلاميين ويقتلهم".