أكدت مصادر مطلعة في صنعاء أن وزير الداخلية اليمني اللواء حسين محمد عرب التقى أمس مع فريق التحقيق الأميركي - البريطاني الذي يضم ثمانية من مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي وأربعة من الشرطة البريطانية سكوتلنديارد يحققون في ظروف مقتل أربعة سياح غربيين في عملية انقاذ 16 سائحاً خطفوا يوم الاثنين الماضي على يد جماعة اسلامية متشددة تطلق على نفسها "جيش عدن - أبين الاسلامي"، فيما التقى نائب وزير الخارجية اليمني أمس للمرة الثانية مع سفير استراليا في المملكة العربية السعودية الذي يمثل بلاده في التحري عن ملابسات الحادث. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية في صنعاء ل "الحياة"، أمس، ان وثائق التحقيق الذي أجرته أجهزة الأمن اليمنية وتسلم الفريق الأميركي والبريطاني نسخاً منها، كذلك تحريات الفريق نفسه عن ملابسات الحادث وأهداف الجماعة المتشددة التي قامت بالاختطاف ومطالبها، بالاضافة الى تصرفاتها مع الرهائن والشروط التي طرحتها على السلطات اليمنية، تصب كلها في اتجاه "حتمية قيام قوات الأمن باقتحام موقع الخاطفين". راجع ص 4 وأضافت هذه المصادر ان الشهادات التي أدلى بها الناجون من السياح للسلطات اليمنية قبل مغادرتهم اليمن ترجح الى حد كبير الرواية الرسمية عن عملية الاقتحام. وأشارت المصادر نفسها الى أن الهدف الأساسي الآن، من وجود فريقي التحقيق الأميركي والبريطاني في اليمن، هو التأكد مما إذا كانت للجماعة التي خطفت السياح علاقة مع شبكة الارهاب الدولية أو مع رجل الأعمال العربي اسامة بن لادن، خصوصاً أن عمليات تخريب وتفجير سابقة قامت بها هذه الجماعة في اليمن خلال العامين الماضيين شبيهة بالأسلوب الذي تنفذ به جماعة الجهاد الاسلامي المتشددة التي يدعمها ابن لادن عملياتها في مناطق أخرى من العالم ضد أهداف ومصالح أميركية وغربية. وفي هذا السياق لم تستبعد مصادر في الشرطة اليمنية ان تكون لهذه الجماعة علاقة مع ابن لادن. ورجحت ان تكون هذه العلاقة في شكل اتصالات سرية وتنسيق، لأن ابن لادن ممنوع من دخول اليمن أو ممارسة أي نشاط على الأراضي اليمنية. وأفاد تقرير نشرته صحيفة "صاندي تلغراف" البريطانية ان ال "ف. بي. آي" يملك أدلة على أن منفذي عملية خطف السياح ال 16 تدربوا في معسكرات تابعة لأسامة بن لادن، واحتجزوا هؤلاء "كانتقام مباشر" لقصف العراق. ونسبت صحيفة "ذي اوبزرفر" الى سكرتير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية توني لويد ان اليمن لن يتمكن من الانضمام الى دول "الكومنولث"، وان طلبه سيرفض، لافتاً الى وجود "مسائل تجب تسويتها"، وعدم انطباق معايير معينة على هذا الطلب. لكن مصادر اسلامية في الخارج ابلغت "الحياة" في القاهرة عبر اتصالات هاتفية ان لا علاقة بين اسامة بن لادن وعملية احتجاز السياح ال 16. وكشفت ان الاصوليين الثلاثة الذين قتلوا خلال عملية اقتحام موقع احتجاز الرهائن هم علي الخضر الحاج واحمد عبدالله برشا، وهما من منطقة شبوه، بالاضافة الى ثالث يحمل اسماً حركياً هو اسامة المصري، ويقيم في اليمن منذ سنوات، وهو عضو ناشط في "جيش عدن الاسلامي". وكشفت ان الشقيقين احمد وعبدالله محمد عاطف اعتقلا اثر عملية الاقتحام، ومعهما زعيم التنظيم ابو الحسن المحضار وعلمت "الحياة" في صنعاء من مصادر امنية مطلعة ان عشرة متهمين ينتمون الى "جيش عدن - أبين الاسلامي" نقلوا الى صنعاء اول من أمس، بينهم ثلاثة من العناصر التي قامت بخطف السياح الغربيين، وأحدهم هو زعيم "جيش عدن" زين العابدين المحضار، اما السبعة الآخرون فكانت أجهزة الأمن ألقت القبض عليهم في 23 كانون الأول ديسمبر الماضي في مدينة عدن وبحوزتهم متفجرات وأسلحة متنوعة وقاذفات صاروخية وقنابل على متن سيارة مكشوفة تعرضت لحادث اصطدام فيما كانت سيارات الشرطة تطاردها. واكتشفت أجهزة الأمن في ما بعد ان هذه العناصر على علاقة كاملة مع جماعة "جيش عدن" التي اختطفت السياح.