أكد ممثل الادعاء في محاكمة المتهمين بخطف السياح الغربيين في أبين ان هدف "ابو الحسن المحضار" واتباعه من عملية الخطف كان المقايضة مع السلطات لاطلاق سراح "المتهمين البريطانيين" الذين كانت السلطات الامنية في عدن القت القبض عليهم ثلاثة بريطانيين وجزائري في عدن في 23 كانون الاول ديسمبر الماضي اي قبل ايام من عملية الخطف. واعترف "المحضار" بما نسبته النيابة اليه وبعلاقته مع مجموعة البريطانيين الذين يحاكمون في عدن. وقال: "كانت خطتنا تقضي بالذهاب بعد عملية الاختطاف الى عدن للعمل على تصفية الاميركيين الموجودين في فندق رويال بالمنصورة وتفجير الكنيسة المتبقية من آثار الاستعمار البريطاني". وبرر "المحضار" هذا التوجه بأنه "بناء على تعاليم الدين الاسلامي". وقال: "لا يجتمع الدين الاسلامي مع الدين المسيحي في جزيرة العرب، ولا يمكن ان نسكت وهناك ناقوس الكنائس يدق في ارض اسلامية". واضاف: "لقد فشلت خطتنا عندما هاجمتنا القوات العسكرية" وانتهت العملية بقتل ثلاثة سياح بريطانيين وسائح استرالي. وأكد "المحضار" انه "لم يأمر اتباعه بتفجير فندق عدن ليلة رأس السنة". وكان اعترف سابقاً بأنه أمر بقتل السياح الرهائن في حال مهاجمة قوات الامن. وكانت محكمة مودية الابتدائية محافظة أبين واصلت امس محاكمة "المحضار" زعيم "جيش عدن أبين الاسلامي" وأربعة آخرين من اتباعه بتهمة خطف السياح الغربيين وقتل 4 منهم، وتشكيل جماعات مسلحة محظورة ومقاومة السلطات الامنية وحيازة اسلحة ومتفجرات واجهزة اتصالات حديثة ومحظورة. وتقدم المدعي العام امس بمجموعة من الادلة والثوابت التي تبرهن على صلة "المحضار" بكل من "ابو حمزة المصري" زعيم "جماعة انصار الشريعة" في لندن، وبالمجموعة البريطانية التي تجرى محاكمتها حالياً في عدن بتهمة الارهاب. كما ابرز المدعي العام مجموعة من الحوارات المكتوبة بين "ابي الحسن" وعدد من اتباعه وعدداً من الخرائط التي تبين اهدافاً عسكرية وأمنية محددة ضمن مخطط العمليات التي كان "المحضار" وأتباعه ينوون تنفيذها. واعترف "ابو الحسن المحضار" للمحكمة بصلاته الوثيقة مع "ابو حمزة" وقال ان العلاقة اقتصرت على قيام "ابو حمزة" بتوزيع بيانات كان يصدرها "المحضار" باسم "جيش عدن الاسلامي"، وكان يسلمها الى علي الخضر قتل اثناء اقتحام قوات الامن موقع احتجاز السياح الذي يوصلها الى "ابو حمزة" ليوزعها على وكالات الانباء ووسائل الاعلام الخارجية في لندن. ونفى "ابو الحسن" ان يكون تلقى اي رسائل من "ابو حمزة" غير ان ممثل المدعي العام قدم مجموعة من الرسائل الموجهة من "ابو حمزة" الى "المحضار". كذلك اعترف "المحضار" بأنه كان على صلة تنظيمية بأسامة بن لادن عندما كانا معاً في افغانستان، موضحاً ان هذه العلاقة انتهت بمجرد عودته الى اليمن اوائل التسعينات. وقال "المحضار" في اعترافاته ان علاقته بقلب الدين حكمتيار الزعيم الافغاني المعروف، علاقة عسكرية "اذ كنت انتمي اليه عسكرياً". وكان المتهم عبدالله صالح الجنيدي يمني اوضح للمحكمة امس ان اجمالي المبالغ التي كانت بحوزة "ابو الحسن" واتباعه اثناء اختطاف السياح الغربيين في حدود مليون ريال يمني تولى احد الخاطفين علي الخضر جمعها. وانتقد "ابو الحسن" خلال محاكمته امس وسائل الاعلام اليمنية الرسمية وتغطيتها للمحاكمة، قائلاً ان "على الاعلام الرسمي ان يأخذ الكلام من قاعة المحكمة ولا يعتمد على ما يقال له في النيابة". وحض محامي الدفاع على الاهتمام ببقية المتهمين ولا سيما المتهم الجزائري ابو هريرة. وطلب محامي الدفاع من المحكمة استدعاء محافظ أبين احمد علي محسن ومدير الأمن السياسي الاستخبارات العميد علي منصور هادي للادلاء بشهادتهما في القضية. وكانت المحكمة وجهت طلباً لهما بالحضور الاسبوع الماضي، بناء على طلب محامي الدفاع، غير انهما لم يحضرا لأن الطلب لم يكن محدداً بتاريخ معين. وقرر القاضي نجيب القادري رئيس المحكمة رفع الجلسة واستئنافها الأحد المقبل.