} تلقى نجل الرئيس اليوغوسلافي المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش صفعة كبيرة بعدما رفضت السلطات الصينية السماح له بدخول اراضيها ترافقه زوجته وابنه. واعيد الثلاثة الى موسكو التي قدموا منها على متن رحلة للخطوط الجوية الروسية. كما سبب الحادث احراجاً للسلطات الروسية التي لم تكن تتوقع ان يفتضح امر تسهيلها مرور ماركو ميلوشيفيتش عبر اراضيها، ونفت تقارير سابقة عن وصوله الى موسكو السبت الماضي. ولم يتضح هل سيبقى ماركو في روسيا، علماً انه متهم باختلاس اموال عامة في بلاده؟ اضطر ماركو ميلوشيفيتش نجل الرئيس اليوغوسلافي المخلوع للعودة الى موسكو، بعدما رفضت السلطات الصينية امس، السماح له بالدخول الى اراضيها قادماً من العاصمة الروسية على متن رحلة للخطوط الجوية الروسية "أيروفلوت". وكشف الحادث في مطار بكين امراً كانت السلطات الروسية تسعى الى التكتم عليه وهو ان ماركو 32 عاماً وصل الى موسكو مع عائلته، قادماً من بلغراد على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية اليوغوسلافية السبت الماضي. ورفضت السفارة اليوغوسلافية في موسكو التعليق على الحادث الذي اذاعته وكالات الانباء نقلاً عن مسؤولين في "ايروفلوت". وأكد مسؤول في السفارة أن عم ماركو، بوريسلاف ميلوشيفيتش الذي لا يزال يحتفظ بمنصبه سفيراً ليوغوسلافيا لدى روسيا، "غير موجود في مبنى السفارة". وأكدت مصادر تحدثت اليها "الحياة" ان بوريسلاف ميلوشيفيتش وهو الشقيق الأكبر للرئيس المخلوع، ساعد ابن اخيه في ترتيب رحلته من بلغراد الى موسكو ومنها الى بكين. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مركز الحجز في شركة "ايروفلوت" ان مقعداً حجز على الرحلة "SU571a" المتوجهة من موسكو الى بكين ل"الديبلوماسي م. ميلوشيفيتش". وأكدت الشركة ان الرحلة المذكورة غادرت في موعدها المحدد في الساعة الحادية عشرة والنصف ليل السبت. إلا أنها لم تؤكد هل ان ميلوشيفيتش الابن وزوجته وطفلهما كانوا على متنها. ويعتقد ان ماركو يستخدم جواز سفر ديبلوماسي باسم آخر هو: "م. يوفانوفيتش". ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في مكتب "ايروفلوت" في بكين ان السلطات الصينية لم تسمح لماركو بالدخول لأنه لم يكن يحمل تأشيرة مناسبة، وأعيد على الطائرة نفسها الى العاصمة الروسية. وقال ل"الحياة" مصدر مطلع ان ميلوشيفيتش الابن الذي افيد انه حوّل أرصدة الى الصين، لم يكن ينوي الاقامة في بكين، بل كان يريد التوجه الى هونغ كونغ لاستثمار أمواله في ملاه ليلية ومشاريع سياحية. وترددت اشاعات في اوساط المناهضين لعائلة ميلوشيفيتش في بلغراد، أن ماركو هرّب أموالاً كبيرة الى الخارج، ووصل قسم منها الى هونغ كونغ ومن بينها ارصدة يوغوسلافية. وافادت الاشاعات أن ماركو يسعى الى اقامة مشاريع استثمارية في هونغ كونغ، من خلال ما نقله من أموال ضخمة الى هناك، وذلك لغرض الإقامة في المقاطعة مع زوجته ميليتسا وطفلهما ماركو. ورجحت المصادر نفسها أن ميلوشيفيتش الاب وزوجته ميرا ماركوفيتش كانا يرغبان في الالتحاق بابنهما الوحيد على ان توافيهما ابنتهما ماريا 36 عاماً التي تملك محطة اذاعة خاصة في صربيا تسمى "كوشافا". ويذكر ان بكين كانت تعتبر حليفة لنظام ميلوشيفيتش، خصوصاً لدى تعرض صربيا لغارات اطلسية لم توفر السفارة الصينية في بلغراد. ولكن الرئيس الصيني جيانغ زيمين انضم الى التأييد العالمي للتغيير في يوغوسلافيا وابرق مهنئاً فويسلاف كوشتونيتسا بتوليه الرئاسة. ومعلوم ان ماركو يملك شبكة تجارية ومشاريع عدة في مدينة بوجاريفاتس 100 كلم شرق بلغراد، مسقط رأس ميلوشيفيتش وزوجته، من بينها مدينة الملاهي "مادونا" وفيها اكبر ديسكوتيك في البلقان وحديقة الأطفال "بامبي لاند" ومخبر ومعمل للحلويات، اضافة الى مخزن فخم للعطور اسمه "سكاندال" في بلغراد. وكان الزعيم الصربي ملاجان دينكيتش، ابلغ الصحافيين، عن أحباط خطة لميلوشيفيتش الابن لتهريب كميات ذهب كبيرة من خزينة الدولة في الطائرة التي أقلته من مطار بلغراد مساء الجمعة الماضي. ومن جهة أخرى، صرحت مديرة الصندوق المالي لهيئات الاغاثة اليوغوسلافية ناتاشا كانديتش، بانها رفعت دعوى جنائية ضد سلوبودان ميلوشيفيتش وزوجته وابنهما ماركو "بتهمة استحواذهم بوسائل مختلفة على قسم من أموال الاغاثة، ما اضر بمساعدات الصندوق للمواطنين". ودعت من لديهم معلومات عن هذه القضايا الى تقديمها لهيئة الصندوق في بلغراد، مع الاشارة الى الاضرار التي لحقت بهم "جراء التصرفات غير الشرعية لهؤلاء الأشخاص" ميلوشيفيتش وعائلته.