جدد الرئيس صدام حسين رفض العراق اجراء مفاوضات مع اسرائيل، وانتقد سورية من دون ان يسميها معتبراً انها ارتضت "الدخول في السياسات الدارجة المعيبة". وقال ان الطرف الذي انتظم في المفاوضات أخيراً "هبطت همته ولم يقو على المواصلة". واشار ضمناً الى العلاقات بين دمشق وبغداد قبل استئناف مفاوضات السلام على المسار السوري، قائلاً ان هذه الروابط كانت مع من "ارتضى الدخول في السياسات الدارجة المعيبة"، وان الهدف كان "شحذ همة" هذا الطرف و"تقليل وحشة الطريق عنه". وزاد: "صلتنا بما يجري في المنطقة والعالم ما هي إلا اتقاء شر". واختار الرئيس العراقي لغة متشددة في خطاب ألقاه امس لمناسبة الذكرى 79 لتأسيس الجيش العراقي، وقال: "لن ننتظر رفع الحصار على رغم اننا نشهد تآكله". وقال مهاجماً "بعض العرب" في مواقع المسؤولية: "لم نكن جزءاً من عالم الحركات البهلوانية على الحبال المشدودة". واعتبر صدام الذي كان يرتدي بدلة أثناء إلقائه الخطاب ان "مرحلة تآكل الحصار" المفروض على العراق "بدأت فعلاً وينبغي ألا ننتظر من قوى الرذيلة والشر ان تفي وعداً" في اشارة الى اميركا وبريطانيا، وكرر ان "الحصار لن يرفع بقرار من مجلس الأمن". وأعلن الرئيس العراقي الذي كان التقى على مدى الأشهر الثلاثة الماضية كبار الضباط وناقش خطة لإعادة تنظيم القوات المسلحة، وأجرى تغييرات في قياداتها، وأمر بإعادة هيكلة الحرس الجمهوري وتزويد نظم الدفاع الجوي معدات جديدة، انه سيواصل سياسته أعجبت أم لم تعجب المحيطين الاقليمي والدولي. وتابع صدام ان الإشارات الواردة عن رفع الحظر في القرار الأخير لمجلس الأمن "تعبير عن الفشل وعن كل محاولات السوء وليس تعبيراً عن التزام" في اشارة الى ما يعتبره فشلاً في المشروع الاميركي لإسقاط نظامه. الى ذلك، رأت مصادر عراقية مطلعة في عمان في خطاب صدام تصعيداً يهدف "الى تحقيق أهداف اعلامية ومعنوية"، مشيرة الى ان استعدادات القيادة العراقية ضمن خطة حملت عنوان "الفصل الأخير من المؤامرة" بنيت على أساس مواجهة عسكرية شبه اكيدة مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وزادت ان القيادة العراقية تتعامل مع الوقائع والتحركات في المنطقة على أساس ان "الولاياتالمتحدة تهدف الى نزع الألغام من طريق مواجهتها مع صدام". ولفتت المصادر ذاتها الى ان الخطة العراقية التي اعتمدت بعد لقاءات وتوصيات وضعتها لجان مشتركة من الأمن الخاص والحرس الجمهوري وفيالق الجيش، تهدف الى تحقيق أقل قدر من الخسائر في مناطق انتشار هذه القوات في حال تعرضت لضربات جوية وصاروخية في أية مواجهة. وركزت الخطة التي أشرف على اعدادها قصي النجل الثاني للرئيس العراقي، على مراقبة "التحركات والاتصالات" التي قد يقوم بها قادة الجيش اثناء "المواجهة" مذكرة بما حصل أثناء عملية "ثعلب الصحراء" نهاية 1998، حين اعدمت القيادة العراقية عدداً من قادة الفيلق الثالث والفريق الركن كامل ساجت المستشار العسكري لصدام بعد اتهامه بإجراء "اتصالات مع أطراف معادية".