تستعد السلطات العراقية لاحياء الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الجيش العراقي، التي تصادف اليوم. وينتظر أن يلقي الرئيس صدام حسين خطاباً في المناسبة، توقعت مصادر عراقية مطلعة ان يضمنه إشارات إلى خطة استعدت بموجبها القوات المسلحة لاحتمالات المواجهة مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وأجرت مجموعات من الأمن الخاص الذي يشرف عليه قصي، النجل الثاني للرئيس العراقي، مراجعة لقوائم "الاحتياط القريب" التي تضم مئات من الضباط المتقاعدين، استعداداًَ لاحتمالات استداعائهم في "حال الضرورة". وكان صدام أمر بتوزيع ضباط الجيش والحرس الجمهوري المحالين على التقاعد إلى صنفين: "الاحتياط القريب" و"الاحتياط البعيد"، إضافة إلى استحداث "دائرة يوم النخوة" التي تضم ضباطاً ومسؤولين حزبيين وأمنيين لتدريب العراقيين على السلاح. كما أجرى تغييرات طاولت القيادات في الحرس الجمهوري، إضافة إلى رئاسة أركان الجيش، فأبعد الفريق الركن عبدالواحد شنان آل رباط ليعين الفريق الركن إبراهيم عبدالستار القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري. وتؤكد مصادر عراقية موثوق بها ان ضباطاً من منطقة الرمادي ابعدوا إلى "وحدات غير فعالة" بعد مراجعة مواقفهم اثر اعدام مجموعة من عناصر الأمن الخاص أواخر تشرين الثاني نوفمبر ثلاثة من ضباط المدينة التي شهدت عام 1996 احتجاجات واسعة بعد اعدام الفريق الطيار محمد مظلوم الدليمي بتهمة قيامه بمحاولة انقلابية. إلى ذلك، أعلن العراق أمس أنه قادر على احباط "مؤامرات" الولاياتالمتحدة وبريطانيا، عشية الاحتفال بذكرى تأسيس الجيش. واعتبر نائب رئيس مجلس قيادة الثورة نائب القائد العام للقوات المسلحة عزة ابراهيم الدوري ان "الجيش العراقي قادر على مواجهة مخططات الاعداء الحاقدين ومؤامراتهم الخبيثة ودسائسهم ومكرهم، سواء في القرارات الجائرة التي اصدروها ضد العراق ام بسلوكيتهم وحصارهم لشعب مجيد كريم مؤمن، قال بكل فخر لا للهيمنة والتسلط الاميركي - الصهيوني على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتها". وأكد وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم احمد علي في برقية ارسلها الى صدام ان الجيش العراقي "ما زال قوياً قادراً على مواجهة الاعداء". ونقلت الصحافة العراقية عن وزير الدفاع قوله: "نحن أكثر قدرة لمواجهة الأعداء، ارادتنا تظل أقوى من مؤامرات الأعداء الاميركيين والبريطانيين والصهاينة". وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق: "جيشنا الباسل سيكون أكثر عزماً وأشد صلابة واصراراً لرد كيد المعتدين الأشرار الى نحورهم"، في حين اعتبرت صحيفة "الجمهورية" أن الجيش العراقي "سطّر أروع الملاحم والبطولات للذود عن تراب هذا الوطن، ويقف اليوم كالطود الشامخ للدفاع عن القيم والمبادئ السامية وردع العدوان وافشال المؤامرات". يذكر ان القوات العراقية تتعرض في صورة شبه يومية لهجمات الطائرات الأميركية والبريطانية التي تراقب منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه.