تسمح المعطيات المتوافرة عن المواجهات التي شهدها الشمال اللبناني بالقول إن غسان كنج ابو عائشة كان يعد لإعلان "حركة جهاد" تتخذ من جبال الضنية مرتكزاً لها وتتوسع لاحقاً، وذلك بالتنسيق مع قادة أصوليين مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري سبق لكنج ان ارتبط بهما أيام قتاله في افغانستان ثم البوسنة. راجع تحقيقاً خاصاً من طرابلس شمال لبنان في الصفحة 5. واخترق كنج تنظيمات أصولية في طرابلس وجوارها وانشأ تنظيماً سرياً يضم مراهقين وشباناً يتذمرون من ملاحقات يتعرّضون لها ويعيشون أوضاعاً اجتماعية بائسة. وشهدت الأيام السابقة على الانفجار تسارعاً في الاحداث اذ ان التنظيم استنفر اعضاءه وأقدم على عمل مسلح، قبل ان تفشل الوساطة التي قامت بها قيادات شمالية على اثر وقوع دورية من للجيش اللبناني في مكمن. واذا كانت اوساط رسمية لبنانية ترجح مقتل كنج وابرز قياديين برفقته هما عبدالكريم الجزار وعبدالله هزيم، وهما سجينان سابقان ومطلوبان حالياً بتهم التفجيرات التي طاولت كنائس، فان المعلومات ما زالت متضاربة عن عدد من "الشباب" الذين فروا نحو الجرود. وأثارت الاعمال التي قام بها كنج ومريدوه مخاوف عدة في لبنان عموماً والشمال خصوصاً لترافقها مع الهجوم على السفارة الروسية في بيروت ومع توترات عند مداخل مخيم عين الحلوة، من دون ان تظهر صلة واضحة بين هذه الاحداث. وفي حين يميل بعضهم الى رؤية ما جرى من زاوية الوضع الاقليمي وإضعاف موقف لبنان عشية انطلاق مساره التفاوضي مع اسرائيل، فان آخرين يميلون الى تغليب الاهتمام بالجوانب الداخلية. ويرى هؤلاء ان لبنان تجنّب مشروع فتنة خطيرة لأن الاعتداءات توجهت ضد مؤسسة الجيش ولأن اصحابها تقصدوا اعطاءها طابعاً طائفياً حاداً، وذلك بحجة اقامة "قاعدة جهاد" في لبنان تشكل ترجمة محلية للشبكة العامة التي يحركها ويمولها ابن لادن.