عادت البسمة الى شفاه بقايا الشيوعيين وبدأت الرؤوس الهرمة والمنكسة ترتفع مجدداً في عالم الايديولوجيات المعاصرة. من أين جاءت هذه الجرعة الايديولوجية بعد موات الشيوعية السياسي بانهيار الاتحاد السوفياتي ومعسكره الاشتراكي؟ جاء المدد المعنوي لا العقلي من معلومتين: الأولى احتلال "البيان الشيوعي" صدارة الكتب الأكثر مبيعاً في العام 1998 في مناسبة مرور 150 سنة على تأليفه صاغه ماركس وانغلز في العام 1848. والثانية اختيار ماركس كأحد أهم المفكرين في العالم في الألف سنة الأخيرة، بمناسبة انتهاء الألفية الثانية، بحسب استطلاعات الرأي المحايدة طبعاً التي جرت في العام 1999. السؤال لماذا يعود الغرب الى النفخ في بوق الماركسية بعد ان سكت بوق الكرملين؟ يمكن تحديد الجواب على مستويين: السياسي وهو الأهم والايديولوجي وهو الأقل أهمية. على المستوى السياسي الدولي لم يعد الغرب يخاف من الشيوعية بعد ان تحطمت أداتها الضاربة... فالخطر في مقاييس الغرب لا يتأتى من الافكار بل من الافعال، وبما ان القوة الفاعلة اجهضت فلا بأس من الاستماع الى الكلام ورفع اسماء قادة الشيوعيين من لائحة "ممنوع الدخول" الى الولاياتالمتحدة. الى زوال المخاوف من الخطر السوفياتي السابق والشيوعية استتباعاً تراجع الخوف من الاحزاب الشيوعية في الغرب أوروبا والولاياتالمتحدة بصفتها قوات احتياط محلية عيون وآذان تزود السوفيات بمعلومات أو تروج أفكارهم أو تساعدهم في حال اجتياح الجيش الأحمر وحلف وارسو استتباعاً حائط برلين متوجهاً الى معاقل الرأسمالية في أوروبا الغربية. بعد زوال الخطرين السياسيين الخارجي السوفيات والداخلي الأحزاب فلا بأس من الاستئناس بأفكار لا تأثير سياسياً لها على حركة الواقع، بل لا مانع من التعاون مع نخبة من الانتلجنسيا الأوروبية في تزويد الغرب بمعرفة مختلفة عن عالم كانت تلك الاحزاب على صلة ولو معنوية به. ولعل الاستئناس الفكري المذكور يساعد على الرد على سؤال: لماذا انهارت الاحزاب الشيوعية بسرعة بعد انهيار الناطق الرسمي باسمها واخذت تبدل برامجها وايديولوجيتها وصولاً الى تغيير الاسماء واستحداث مصطلحات مناسبة لتوجهات "النظام الدولي الجديد" وما قيل عن انتصار "قيم الغرب" في مواجهة "قيم الشرق"؟ ويستتبع السؤال الأول الإجابة عن سؤال آخر وهو لماذا تحولت معظم المنظمات المنشقة عن انفراط عقد الاحزاب الشيوعية الى هيئات تلعب بحرية في "الملعب الرأسمالي" والى أندية هواة تنتقل بين الاجهزة عارضة خدماتها المجانية لتوضيح ملابسات "شرقية" قد لا يستوعبها بسرعة "العقل الاميركي"؟ انتفاء الخطر أو المخاوف السوفياتي - السياسي يساعد على الانتقال الى المستوى الآخر: الايديولوجي. وهو موضوع نقاش لا مخاطر جدية منه ما دام الأصل تبعثر الى "دويلات رأسمالية" في أوروبا الشرقية وبقيت الفروع تتخبط خارج حوض السباحة. الجانب الايديولوجي من الشيوعية لا يخيف الرأسمالية بل يمكن اعادة تدويره وانتاج "الصالح" منه الذي يخدم استراتيجية الأمركة الأوربة في عصر ماركس. ففي الايديولوجية الأصل ماركس انغلز عناصر ثمينة يمكن استخدامها لتحقيق غايات وأغراض تتعدى الأهداف الاشتراكية البروليتارية. فالمخاوف من الماركسية تراجعت بعدان انهارت أدواتها الصادمة سياسياً المعسكر الاشتراكي وعسكرياً حلف وارسو كذلك انتفت الحاجة الى تلك المخاوف ما دامت الاحزاب الشيوعية الفزاعة نزعت مخالبها واسقطت مقولاتها الصادمة ايديولوجياً ضد الرأسمالية وتوسعها الدولي. والسؤال المستجد: ماذا بقي من الماركسية ليعاد استخدامها اميركياً في القرن المقبل؟ بالنسبة لتحليلات "الاجهزة" ومراكز "الرصد" لم يعد للماركسية من قيمة معاصرة سوى نزعتها الايديولوجية لتبرير التوسع الرأسمالي والدفاع عن ايجابيات ذات الامتداد الحضاري "المتقدم أوروبياً" ضد انكماش الحضارات القديمة السابقة على الرأسمالية في العالم الثالث أو الشرق... فالماركسية في هذا المعنى التاريخي تقدم تفسيراً "حداثياً" لنزعة الأمركة العولمة المتجهة نحو قارات ما قبل الحداثة. فهذا هو الجانب "الحداثي" الوحيد الذي يمكن الاستفادة منه اميركياً واعادة استخدامه في مواجهات "ايديولوجية" قد تندلع أو تتدافع في غمرة الحصار الاميركي لحضارات قديمة تحاول تجديد نفسها أو تنزع نحو اعادة انتاج ذاتها في سياق تحولات معاصرة. وحتى تربح اميركا معركتها الايديولوجية ضد الآخر المختلف تاريخياً لا بد من حسم معركة الماركسية بإعادة نزعها من "التلوث الشرقي" الذي قام به لينين وستالين الى حد قليل وماو تسي تونغ وهوشي منه الى حد كبير واعادتها الى قارة المنشأ أوروبا. فالماركسية في هذا المعنى ايديولوجية أوروبية بامتياز، بل هي مركب تزاوج أرقى الايديولوجيات الغربية التي نهضت كنتاج لعصر الأنوار وتمثلت في مدارس فلسفية واتجاهات اقتصادية وسياسية في القرن التاسع عشر عصر ماركس وانغلز في المانيا وفرنسا وبريطانيا. تلك المرحلة انتهت أوروبياً، لكن الماركسية في طبعتها الأولى قرأت تاريخ تطور القارة وتصورت مستقبلها هزيمة الرأسمالية وانتصار البروليتاريا واشتراكيتها من منظار القرن الماضي، وبالتالي بات الحديث عن تلك الفترة مجرد تكرار كلام ايديولوجي لتصورات منقرضة تجاوزها الزمن وسقط تأثيرها السياسي على حركة الواقع، في وقت استمر الخطاب الماركسي يتحدث عن فوائد رأسمالية ويدفع باتجاه المصالحة التاريخية مع "الغرب" ويستنكر "الشرق المتخلف". إذن سقطت السياسة من الماركسية وبقي الموروث الايديولوجي الذي لا بأس أوروبياً في استعادة عناصره التأسيسية الموجهة ضد الشرق. وهذا الاحتمال ليس بعيداً عن نتائج استطلاع الرأي عن أهم مفكر في الألفية الثانية ولا عن إلقاء الضوء مجدداً على "بيان" دخل متحف التاريخ. فالاحتمال ليس مستبعداً ما دام تحليل ماركس لرأسمالية القرن التاسع عشر تحول الى قيمة تراثية لا صلة له بالرأسمالية المعاصرة ولا علاقة له بالمهمات "التحديثية" في القرن المقبل. الى خواء التحليل الماركسي لرأسمالية القرن العشرين هناك خواء نظرية تقويض الرأسمالية بالطبقة البروليتارية الأكثر عدداً بعد ان أخذت تنكمش متحولة الى "أقلية" لا دور سياسياً لها، مضافاً اليها هزال فكرة انتصار الشيوعية كمرحلة لاحقة بعد فترة انتقالية اشتراكية على انتصار الرأسمالية العالمي وسيطرتها على السوق الدولية. فالرأسمالية المعاصرة تجاوزت نفسها وانتقلت الى خطوة أعلى مستوعبة العناصر الانسانية في الماركسية من دون ان تتنازل عن جوهرها الاستبدادي والطغياني على المستويين المحلي والدولي. فالرأسمالية المعاصرة عدلت ميزان التفاوت الطبقي بين الاغنياء والفقراء من دون ان تعدل الاستقطاب الثنائي في الدولة. وهي ايضاً عدلت ميزان العلاقة الدولية ضد الامم الضعيفة من دون ان تعيد النظر بمسألة النهب والتوزيع غير العادل لثروات الشعوب. كذلك طورت وظائف الدولة فتحولت الأخيرة من طرف الى لاعب اقتصادي في توازن القطاعات الرأسمالية. الماركسية اذن، في طبعتها الاميركية، باتت اسيرة الطوق الرأسمالي ورافداً ايديولوجياً من روافده. فمثلاً تحولت آراء ماركس عن مفهوم الدولة نهوضها واضمحلالها الى نظريات مضحكة. فماركس ربط قيامها الدولة بالانقسام الاجتماعي الذي ظهر بعد فترة المشاعية البدائية ثم ربط زوالها باختفاء الانقسام الاجتماعي حين ظهور المشاعية المعاصرة. فالدولة عنده مجرد أداة للقمع تستخدمها الطبقة المالكة الحاكمة ضد الطبقة التي لا تملك سوى قوة عملها المحكومة بينما تحولت الدولة الآن الى جهاز واعٍ أو مجموعة أجهزة تعيد صوغ هيئة الجماعة تمهيداً لنقلها من الدائرة القومية القرن التاسع عشر الى الدائرة القارية الاتحاد الأوروبي في القرن المقبل وغداً الى دائرة أوسع من القارة. فالدولة لا تزول بل تعيد تجديد دورها القيادي التاريخي دافعة الجماعات الاهلية من الطور الأدنى الى الطور الأعلى. كذلك تحولت آراء لينين المتسرعة عن مفهوم الحزب أداة واعية تتحدث بالنيابة عن طبقة لا واعية لمصالحها الى نظريات مبكية بعد تجربة مريرة في الاتحاد السوفياتي. فالحزب الواعي تحول الى طبقة سياسية تعيد انتاج مصالحها الاقتصادية من خلال اجهزة الحزب الواحد. نعود الى السؤال الذي بدأنا منه. لماذا ينفخ الغرب، مجدداً، في بوق الماركسية، ماركس - انغلز تحديداً؟ الجواب يرتبط بالرد على موضوع ماذا بقي من الماركسية ليعود انتاجها اميركياً، بعد ان تلاشت مؤثراتها السياسية واضمحلت نظرياتها عن انهيار الرأسمالية ودولتها وانتصار الاشتراكية وحزبها؟ هناك الكثير من الماركسية يمكن الاستفادة منه اميركياً في القرن المقبل. فالماركسية في طبعتها الأولى ماركس - انغلز أوروبية الرؤية تحترم التراتب التاريخي للتطور الانساني في تلك القارة. وبرأيها بدأ في اليونان وينتهي في أوروبا واميركا. فماركس في نزعته الأوروبية انطلق من مفهوم التقدم والتخلف. فأوروبا هي مركز التقدم قاطرة التاريخ المعاصر وما هو خارجها مجرد أطراف لا بد من إلحاقها أو التحاقها بالرأسمالية العالمية. ومن هذه النظرة التاريخية الرؤية الأوروبية قام ماركس، ووصيفه انغلز، بالدفاع عن ايجابيات الرأسمالية. فالرأسمالية ماركسياً ليست شراً بالمطلق بل هي نتاج التطور وثمرة من ثمار التطور الانساني وبالتالي تقوم بتحقيق مهمات تاريخية بإزالة العوائق القديمة التي تعترض التقدم وتمهد الطريق للاشتراكية. فالاشتراكية استتباعاً هي نتاج لاحق للتقدم الرأسمالي. فماركس الذي يعتبر أكبر ناقد للرأسمالية في طبعتها الأولى الأوروبية هو من اكثر المدافعين عنها في لحظات خروجها الى العالم الآخر المتخلف، البربري، المتوحش. تتمثل أوروبية ماركس رأسماليته في اللحظات الأكثر دموية وعنفية في تاريخ أوروبا واميركا. فهو مثلاً لا يستنكر كثيراً مذابح الأوروبيين ضد الهنود الحمر في فترة الاكتشافات الجغرافية وإبادة الملايين من البشر واقتلاع حضارات قديمة عجزت عن مواجهة الأوروبي الأبيض القادم من وراء البحار. وماركس ايد احتلال الولاياتالمتحدة للمكسيك في العام 1847 بالذريعة نفسها التقدم والتخلف. وكرر تأييده للاستعمار البريطاني للهند متحفظاً على الكوارث المأسوية للاحتلال ومؤيداً للنتائج التقدمية في سياق التحولات التاريخية للعلاقات الاجتماعية في آسيا. وماركس أبدى اعجابه بانجازات الاحتلال الفرنسي للجزائر ونجاح الاستعمار في كسر البدوي عبدالقادر الجزائري وثورة البدو النهّابين ضد المتحضر الافرنجي. تشبه نظرية ماركس عن التقدم والتخلف نظرية ابن خلدون عن البداوة والحضارة مع فارق نوعي بين الفلسفتين. ابن خلدون قرأ التضاد بمنظار تاريخي تطوري اي ان نزوع البداوة الى تحقيق غايتها، وهي الدولة، تمر في مراحل انتقالية من الخشونة الى الدعة الحضارة. فالتضاد عنده ليس تناحرياً وانما يأتي في سياق تاريخي تندفع فيه القبيلة بخشونتها البدوية صحراوية أو ريفية أو سهلية أو جبلية الى استقرارها المديني الحضارة. وفي هذا المنظور الخلدوني كل الحضارات عند صاحب المقدمة من أصول بدوية ومنها الحضارة الأوروبية. بينما التضاد عند ماركس هو تناحري - إلغائي ينطلق من مبدأ التقدم والتخلف القوي والضعيف وينتهي الى انتصار الأول على الثاني أوروبا على العرب والبربر والمسلمين في نموذج ثورة الجزائر. فمفهوم ماركس عن الحضارات ليس عالمياً كونياً بل هو أوروبي مركزي ينطلق من نقطة وينتشر قسراً الى الأطراف. والأطراف هي الشعوب غير الأوروبية الآسيوية، الافريقية وغيرهما التي تتخبط في انماط انتاج ساكنة لا تتطور. التباس موقف الماركسية الأوروبية ماركس - انغلز من مفهوم الحضارات يفسر الى حد كبير ازدواج موقفها من الرأسمالية في أوروبا سلبيات وايجابيات وموقفها من الاستعمار خارج أوروبا حين وجدت فيه خطوة تقدمية نحو "أوربة" العالم. فالأوربة عند ماركس نقطة لقاء مهمة تسمح بتسريع "امركتها، واعادة توظفيها باسم "التقدم" و"التقدمية" لمواجهة حالات اعتراض قد تنشأ من قوى "متخلفة" و"قديمة"، في أكثر من مكان أو زمان في آسيا وغيرها من القارات... وفي هذا المعنى تشكل "أمركة" الماركسية ضرورة ملحة وحقل لقاء ايديولوجي مشترك لإعادة انتاج نزعة "اقتصادية" يمكن استخدام عدوانيتها الأوروبية ضد الحضارات القديمة ما قبل الرأسمالية بهدف تقويض الأخيرة وإدراجها في سياق سيطرة النموذج الاميركي على نزوع العالم نحو العولمة. فالماركسية هنا هي واحدة من أدوات تبرير السيطرة بعد ان شكلت لفترة محدودة احد أدوات التحرر. أمام هذه الحملة الاميركية لاستيعاب الماركسية وتوظيفها في مهمات رأسمالية، ما هي المخاطر التي يجب ان ينتبه اليها بعض بقايا الماركسيين في منطقتنا وغيرها من العالم؟ تبدو مهمة اعادة نشر النصوص الكاملة والأصلية لأوراق مؤتمر باكو 1920 وسجالاته الحادة نقطة أساسية على رأس أولويات مواجهة خطة امركة الماركسية. آنذاك نظم قائد الثورة البلشفية مؤتمر شعوب الشرق في باكو للتعبير عن دعم الاتحاد السوفياتي لنزعات الاستقلال وحركات التحرر الوطني ضد الامبريالية، الا ان حساباته اخطأت أهدافها. آنذاك انقسم "الرفاق" الى كتلتين رئيسيتين: الأولى كتلة الاسلاميين - الشرقيين، والثانية كتلة الأوروبيين - الغربيين. وتأرجح لينين البراغماتي بينهما. فلينين الذي عارض سابقاً كتابات روزا لوكسمبورغ الماركسية الألمانية المعادية لنزعة الاستقلال وحركات التحرر الوطني بذريعة ان شعار حق الشعوب في تقرير مصيرها شعاراً رجعياً، وجد نفسه في خط نار بين تيارين متعارضين يقرأ كل منهما مفهوم النضال ضد الامبريالية من منظار مختلف. اضطر لينين أخيراً الى الانحياز الى التيار الأوروبي - الغربي من دون ان يسقط استعداده لاستخدام نزعة الاستقلال وحركات التحرر كقوة ضغط دولية ضد الرأسمالية الأم في أوروبا. انهار مؤتمر باكو وانتهى الى خلافات "رفاقية" انتجت نفسها في سجالات ايديولوجية كانت الغلبة فيها للنزعة اللينينية الماركسية الأوروبية. فصاحب الكرملين انقلب على شعاراته السابقة وبدأ جيشه الأحمر بقيادة تروتسكي أولاً وستالين ثانياً سلسلة مذابح انتهت الى اقتلاع كل من هو مخالف من شعوب الشرق السوفياتية عن طريق القوة والقهر. والأن بعد ان دار الزمن دورته وتحولت التراجيديا الى كوميديا بدأت "الأمركة" تستخدم مدائح ماركس للرأسمالية ومعاداته لحضارات الشرق والجنوب ما قبل الرأسمالية والتباس موقفه من الاستعمار والاستيطان الأوروبي في اميركا واستراليا وافريقيا ونزعته المركزية في فهم التطور التاريخي للبشر، كأدوات تحليل في سياسات السيطرة باسم التفوق والتقدم أي أوروبة أمركة العالم. فاستحضار الخلاف في مؤتمر "باكو" يعيد ترسيم الحدود السياسية بين ايديولوجيتين ماركسيتين، ويساعد على وقف الهرولة الماركسية نحو الولاياتالمتحدة. على الماركسيين الذين عادت البسمة الى شفاههم ان يفكروا قليلاً ويبرهنوا على ان رؤوسهم ليست "هرمة" بل واعية لما يجري ومتنبهة لمخاطر الانزلاق السياسي... والا اضطروا الى تنكيسها مجدداً، وبعد فوات الأوان. * كاتب من أسرة "الحياة".