في عملية نوعية تمكنت المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" أمس من قتل العقيد في "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل عقل ابراهيم هاشم 48 سنة أثناء وجوده في منزله في خراج بلدته دبل الواقعة في الشريط الحدودي المحتل في جنوبلبنان، والقريبة من الحدود الدولية، إذ نجحت في نصب مكمن بواسطة عبوات ناسفة فجرت بعد التأكد من وجوده، ما ادى الى مقتله وجرح ضابط في "الجنوبي". وخلال مؤتمر صحافي عقد في القاهرة التي زارها أمس، توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك منفذي العملية ب"عقاب"، معتبراً مقتل عقل هاشم "مؤلماً جداً". لكنه وعد بالحؤول دون "تدهور الوضع على الحدود الاسرائيلية - اللبنانية". وشدد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه على أن "الجريمة لن تمر من دون رد"، معتبراً أن "سورية اطلقت العنان لحزب الله، وهذا يثبت أنها ليست مهتمة فعلياً بنجاح المفاوضات". واعتبرت الاذاعة الاسرائيلية مقتل الرجل الثاني في "الجنوبي" ضربة معنوية للجيش الاسرائيلي. وفيما قالت مصادر امنية في الشريط المحتل ان ضابطاً من "الجنوبي" كان موجوداً مع عقل هاشم في السيارة أصيب بجروح، أوضحت مصادر المقاومة الإسلامية ل"الحياة" ان العبوات، التي زرعها المقاومون، فجرت في محيط منتجع يخص هاشم، اعتاد على تمضية عطلة نهاية الأسبوع فيه برفقة ضباط إسرائيليين راجع ص4. وأضافت ان العبوات "فجّرت اثناء وجود عقل في باحة المنتجع مع ضباط من الجنوبي والجيش الإسرائيلي"، مشيرة الى "سقوط جرحى في صفوفهم". ولفتت الى ان "المقاومين يرصدون منذ مدة تحركات هاشم الى ان وقع صريعاً بعبوة انفجرت قربه". وفور انتشار خبر مقتل هاشم عمد الجيش الإسرائيلي الى شن غارات على عدد من قرى القطاع الأوسط ما أدى الى سقوط ستة جرحى من المدنيين وتضرر عدد من المنازل، فيما تلقى المواطنون في قرى الجنوب المحررة وصولاً الى الضاحية الجنوبية لبيروت نبأ مقتل هاشم بفرح ووزعوا الحلوى في الشوارع. وقال نائب "حزب الله" عبدالله قصير ان "العميل هاشم كان هدفاً للمقاومة ولا ربط بين العمليات في الجنوب ومفاوضات التسوية". وزاد "اذا سعت اسرائيل الى التصعيد سيرد الحزب". وكان اسم هاشم يطرح باستمرار كواحد من ابرز المرشحين لخلافة قائد "الجنوبي" اللواء انطوان لحد، وقالت مصادر سياسية وأمنية لبنانية ل"الحياة": "بمقتله سقط الرهان الأخير، لا لعدم وجود منافس له، بل لطبيعة الدور الأمني والعسكري الذي كان يؤديه بعلاقته المباشرة بالاستخبارات الاسرائيلية، ولكونه القائد العملاني للجنوبي، وسيعجل مقتله انهيار الميليشيات المتعاملة". ومساء امس عرض "تلفزيون المنار" التابع ل"حزب الله" مشاهد حيّة لعقل هاشم قبل دقائق من الانفجار، وهو يتنزه في الاستراحة المخصصة له قرب منزله وسط اجراءات امنية مشددة على سطح منزله وفي محيطه. واظهرت كاميرا الاعلام الحربي للحزب هاشماً وهو يتحدث مع مرافقيه وقربه سيارته المصفحة. وظهر مرتدياً بزة عسكرية حاملاً سلاحه الفردي. وبعد نحو 5 دقائق من الرصد، ولدى اقترابه من المكان الذي زرعت فيه العبوات دوى انفجار هائل وعلت سحب الدخان.