بيروت، القدسالمحتلة - "الحياة"، أ ف ب - دفعت العملية التي نفذتها "المقاومة الاسلامية"، الجناح العسكري لپ"حزب الله" اول من امس في محيط موقع سجد في مرتفعات إقليم التفاح في جنوبلبنان وأدت الى مقتل رقيب اول في الجيش الاسرائيلي وجرح اربعة آخرين بالقادة الاسرائيليين لرفع وتيرة تهديداتهم والتلويح بتوجيه ضربات جوية ضد المنشآت المدنية في لبنان فيما ابقت العملية المؤسسة العسكرية الاسرائيلية في دائرة الارباك، وجددت الجدل الداخلي على الانسحاب من لبنان. وتعليقاً على العملية، كرر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو رفضه سحب قواته من "الشريط الحدودي" من دون اقامة ترتيبات امنية مع لبنان. وقال "اننا نفتش عن مخرج للخروج من لبنان وهذا احد اهدافنا، لكن لا نستطيع تنفيذ هذا الامر من دون ترتيبات امنية". وقال وزير الدفاع الاسرائيلي إسحق مردخاي: "اننا نبذل كل جهد مستطاع لإيجاد الحلول السياسية الملائمة للوضع في جنوبلبنان، ونواصل تحقيق السبل الكفيلة بمواجهة قضية الارهاب الذي يمارس في الاراضي اللبنانية، ونواصل القتال من اجل الحفاظ على امننا". ودعا وزير الامن الداخلي الاسرائيلي افيغدور كهلاني الى الانتقام "لمقتل كل جندي اسرائيلي في لبنان". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ليندا منوشين الناطقة باسم كهلاني قوله خلال جولة اول من امس على شمال اسرائيل: "علينا ان نهاجم الجسور وشبكة الكهرباء وشبكة المياه ومنشآت اخرى في لبنان كلما قتل جندي من جنودنا في هذا البلد". واضاف كهلاني "على الحكومة اللبنانية ان تعي ان عليها نشر قواتها في جنوب البلاد لضمان سلطة الدولة". وأعلن رئيس الاركان الاسرائيلي السابق أمنون شاحاك انه كان دعا الى انسحاب احادي الجانب من جنوبلبنان. وقال "كنت مقتنعاً بأن "حزب الله" لن يجتاز الحدود الشمالية". وأعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال كابي اشكينازي، "تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات العملية". وقال ان "التحقيقات الاولية تشير الى ان القوة الاسرائيلية المؤلفة من المظليين والاستخبارات العسكرية كانت في طريقها لنصب كمين قرب موقع سجد ولدى تموضع جزء منها تعرضت لانفجار عبوة ناسفة، او عبوتين ما اسفر عن مقتل جندي وجرح اربعة آخرين". وسئل كيف عرف "حزب الله" بأمر القوة وعن اسلوب وضع العبوة في مكانها قال: "افترض ان "حزب الله" لم يكن يعرف بأمر القوة ولكني لا استطيع تجاهل هذه الحقيقة، ونحن نفحص كيف وصل المخربون الى هذا المكان والى هذه النقطة بالتحديد". ونقلت القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي عن مراسلها العسكري ان الاعتقاد يسود ان مقاتلي "حزب الله" رصدوا قبل ايام تحركات القوة الاسرائيلية، وتوقعوا وجودها في مكان العملية قرب موقع سجد، فقاموا بزرع العبوة هناك. الى ذلك، ذكرت اذاعة "صوت الجنوب" الناطقة باسم "الجنوبي" ان قائده اللواء أنطوان لحد زار امس مستعمرة المطلة والتقى النائبين الاسرائيليين عوزي لاندو رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست من "ليكود" وافرام سنيه من حزب "العمل". وأعرب لاندو عن خيبة امله من السياسة المتبعة حيال الاوضاع في جنوبلبنان. ونقلت الاذاعة عن لاندو وسنيه قولهما: "اذا رغبت سورية في استئناف المفاوضات مع اسرائيل فعليها ابداء حسن النية ووقف دعمها للمقاومة". واتهمت اسرائيل الجيش اللبناني بتجنيد عملاء من "جيش لبنانالجنوبي" لمراقبة قواتها في جنوبلبنان، كما افادت وثيقة للمحكمة العليا الاسرائيلية حصلت عليها وكالة "فرانس برس" امس. وجاء في الوثيقة ان المدعي العام في محكمة العدل العليا في اسرائيل ماليكاييل بالاس رفض اخيراً الافراج عن عنصرين من ميليشيا "الجنوبي" باعتبار انهما تجسسا على تحركات الجيش الاسرائيلي لمصلحة الجيش اللبناني. وطلب العنصران طانيوس عساف والياس نصرالله اللذان اعتقلا في سجن الخيام داخل "الشريط" من محكمة العدل العليا في اسرائيل اطلاقهما لكن المدعي العام رفض ذلك واتهمهما بالعمالة لمصلحة الجيش اللبناني. وأشارت الوثيقة نفسها الى ان عساف الذي اعتقل في 20 تموز يوليو الماضي اعترف اثناء استجوابه بأن الجيش اللبناني كلفه جمع معلومات عن وحدة من الجيش الاسرائيلي، وانه اختلق معلومات في هذا الخصوص لتعذر حصوله عليها. كذلك اعترف نصرالله وهو ضابط استخبارات لدى ميليشيا "الجنوبي" ولم يحدد تاريخ اعتقاله بأن جهاز الاستخبارات في الجيش اللبناني جنده في العام 1997 ونقل اليه نسخاً عن صور جوية لمواقع تسيطر عليها ميليشيا "الجنوبي".